







السمعة:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
لابد من طرح بعض أسئلة الثقة التي تفعلها في يومك وفي حياتك بشكل عام؟
الثقة في الطيارين: عندما تسافر بالطائرة، فأنت تسلم حياتك للطيار. إذا ارتكب الطيار خطأ، فإن حياة جميع الركاب قد تكون في خطر. هذه الثقة مهمة للغاية لأنك تضع حياتك في أيدي شخص لم تره من قبل.
الثقة في الطهاة: عندما تختار تناول الطعام من مطعم، فأنت تثق في الطاهي سيقدم لك طعامًا آمنًا ولذيذًا. إذا ارتكب الطاهي خطأ في تحضير الطعام، فقد يتسبب ذلك في تسمم غذائي أو حتى فقدان الحياة.
الثقة في السائقين: عندما تستخدم وسائل المواصلات العامة أو الخاصة، فأنت تسلم نفسك للسائق. الخطأ في القيادة قد يكون مكلفًا للغاية، لذا فالثقة في مهارات السائق واتخاذ قراراته الصحيحة أمر حيوي.
الثقة في صناع الأدوية: عندما تأخذ دواء، فإنك تثق في أن المصنع قد أنتجه بشكل صحيح وأنه سيساعد في علاج مرضك. أي خطأ في تصنيع الأدوية يمكن أن يكون له آثار جانبية خطيرة وقد يؤدي إلى فقدان الحياة.
الثقة في منظمي الكهرباء: عندما تنام والكهرباء تعمل في منزلك، فأنت تعتمد على أنظمة السلامة الكهربائية وكفاءة الأسلاك. إذا كان هناك خطأ في النظام الكهربائي، فقد يؤدي ذلك إلى حرائق خطيرة أو صدمات كهربائية قاتلة.
يُمكنني اللإستمرار في سرد الأمثلة والأسئلة لبعد سنةٍ من الآن، ولكن!
ولكن ما بالك إن بدأ رب العالمين سؤاله بحرف الفاء عندما سألكم فما ظنكم برب العالمين؟
في حياتنا اليومية نقوم بتسليم أنفسنا وحياتنا للعالمين ونثق بهم فما ظنكم برب العالمين؟
كل هذه الأمثلة توضح أن حياتنا اليومية مليئة بالمواقف التي نضطر فيها إلى الثقة بالآخرين وبالأشياء من حولنا. هذه الثقة، رغم أنها تبدو تلقائية، هي في الواقع اختيار مدروس مبني على افتراض أن الآخرين يقومون بعملهم بكفاءة ومسؤولية.
ولكن، هنا يأتي السؤال الأكبر:
إذا كنا نضع كل هذه الثقة في البشر والأشياء المادية من حولنا، فما ظننا برب العالمين؟
عندما يسألنا الله "فما ظنكم برب العالمين؟" فإن السؤال يتحدى تصوراتنا وأفكارنا حول الثقة بالله. إذا كنا نثق بكل هذه الأشياء المحدودة والناقصة، فكيف يجب أن تكون ثقتنا في الخالق الكامل؟
الله الخالق الرازق مُدبر الأمر من السماء إلى الأرض الذي احتفظ لنفسه بنسبة الخطأ التي هي 0% بينما كل شيء حولنا بالحياة هو نسبي فهو يؤول إلى 0 بأفضل أحواله ولكن من المستحيل أن تصل نسبة الخطأ في أمور الحياة الدُنيا إلى 0 مطلق!
فما ظنكم برب العالمين؟
الله الذي يعلم السر وأخفى فهو يعلم السر الذي لا تنطق به حتى مع نفسك لا بل يعلم ما وراء السر وأخفى ويعلم كيف تظن أنت به, فما ظنكم برب العالمين؟
الله الذي خلقنا من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء وأنشأنا ولم نكُ شيئًا, فما ظنكم برب العالمين؟
من الصعب على الإنسان أن يولد في هذه الأرض ويرى نفسه العاقل الواعي صاحب المسؤوليات وكل شيء من حوله لن يُحاسب كما سوف يُحاسب هو والجان، أن يبقى على صراط ربه المستقيم دون أن يتخلخل الميزان ودون أن يُفتن ويخوض فيما ليس له فيه، فما ظنكم برب العالمين؟
أم حسبنا أننا سوف نؤمن بالله الواحد الأحد القدوس الصمد دون أن يفتننا ويختبرنا ليميز الخبيث من الطيب وهو الذي يعلم كل شيء ؟ فما ظنكم برب العالمين؟
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
ثق بالله وكن مع الله واعمل لوجه الله ولا تجعل أحداً يجرّك لغير طريق الله.
خواطر أكتبها إن أصبت بها فهي من الله وتوفيقه وإن أخطأت فهي من نفسي والشيطان.
دُمتم بخير.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: