مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

تعلم كيف تتعلم | أول خطوة تبدأ هنا | أهم موضوع لكل طالب علم | إهداء إلى أعضاء الشبكة | جزء 3

STORMSTORM is verified member.

>_ عضو ماسي _<
>:: v1p ::<

السمعة:

image.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن التأخير في طرح هذا الجزء ولكن الحياة مشاغل.
في هذا الجزء سوف نتطرق لمواضيع عقلية ضرورية يجب على كل طالب علم معرفتها، أو على الأقل إدراكها والوعي فيها؛ نظراً لأهميتها في التفكير والتعلم.

ثقافة "كيف أقول لا" : أن تقول " لا " للأشياء بغض النظر عن ما هي، من أهم الثقافات في هذا العصر، حيث أن أول خطوة للإنسان المستهلك كي يستطيع الخروج من دائرة الاستهلاك إلى دائرة الإنتاج يجب علينا الوقوف قليلاً وحساب كمية الاستهلاك اليومية ومقارنتها بكمية الإنتاج اليومية.

حيث أن الجيل الصاعد اليوم يعتمد على استهلاك كل شيء من حوله مقارنة بكمية قليلة جداً من الإنتاج، وهذا ليس بذنبه إنما أدوات الحياة المتاحة من حولنا في هذه الدول أجبرتنا على أن نكون مستهلكين وبقوة.
ومن الجيد أن نعتبر أي حالة إنتاج على مواقع التواصل الإجتماعي ما هي اإا حالة إنتاج وهّمية لإرضاء النفس فقط لا غير.

هذه الثقافة تُعطي الإنسان إدراك جديد بكيفية استخدام أدوات عقلية وفكرية تمكنه من قول " لا " للأشياء، مثال : إذا كنت تتصفح موقع ما ورأيت صورة خليعة "صور عارية"، كيف يمكنك أن تقول للصورة لا؟
ببساطة لا يمكننا أن نقول لا لأبسط الاشياء من حولنا، بل علينا بالبداية وضع مقدمة تقودنا إلى النتيجة المطلوبة.

المقدمة: عقل الانسان يستقبل المعلومات الصوتية والمرئية والحسّية ويقوم بتحليلها ومعالجتها وتخزينها لأول مرة، ثم إذا تعرّض لمعلومات مشابهه لها يقوم بمقارنة المعلومة الجديدة بالمعلومة القديمة وأحياناً قد لا ينتبه إلى صحّة المعلومة القديمة وهنا يقع بخطأ "هذا ما وجدنا عليه آباءنا"، حيث أن الإنسان إذا رأى شيئاً لأول مرة يعتقد أن هذا الشيء هو الوضع الطبيعي وإذا تكرر المشهد يقع ضمن حالة " ما تكرر قد تقرر " وهذه كارثة أخرى.
وترتبط ذاكرة الإنسان بهذه المعلومات ارتباط وثيق جداً حيث أن الطعام قد يرتبط بحدث معيّن أو بتاريخ معيّن وحتى رائحة العطر قد ترتبط بذاكرة معيَّنة أو موقف معيّن قد حصل مع الإنسان وما تراه العين وتسمعه الأذن وما يشتَمّه الأنف في نفس اللحظة ترتبط كلها بذاكرة واحدة ويمكن استرجاعها عن طريق استحضار أو تكرار جزء أو عنصر واحد من العناصر التي تم تخزينها في الذاكرة.

كان يجب أن نبدأ بهذه المقدمة كي نربط معها فيما بعد أن الإنسان يقوم بتكوين سؤال " لماذا " عند التعرض للأشياء الغير جديدة، مثال:
لنفرض أن هناك شخص لا يعلم عن الكمبيوتر شيء أبداً، وطلب أن يتعلم الكمبيوتر، ثم قمنا بإخباره بكيفية البدء بالكمبيوتر حيث أنه يلزمه الأساسيات والإنتقال من المرحلة المبتدئة إلى المرحلة المتوسطة وهكذا. . .
وهناك شخص آخر لديه الأساسيات في الكمبيوتر، ويريد أن يطوّر مهاراته فيه، ثم أخبرناه أن عليه دراسة مواضيع معينة من الأساسيات.

الشخص الأول الذي لا يعلم شيء عن الكمبيوتر سوف يقوم بـأخذ هذه النصائح والعمل بها واما الشخص الثاني فسوف يقوم بسؤال " لماذا " يجب علي أن أدرس هذه المواضيع بالذات؟
الشخص الثاني قام بعمل مقارنة منطقية بسيطة مع ما يحمله من معلومات في ذاكرته عن أساسيات الكمبيوتر ومع ما تم تقديمه له من نصائح
أما الشخص الأول فهو لا يحمل ذاكرة عن الكمبيوتر لهذا لا يمكنه أن يطرح مثل هذه الأسئلة.
وهنا يبدأ "الاستغفال"
حيث أن الناس تقوم باستغفال بعضها البعض بناءًا على جهلهم المعلومات، وكان الإسلام خير مثال ودليل على هدم كل قواعد الاستغفال حيث أن الدين جاء كامل قبل 1450 عام، ثم جاء من بعده علماء يقومون بشرح تفاصيل هذا الدين الذي تكفّل رب العالمين بحفظه للأمم حتى بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يستطيع أي انسان تحريف نصوص القرآن الكريم أو حتى تحريف الأحاديث الصحيحة، حتى جاءت الثورة التكنولوجية.

هذه الثورة أحدثت شرخ كبير وواضح بمنطقية إيصال الدين إلى عقول البشر، وعندما نقول عقول البشر أي نعني من ولد في هذه الحقبة الزمنية التي أصبحت تعطيه المعلومات من خلال الهاتف والاستماع إلى أشخاص يتحدثون، حيث أنها كانت أقرب إلى راحة الإنسان في الوصول إلى المعلومة وقام الإنسان بالاستغناء عن القراءة والتمحيص والتدقيق والرجوع إلى مصادر الكتب وإعطاءها الوقت الكافي وتغذية العقل.
كانت هذه الثورة التكنولوجية كارثة حقيقية على عقول الشباب، حتى باتوا يقعون في شُبهات الملحدين ( أغبى البشر ) والكفّار والمذاهب جميعها عدا ( أهل السنة والجماعة )،وعندما تتمعن قليلاً بهذه الشُبهات يصيبك الضحك من هذه المهزلة الفكرية وكيف للإنسان أن يقع بها! وما تلبث قليلاً إلا أن تجد الثغرة التي وقع بها الإنسان وجعلته يتقبّل هذه الشبهه ويسير معها ويكررها حتى تتقرر وتستقر في قلبه.

طلب العلم سواء الديني أو التقني أو أي نوع آخر من العلم، لا يكون بالاستماع إلى الأشخاص ( في زمننا الحاضر ) بقدر القراءة والتمحيص بين الكتب وقراءة المجلدات وتلخيص ما يفهمه الإنسان منها والتدقيق في مراجعها . . .
وهنا دعنا نتوقف قليلاً . . .

لنفرض أنك قمت بفتح موقع تواصل اجتماعي = إظهار المحتوى دون طلبه.
وعند النظر لأي منشور في هذا الموقع عليك أن تقوم بسؤال "لماذا" : لماذا يجب علي أن انظر إليه؟ لماذا يجب علي أن أصدقه؟ لماذا يجب علي أن أتفاعل معه؟ . . . . .

ثم تذهب إلى الشطر الثاني من السؤال وهو " ما الفائدة" إذا قمت بهذا ؟ ما الفائدة إذا تفاعلت معه؟ ما الفائدة إذا قضيت وقتي هناك؟ ما الفائدة إذا خضت مع الخائضين؟ . . . . .

وبعد البحث عن الإجابات وإن كنت " صادقاً مع نفسك " سوف تنتهي بالوصول إلى ثقافة الـ " لا " سوف تقول للأشياء " لا " سوف تتعلم كيف تنهى نفسك عن ما حرّم الله عزوجل سوف تتعلم كيف تنهى النفس عن الهوى
وحتى إن كان الهوى لذيذ ومستحب إليك، َأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41] بالنظر إلى هذه الآيات الكريمة فتجد أن البداية هو الخوف من مقام الله عزوجل قبل نهي النفس عن الهوى والخوف هنا سوف يعلّمك أن تقول للأشياء " لماذا "، هل سوف يغضب الله هذا الفعل؟ "نعم" وبناءًا على القيمة المُعطاه لله عزوجل في وجدانك سوف تنتقل للمرحلة التالية وهي نهي النفس عن الهوى بأن تقول لها " لا " وما الفائدة؟ الجنة هي المأوى يا صديقي وهل لي أن أعطيك فائدة أعظم من الجنة؟ فالله عزوجل يُخاطبك بمتعة وجمال حياة لمدة " لا نهائية " من السنوات والبشر يخاطبونك بما هو أقل من 20 سنة، متاع قليل :(

ما الفائدة إذا قلت " لا " للأشياء بحياتي؟
هنا تستطيع القول بأنك إنسان يستطيع الاختيار بين الأشياء وبهذا الزمن أغلب الناس لا يستطيعون الاختيار إنما يتم توجيه المعلومات لهم وزرعها بعقولهم وتشويه أفكارهم رغمًا عنهم ولا يستطيعون أن يقولوا لا.

أن تقول لا خلال رحلتك في العلم وطلب العلم سوف يحفزّك على انتقاء الصفاء وترك الشوائب، سوف يعلّمك على احترام ذاتك وعدم الاستهانة بنفسك وتركها تخوض بأي وحل تأتي به.


هل أنا فاشل إن لم استطع قول لا ؟

بالطبع " لا "، يا صديقي، أنت هنا لممارسة هذه الثقافة أنت هنا كي تُذنب وتتوب إلى الله عزوجل وأن تكرر هذا الذنب وأن تكرر التوبة الصادقة " ونعم العبد إنه أوّاب " ولكن كل هذا ما هو إلا إعادة تهيئة وضبط إعدادات الدماغ لديك؛ كي تستطيع التعلم بصفاء وأن تستطيع التعلم للغاية الأسمى وأن تتعلم وأنت قلبك معلّق بالله عزوجل، فتراني تارةً أخلط ما بين التقنية والدين وأتكلم بهذا وذاك مما أتاني الله فنحن نقرأ باسم الله نقرأ لله ونعيش لله ونموت لله كما قال الخليل : قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) وأوصانا الله عزوجل أن نتخذ هذا الخليل أُسوة حسنة ونقتدي به، قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)

أعتذر على الإطالة في الطرح؛ ولكن أشتهي أن لا ينتهي الحديث فهذا كله عملٌ صالح أقابل به وجه ربي.
إن أصبت فهو من الله وتوفيقه وإن اخطأت فهو من نفسي والشيطان.


دمتم بخير.
ستورم



 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
مشاهدة المرفق 8935
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته​
اعتذر عن التأخير في طرح هذا الجزء ولكن الحياة مشاغل.
في هذا الجزء سوف نتطرق لمواضيع عقلية ضرورية يجب على كل طالب علم معرفتها او على الاقل الادراك والوعي فيها نظراً لأهميتها في التفكير والتعلم.

ثقافة "كيف اقول لا" : أن تقول " لا " للأشياء بغض النظر عن ماهيتها، من أهم الثقافات في هذا العصر، حيث ان أول خطوة للإنسان المستهلك كي يستطيع الخروج من دائرة الاستهلاك الى دائرة الانتاج يجب علينا الوقوف قليلاً وحساب كمية الاستهلاك اليومية ومقارنتها بكمية الانتاج اليومية.

حيث ان الجيل الصاعد اليوم يعتمد على استهلاك كل شيء من حوله مقارنة بكمية قليلة جداً من الانتاج، وهذا ليس بذنبه انما ادوات الحياة المتاحة من حولنا في هذه الدول اجبرتنا على ان نكون مستهلكين بقوة.
ومن الجيد ان نعتبر اي حالة انتاج على مواقع التواصل الاجتماعي ما هي الا حالة انتاج وهمية لإرضاء النفس فقط لا غير.

هذه الثقافة تُعطي الانسان ادراك جديد بكيفية استخدام ادوات عقلية وفكرية تمكنه من القول " لا " للأشياء، مثال : اذا كنت تتصفح موقع ما ورأيت صورة خليعه "صور عارية"، كيف يمكنك ان تقول للصورة لا؟
ببساطة لا يمكننا ان نقول لا لأبسط الاشياء من حولنا، بل علينا بالبداية وضع مقدمة تقودنا الى النتيجة المطلوبة.

المقدمة: عقل الانسان يستقبل المعلومات الصوتية والمرئية والحسّية ويقوم بتحليلها ومعالجتها وتخزينها لأول مرة، ثم اذا تعرّض لمعلومات مشابهه لها يقوم بمقارنة المعلومة الجديدة بالمعلومة القديمة واحياناً قد لا ينتبه الى صحّة المعلومة القديمة وهنا يقع بخطأ "هذا ما وجدنا عليه آباءنا"، حيث ان الانسان اذا رأى شيئاً لأول مرة يعتقد ان هذا الشيء هو الوضع الطبيعي واذا تكرر المشهد يقع ضمن خانة " ما تكرر قد تقرر " وهذه كارثة اخرى.
وترتبط ذاكرة الانسان بهذه المعلومات ارتباط وثيق جداً حيث ان الطعام قد يرتبط بحدث معيّن او بتاريخ معيّن وحتى رائحة العطر قد ترتبط بذاكرة معينة او لموقف معيّن قد حصل مع الانسان وما تراه العين وتسمعه الاذن وما يشتمّه الانف في نفس اللحظة ترتبط كلها بذاكرة واحدة ويمكن استرجاعها عن طريق استحضار او تكرار جزء او عنصر واحد من العناصر التي تم تخزينها في الذاكرة.

كان يجب ان نبدأ بهذه المقدمة كي نربط معها فيما بعد ان الانسان يقوم بتكوين سؤال " لماذا " عند التعرض للأشياء الغير جديدة، مثال:
لنفرض ان هناك شخص لا يعلم عن الكمبيوتر شيء ابداً، وطلب ان يتعلم الكمبيوتر، ثم قمنا بإخباره بكيفية البدء بالكمبيوتر حيث انه يلزمه الاساسيات والانتقال من المرحلة المبتدئة الى المرحلة المتوسطة وهكذا. . .
وهناك شخص اخر لديه الاساسيات في الكمبيوتر، ويريد ان يطوّر مهاراته فيه، ثم اخبرناه ان عليه دراسة موضوعات معينة من الاساسيات.

الشخص الاول الذي لا يعلم شيء عن الكمبيوتر سوف يقوم بـ اخذ هذه النصائح والعمل بها واما الشخص الثاني ف سوف يقوم بسؤال " لماذا " يجب علي ان ادرس هذه المواضيع بالذات؟
الشخص الثاني قام بعمل مقارنة منطقية بسيطة مع ما يحمله من معلومات في ذاكرته عن اساسيات الكمبيوتر ومع ما تم تقديمه له من نصائح
اما الشخص الاول فهو لا يحمل ذاكرة عن الكمبيوتر لهذا لا يكمنه ان يطرح مثل هذه الاسئلة.
وهنا يبدأ "الاستغفال"
حيث ان الناس تقوم بإستغفال بعضها البعض بناءا على جهلهم بالمعلومات، وكان الاسلام خير مثال ودليل على هدم كل قواعد الاستغفال حيث ان الدين جاء كامل قبل 1450 عام، ثم جاء من بعده علماء يقومون بشرح تفاصيل هذا الدين الذي تكفّل رب العالمين بحفظه للأمم حتى بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولا يستطيع اي انسان تحريف نصوص القرآن الكريم او حتى تحريف الاحاديث الصحيحة، حتى جاءت الثورة التكنولوجية.

هذه الثورة احدثت شرخ كبير وواضح بمنطقية ايصال الدين الى عقول البشر، وعندما نقول عقول البشر اي نعني من ولد في هذه الحقبة الزمنية التي اصبحت تعطيه المعلومات من خلال الهاتف والاستماع الى اشخاص يتحدثون، حيث انها كانت اقرب الى راحة الانسان في الوصول الى المعلومة وقام الانسان بالاستغناء عن القراءة والتمحيص والتدقيق والرجوع الى مصادر الكتب واعطاءها الوقت الكافي وتغذية العقل.
كانت هذه الثورة التكنولوجية كارثة حقيقية على عقول الشباب، حتى باتوا يقعون في شُبهات الملحدين ( أغبى البشر ) والكفّار والمذاهب جميعها عدا ( اهل السنة والجماعه ) وعندما تتمعن قليلاً بهذه الشبهات يصيبك الضحك من هذه المهزلة الفكرية وكيف للإنسان ان يقع بها؟ وما تلبث قليلاً الا ان تجد الثغرة التي وقع بها الانسان وجعلته يتقبّل هذه الشبهه ويسير معها ويكررها حتى تتقرر وتستقر في قلبه.

طلب العلم سواء الديني او التقني او اي نوع اخر من العلم، لا يكون بالاستماع الى الاشخاص ( في زمننا الحاضر ) بقدر القراءة والتمحيص بين الكتب وقراءة المجلدات وتلخيص ما يفهمه الانسان منها والتدقيق في مراجعها . . .
وهنا دعنا نتوقف قليلاً . . .

لنفرض انك قمت بفتح موقع تواصل اجتماعي = اظهار المحتوى دون طلبه.
وعند النظر لأي منشور في هذا الموقع عليك ان تقوم بسؤال "لماذا" : لماذا يجب علي ان انظر اليه؟ لماذا يجب علي ان اصدقه؟ لماذا يجب علي ان اتفاعل معه؟ . . . . .

ثم تذهب الى الشطر الثاني من السؤال وهو " ما الفائدة" اذا قمت بهذا ؟ ما الفائدة اذا تفاعلت معه؟ ما الفائدة اذا قضيت وقتي هناك؟ ما الفائدة اذا خضت مع الخائضين؟ . . . . .

وبعد البحث عن الاجابات وإن كنت " صادقاً مع نفسك " سوف تنتهي بالوصول الى ثقافة الـ " لا " سوف تقول للأشياء " لا " سوف تتعلم كيف تنهى نفسك عن ما حرّم الله عزوجل سوف تتعلم كيف تنهى النفس عن الهوى
وحتى ان كان الهوى لذيذ ومستحب اليك، َأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى [النازعات:40-41] وبالنظر الى هذه الايات الكريمة ف تجد ان البداية هو الخوف من مقام الله عزوجل قبل نهي النفس عن الهوى والخوف هنا سوف يعلّمك ان تقول للأشياء " لماذا "، هل سوف يغضب الله هذا الفعل؟ "نعم" وبناءا على القيمة المُعطاه لله عزوجل في وجدانك سوف تنتقل للمرحلة التالية وهي نهي النفس عن الهوى بأن تقول لها " لا " وما الفائدة؟ الجنة هي المأوى يا صديقي وهل لي ان اعطيك فائدة أعظم من الجنة؟ ف الله عزوجل يُخاطبك بمتعة وجمال حياة لمدة " لا نهائية " من السنوات والبشر يخاطبونك بما هو اقل من 20 سنة، متاع قليل :(

ما الفائدة اذا قلت " لا " للأشياء بحياتي؟
هنا تستطيع القول بأنك إنسان يستطيع الاختيار بين الاشياء وبهذا الزمن اغلب الناس لا يستطيعون الاختيار انما يتم توجيه المعلومات وزرعها بعقولهم وتشويه افكارهم رغماً عنهم ولا يستطيعون ان يقولوا لا.

ان تقول لا خلال رحلتك في العلم وطلب العلم سوف يحفزّك على انتقاء الصفاء وترك الشوائب، سوف يعلّمك على احترام ذاتك وعدم الاستهانة بنفسك وتركها تخوض بأي وحل تأتي به.


هل انا فاشل إن لم استطع ان اقول لا ؟

بالطبع " لا "، يا صديقي انت هنا لممارسة هذه الثقافة انت هنا كي تّذنب وتتوب الى الله عزوجل وأن تكرر هذا الذنب وأن تكرر التوبة الصادقة " ونعم العبد انه اوّاب " ولكن كل هذا ما هو الا اعادة تهيئة وضبط اعادادات الدماغ كي تستطيع التعلم بصفاء وان تستطيع التعلم للغاية الاسمى وان تتعلم وانت قلبك معلّق بالله عزوجل، فتراني تارة اخلط ما بين التقنية والدين واتكلم بهذا وذاك مما اتاني الله فنحن نقرأ باسم الله نقرأ لله ونعيش لله ونموت لله كما قال الخليل : وقُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) واوصانا الله عزوجل ان نتخذ هذا الخليل اسوة حسنة ونقتدي به، قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)


اعتذر على الاطالة في الطرح ولكن اشتهي ان لا ينتهي الحديث فهذا كله عملٌ صالح اقابل به وجه ربي.
إن اصبت فهو من الله وتوفيقه وإن اخطأت فهو من نفسي والشيطان.

دمتم بخير.
ستورم
ونعم الكلام
صح لسانك والله يجزاك الخير وينفع فينا وفيكم 😍
 
يعطيك العافية , كلام من دهب 💙

وعندي ملاحظة سريعه ,
من افضل حلول الاستهلاك , انك تخرج من دائرة الاستهلاك هو الذكر , وبالذات قرائه القرأن والافضل يكون مع مجموعه في الجامع والاذكار (صباح و مساء)
لانه يوجد اسباب غير الهاتف والاشياء اللي تسببها التكنولوجيا ,, فهناك اشياء تتلاعب في دماغك وصميم جسمك وتتلاعب بكل شيء تقريبا بجسمك و تقرأ حركة الاعصاب في بعض الاشياء بجسمك و من الممكن انها تحاول توقفها او تخربها واشياء لا تتخيلها ولكن هذه الاشياء لاتصل لقتلك ,
وهذه الشياء اسمها الدواوين وشر شياطين الانس ,,, اللي فهم وعارف عن ايش بتكلم الله يعينك 🙏
لانه هاي الشياء انتشرت بشكل كبير كتير بكل الوطن العربي و بس 5% من الناس بتتعالج منها وبتعرف شو هي
 
التعديل الأخير:
والله إبداعك يا ستورم لا ينتهي ودائما تصيب النقاط العمياء، أحسنت 🔥 ❤️
 

آخر المشاركات

فانوس

رمضان
عودة
أعلى