







السمعة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدأ الصيام عند آذان الفجر، يبدأ الناس صيامهم عن الطعام والشراب والأفعال السيئة والكلام السيء ويستمر الناس بهذه الوتيرة طيلة اليوم حتى بلوغ آذان المغرب، وبين هذا الوقت وذاك، تجد منا من يشتهي الطعام ويجوع، ومنا من يشتهي شربة الماء ويعطش، ومنا من يشتهي المعصية ويمتنع عنها، فلا مجال لفعل كل هذا وأنت في نهار رمضان صائم لله عزوجل.
وبعد ان تتأمل قليلاً بكيفية وأسلوب شهر رمضان في التأثير على حياتك هو نفس الأسلوب في الحياة الدُنيا كاملة!
كيف؟
يقوم العباد بالامتناع عن الأشياء مرضاة لله عزوجل، وهم على يقين تام وجازم أن كل ما امتنعوا عنه من طعام وشراب سوف يكون مُتاحاً لهم عند المغرب، وما هو المغرب؟
هو "وقت" يأتي بعدما شرقت الشمس وبلغت ذروتها وبدأت بالزوال حتى وصلت لغروبٍ كامل لا تراها فيه، حيث أنك لا ترى السفهاء والفاسقون من قومنا يشككون بقدوم وقت المغرب، لن ترى أحداً يقول لك لن تأتي ساعة المغرب فعليك الإفطار، لن تجد أحداً يُنكر تعاقب الأوقات علينا من الفجر إلى الشروق إلى الظهر إلى العصر إلى المغرب إلى العشاء، لن تجد أحداً يُشكك في هذه الأوقات جميعها.
لكن بالمقابل سوف تجد من يُشكك في يوم القيامة وفي الحساب والعقاب وفي قيام الساعه!
مع أن الدُنيا شبيهه تماماً بشهر رمضان! كيف ذلك؟
أقام الله لك في الجنة كل ما تشتهي نفسك وقال لك وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)
يمكنك تخيّل أن الجنة هي أذان المغرب وقت الصيام!
فأنت فعلياً تقوم بالحياة الدُنيا بالامتناع عن ما حرّم الله في دين الإسلام وأخبرك أن تصبر وتتقي إلى أن يأتي وقت الساعه، وقت الحساب ووقت دخول الجنه وهناك لك ما تشتهي نفسك من كل شيء.
أما الحياة الدُنيا يجب عليك الامتناع بها دون تردد، حالك كـ حال الصائم في نهار رمضان حيث أنه يمتنع عن الطعام والشراب "ما تشتهي نفسه" ويمتنع حتى عن الزواج "ما تشتهي نفسه" ويبقى على يقين أن هناك ساعه تسمى المغرب سوف تكون حلالاً له، وكذلك الأمر الحياة الدُنيا والآخرة.
لكن سوف تجد الكثير من السفهاء والفاسقين يُشككون بالساعه وبالآخرة وبالجنة والنار، ولا يقومون بتذكيرك بهذه الساعه كي تغفل عنها.
عامل الدُنيا وكأنك صائمٌ في رمضان المبارك، امتنع وصوم عن ما نهى الله عنه وانتظر واصبر واتقي حتى تأخذ ما أحلّ الله لك إن كان قد كتبه لك أو انتظر واصبر واتقي حتى تأخذ ما لا عينٌ رأت ولا أُذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر في الآخرة.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: