EviL_C0de
./عضو




السمعة:
- إنضم20 مايو 2024
- المشاركات 52
- مستوى التفاعل 42
- النقاط 18
السلام عليكم جميعًا
أنا محمد 22 سنة, في أول مشاركة لي عايز أحكي تجربة شخصية لعلها تكون مفيدة للبعض.
بسم الله نبدأ :
وأنا عندي 15 سنة تقريبًا, كان أبي (رحمه الله) يعطيني هاتفه لألعب عليه أغلب الوقت إلا وقت النوم كان يضع الهاتف على الشاحن, طبعًا مكنش فيه نت وقتها كان البيت كله ينام إلا أنا كنت اذهب إلى غرفة الوالد وأخذ الهاتف دون أن يشعر لأكمل اللعب.
مع التقدم في العمر أصبح الأمر مُمل لكن ما بـاليد حيله, ليس هناك بديل, في يوم من الأيام وأنا أجلس على هاتف أبي كالعادة وبعد أن قتلني الملل من لعب نفس اللعبة كل يوم (لعبة الثعبان), قررت أن أتصفح إعدادات الهاتف حتى وجدت شيء يسمى بـ إعدادات ضبط المصنع, ولكن للأسف هذا الخيار كان مغلق برقم سري وهنا بدأت المتعة


ربما تسأل ما الممتع بالموضوع ؟
الممتع هو عقلية الطفل, فقد كنت أظن أني لو عرفت الرقم السري سأستطيع التحكم بالمصنع (الذي صنع الهاتف




ظللت أجرب وأحاول مرارًا وتكرارًا , فجربت مثلًا الأرقام من 1:9 أو من 9:1 أو الأرقام الفردية والزوجية وغيرها الكثير, ظللت على هذا الحال فترة طويلة ربما شهر أنام طول النهار وأسهر طول الليل أجرب وأحاول ولكن دون جدوى .
حتى قلت لنفسي فشلت وانتهى الأمر, لم أكن أعلم أنها فقط البداية, نعم من هنا بدأ كل شيء نسيت الموضوع ولكن لم أنسى متعته , متعة التجريب والمحاولة محاولة كشف المجهول وفتح الأبواب المغلقة, وبعد فترة ليست طويلة من هذه القصة امتلك أحد أفراد البيت هاتفًا ذكيًا لأول مرة وأظنك تعرف ماذا يعني هذا, نعم إنه الإنترنت ولكن للأسف لم يكن لدينا اتصال بالإنترنت.
وهنا رجعت لهوايتي القديمة محاولة فتح الأبواب المغلقة, ظللت أحاول وأجرب وبعد سنةٍ تقريبًا كنت أسير مع أحد الأصدقاء, وقلت له أنا أشعر بملل شديد ولا أريد العودة للمنزل وليس لدي شيء لأفعله، ماذا ستفعل أنت ؟ قال لي سأعود للمنزل وأجلس على الإنترنت ظللت أمازحه قائلًا " يا بختك ياعم عندك روتر وإنترنت"


قال لي: لكننا لم نشترك قي خدمة الإنترنت بعد يا صديقي , سألته مستغربًا إذًا كيف ستدخل على الإنترنت؟
ضحك قليلًا ثم قال: استطعت معرفة الرقم السري الخاص بأحد الجيران عن طريق أحد البرامج , نظرت إليه وقد لمعت عيناي هههه, وقلت له بصوت عالٍ : لابد أن أعرف كيف تفعل هذا حاولت كثيرًا ولم أستطع ,قال لي أعلمك غدًا إن شاء الله , قلت له لا بل الآن فلما وجدني مصرًا قال لي حسنا، ذهبنا إلى منزله لإحضار هاتفه وأخذته إلى منزلي وفتح لي أحد الشبكات ورحل.
كل أهل البيت كانو فرحين بالإنترنت إلا أنا, كان لدي شعور آخر وهو الدهشة الممزوجة بالحزن، الدهشة لأني عرفت أنه من الممكن صنع شيء ليفتح لي الباب الذي لا أملك مفتاحه, والحزن أني استعنت بصديق ولم أستطع فعل ذلك بنفسي ولكن هذا لن يتكرر مرة آخرى.
عزمت على تعلم الأمر, كنت أظل واقفًا 6 ساعات وأنا أبحث عن كيف تصنع هذه البرامج ولكن لا أجد إلا الوهم, حتى وصلت إلى بداية المرحلة الثانوية وتوفى أبي الحبيب, قررت أمي لتدخل السرور على قلبي أن تحضر لي هاتف ذكي وتشترك في خدمة الإنترنت, كانت فرحة ما بعدها فرحة فقد صار البحث أسرع والتعلم أسهل، استمريت في البحث حتى وصلت لمصطلح "البرمجة" , بدأت في تعلم لغة python وكان الأمر ممتعًا جدًا, كانت أسعد أيام حياتي ولكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
كانت هناك مشكلة أني لم أكن مُعتاد على الدراسة, وكنت قريب من مرحلة 3 ثانوي , وبعد استشارة الأصدقاء نصحوني أن أوقف تعلم برمجة وأن أركز في الدراسة وهذا ما فعلت تركت كل شيئ, ولكن للأسف لم أوفق في الدراسة, ولم أدخل الكلية التي حلمت بها, لعلك تظن أني أقولها حزنًا لا سمح الله, لكن في حقيقة الأمر ربما كان هذا الجزء الأجمل في القصة, فقد دخلت كلية التجارة وهي كلية لا تحتاج الكثير من المجهود, فأصبح لدي وقت لكي أتعلم وأهتم بنفسي وبديني.
كثيرًا ما يوسوس لي الشيطان: أنظر كم أضعت من الوقت! أنظر لمن هم أصغر سنًا منك أصبحوا الآن يكتشفون ثغرات ويعملون مع شركات!
لكن السؤال هل تأخرت فعلًا ؟
الإجابة لا بل الآن هو الوقت المناسب, فأنا الآن أكثر نضجًا, وأفكر في العمل والرزق الحلال على عكس صغري كنت مهوسًا بقصص الـ black hat ولطالما تمنيت أن أكون منهم, وأذكر نفسي وإياكم بقصة قاتل الـ 100 نفس الذي تاب وعاد إلى الله في آخر حياته فقبله الله وأدخله الجنة.
لا تدع الشيطان يخدعك أبدًا "أنت لم تتأخر أبدًا ''
التعديل الأخير بواسطة المشرف: