







السمعة:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
من أعظم المفارقات التي منّ الله عزوجل بها على الإنسان ألا وهي سماع المعلومة وإدراكها والعمل بها، ولكن كان للإنسان رأي مُختلف بها، وكان لابد من تسليط الضوء عليها كي نُدرك حجم الغباء الذي نقوم به.
عند سماعك للمعلومة للمرة الأولى ف الإنسان يقوم بتحليل المعلومة وتخزينها واتخاذ القرار بها، سواء كان القرار إيمان والعمل بها أو كان القرار الكفر والقعود عنها، ويأتي للإنسان منا باليوم الكثيير من المعلومات ومنا من يؤمن بها ويقوم للعمل بها ومنا من يكفر بها ويقعد عنها.
ولكن عند سماع المعلومة للمرة الثانية والثالثة و . . . ف إن الإنسان لا يقوم بتحليلها بقدر ما هو يقوم "بمقارنة" المعلومة بشبيهتها الموجودة في عقله، وهذا فعل طيّب ولكن لا يُطبّق على كل شيء في الحياة!
فعندما نسمع معلومة للمرة الأولى بأن "عذاب الله شديد" ونبدأ نتخيّل كيفية عذاب الله ونقوم بتحليل المعلومات المتعلقة بعذاب الله إلى أن نصل إلى حافة الإختيار ما بين الإيمان بأن عذاب الله شديد أو بالكفر والعياذ بالله.
وعندما نسمع المعلومة للمرة الثانية أو الثالثة بأن "عذاب الله شديد" فنحن نقوم بمقارنة ما نسمعه الآن من تحليلات عن عذاب الله مع المعلومات التي تم تخزينها أول مرة وتحليلها.
و عندما نسمع للمرة الأولى بأن "الله أكبر" فهنا نقوم بتحليل الجملة ونُدرك بأن الله أكبر من كل شيء وأن الله قادر على كل شيء وأن الله له الأولوية بحياتنا قبل كل شيء ونقوم بتخزين هذه التحليلات في دماغنا ونختار أن نؤمن بها او نكفر بها.
وعندما نسمع للمرة الثانية بأن "الله أكبر" فنحن نقوم بمقارنة المعلومة للمرة الثانية مع المعلومة التي تم تحليلها وتخزينها بالمرة الأولى.
وهذا طبع الإنسان مع كل شيء فهو يُقارن أي شيء يعلمه للمرة الثانية مع المرة الأولى، فإن قال لك صديقك معلومة معيّنة للمرة الأولى فإنك تتفاعل مع المعلومة وتقوم بتحليلها وتخزينها والعمل بها أو القعود عنها، ولكن إذا سمعت المعلومة للمرة الثانية فإنك تقوم بمقارنتها مع المعلومة الأولى وهكذا. . .
وكانت هذه مقدمة للصبر، وكن على يقين بأن الصبر لا يُعامل معاملة الأمور بالحياة الدُنيا وإنما يُعامل بكل حذر!
فعليك بكل مرة تسمع فيها عن الصبر شيئاً أن تفرض بأنك تسمعه للمرة الأولى فقم بتحليل الموقف والمعلومة وقم بالتفكير فيها بإيمانك بالله عزوجل والمنطق السليم وقم بتخزينها.
إن للصبر مواطن كثيرة ولكن لا يُدركها الإنسان الا عندما يعي ويُدرك معنى الصبر.
الصبر يا صديقي تستطيع بأن تقوم بالتأشير عليه بأنه خطوة متقدمة من تصرفات الإنسان وأفعاله ويسبق هذه الخطوة لبنة أساسية لا يُمكن للإنسان تجاوزها، الخطوة المسبقة هي "الصلاة"
وما علاقة الصلاة بالصبر ؟
لا عليك انتظر قليلاً وسوف تفهم ما أعني بإذن الله.
۞إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعٗا (20) وَإِذَا مَسَّهُ ٱلۡخَيۡرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا ٱلۡمُصَلِّينَ (22) ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ (23)
إن الله عزوجل يتكلم هنا عن أصل خلقة الإنسان يعني بالكلام العامّي التقني هذه إعدادات الإنسان الإفتراضية عند الخلق، ولكن هذه الإعدادات لا تنطبق على جميع أصناف البشر لأن الله قام بإستثناء فئات معينة "المصلين" وغيرهم . . .
فإن الذي يدوم على صلاته لا يُمكن بأن يكون من فئة الناس "وإذا مسّه الشر جزوعاً" فإن الجزع هو نقيض الصبر أي أنه عكس الصبر تماماً.
وهنا نعي ونُدرك بأن أول خطوة للصبر وأن اتعلم الصبر هي أن اتعلم الصلاة وأن التزم بها وأن التزم بها دائماً في حياتي فهي تُنجيني من الجزع.
والآن بعدما أخذنا الخطوة الإستباقية لتعلّم الصبر فنأتي الى معاني الصبر
كنت بفترة من فترات حياتي أعتقد بأن الصبر هو أن أتعلم كيف أكون بطيئاً في كل شيء وسريعاً في نداء الله، فأنا حالي كحال باقي الشباب قمنا باستعمال التكنولوجيا التي أفقدتنا معاني الصبر ومعاني البطء وأن أكون بطيئاً في انجاز الشيء وأن اتقنه حق إتقانه المستطاع. ولكن . . . .
ما يحويه الصبر من معاني أكبر وأجلّ من أن نُدركه بسرعة فائقة أو أن نُدركه من قراءة واحدة بدون تدبر أو تفكر أو تطبيق. . .
فخلاصة ما توصلت إليه من الصبر بأن لا يقوم الإنسان باتخاذ إجراء أو النطق بكلام أو التفكير أثناء عملية الصبر،
وكان لنا في الرسول الكريم موسى عليه الصلاة والسلام خير مثال
فَوَجَدَا عَبدٗا مِّنۡ عِبَادِنَآ ءَاتَينَٰهُ رَحمَةٗ مِّنۡ عِندِنَا وَعَلَّمنَٰهُ مِن لَّدُنَّا عِلما (65) قَالَ لَهُۥ مُوسَىٰ هَلۡ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰٓ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمتَ رُشدٗا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَستَطِيعَ مَعِيَ صَبرٗا (67) وَكَيفَ تَصبِرُ عَلَىٰ مَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ خُبرٗا (68) قَالَ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ صَابِرٗا وَلَآ أَعصِي لَكَ أَمرٗا (69) قَالَ فَإِنِ ٱتَّبَعتَنِي فَلَا تَسئلنِي عَن شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ أُحُدِثَ لَكَ مِنهُ ذِكرٗا (70)
مفاد الآيات هنا: بأن موسى عليه الصلاة والسلام طلب من عبد الله الذي آتاه الله العلم بأن يُعلّمه مما علّمه الله، وكان الردّ بأنه لن يستطيع معه صبراً ! وقام بتفسير رده بأنه كيف تصبر على ما لم تحط به خبراً ؟
فقام موسى عليه الصلاة والسلام باتخاذ القرار بأنه سوف يصبر ولن يعصي أمراً له حتى وإن لم يُحط خبراً! فوافق وقال له اتبعني ولكن لا تسئلني عن أي شيء أقوم به حتى أنا أُفسره لك وأقوم بإحداث ذكره لك.
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا رَكِبَا فِي ٱلسَّفِينَةِ خَرَقَهَاۖ قَالَ أَخَرَقۡتَهَا لِتُغۡرِقَ أَهۡلَهَا لَقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـًٔا إِمۡرٗا (71) قَالَ أَلَمۡ أَقُلۡ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذۡنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرۡهِقۡنِي مِنۡ أَمۡرِي عُسۡرٗا (73)
خرق السفينة كان واضحاً للعين المجردة بأنه شيء سيء وأن مآالات هذا الخرق هو أنك سوف تُغرق أهل السفينة!
ولكن ما لم يُدركه موسى في هذه اللحظة بأن الصبر هو أن ترى هذا الخرق وتقول لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً.
ٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَا لَقِيَا غُلَٰمٗا فَقَتَلَهُۥ قَالَ أَقَتَلۡتَ نَفۡسٗا زَكِيَّةَۢ بِغَيۡرِ نَفۡسٖ لَّقَدۡ جِئۡتَ شَيۡـٔٗا نُّكۡرٗا (74) ۞قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا (75) قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۭ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرٗا (76)
وقتل الغلام كان قتلاً لنفس زكية بنظر موسى عليه الصلاة والسلام وهذا شيء نكر وأنكره على عبد الله !
ولكن ما لم يُدركه موسى في هذه اللحظة بأن الصبر هو أن ترى هذا القتل وتقول لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً.
فَٱنطَلَقَا حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَيَآ أَهۡلَ قَرۡيَةٍ ٱسۡتَطۡعَمَآ أَهۡلَهَا فَأَبَوۡاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارٗا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُۥۖ قَالَ لَوۡ شِئۡتَ لَتَّخَذۡتَ عَلَيۡهِ أَجۡرٗا (77) قَالَ هَٰذَا فِرَاقُ بَيۡنِي وَبَيۡنِكَۚ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأۡوِيلِ مَا لَمۡ تَسۡتَطِع عَّلَيۡهِ صَبۡرًا (78)
وإن إقامة الجدار مجاناً بدون مقابل أجر عند القوم الذين أبوا أن يضيفوهما من الطعام فهو عمل انتقده موسى عليه الصلاة والسلام!
ولكن ما لم يُدركه موسى عليه الصلاة والسلام بأن يقول لعل الله يُحدث بعد ذلك أمراً.
وبعدها بدأ عبد الله ( الخضر ) بتعليم موسى عليه الصلاة والسلام ما لم يستطيع عليه صبراً وبدأ بإخباره بأن السفينة كانت لمساكين يعملون في البحر وكان وراءهم ملك ظالم يتخذ لنفسه كل سفينة بالغصب!
وفي هذا الموقف فإن موسى لو كان يعلم عن "الملك الذي يتخذ السفن بالغصب لنفسه" لما كان سأل الخضر عن خرقه للسفينة
والغلام الذي قتله كان بسبب أن الأبوين مؤمنين وخشي أن يرهقمها كفراً وطغياناً!
وفي هذا الموقف لو كان يعلم موسى بأن مستقبل هذا الطفل هو الطغيان والكفر فما كان له أن يسأل عن قتله!
وأما الجدار فكان لغلامين يتيمن في المدينة وكان ابوهما صالحاً فأراد الله أن يرزقهما هذا الكنز القابع تحت الجدار رحمة الله ولكن عندما يبلغا اشدهما.
وما كان هذا عن أمر الخضر بنفسه إنما هذا ما علّمه الله ورزقه.
والصبر هو عدم اتخاذ القرار أو عدم النطق أو الفكر بما لم نحط به خبرًا، ف والله بزمننا الحالي ما عدنا نجد علماءنا الذين نستسقي منهم الدين ومعاني الدين، فك الله اسرهم جميعاً والحقهم بالشهداء والأنبياء والصديقين.
فلو كان موسى عليه الصلاة والسلام سكت ولم يسأل الخضر عن أفعاله لوجدنا سيناريو آخر ولكن شاء الله بأن تكون هذه القصة بحد ذاتها وهذه معانيها كي نتعلمها ونتأكد بأن رسول الله عزوجل لم يستطع صبراً مع الخضر.
وها نحن اليوم نقرأ قصص الأولين وأقوام لم نعش معها بأعيننا ولكننا عشنا معها في وجداننا وخيالنا الذي أطلقناه مُصدقين للقرآن ومصدقين لمعاني القرآن الكريم.
ماذا لو أصابتني مصيبة ؟ في مالي ؟ في عرضي ؟ في نفسي ؟ في دُنياي ؟
ماذا أفعل ؟
كيف أصبر ؟
على ماذا أصبر ؟
لماذا أصبر ؟
إن القرآن الكريم ممتلئ بإجابات هذه الاسئلة وهي أفعال بسيطة
فإذا اصابتك مصيبة اصبر عليها وقل إنا لله وإنا اليه راجعون, وإن صبرك على ما اصابك لهو من عزم الأمور
وإن الصبر يأتي بشكلين:
صبر جميل
وصبر عكسه
ولماذا نصبر ؟ نصبر لأننا أدركنا بأن ليس لنا من الأمر من شيء وأننا غير قادرون على شيء إلا ما سمح الله لنا به، والصبر هنا هو احترام وتقديس وتقدير لقدرة الله عزوجل وتحقيق الغاية من عبودية الله عزوجل بالتسليم المطلق للقوة المطلقة القاهرة فوق العباد جميعاً.
فإن الصبر الجميل هو أن تتحمل ما أصابك بنفس راضية وتتلقى ما أمر الله به بنفس راضية وأنت على يقين بأن الله لا يضيع أجر المحسنين وأن الله لا يرد بك إلا خيراً, وهذا مسنده واضح وهو أن تكون فاهماً عالماً عارفاً بالله وبما يريده الله منك.
فما كان ليحمل أجمل معاني الصبر الجميل إلا من يعقوب عليه الصلاة والسلام, فكان يعلم أن أبناءه قد أتوا إليه بدم كذب وأنهم تخلوا عن أخوهم يوسف ولم يفزع ولم يجزع ولم يهلع! لا بل قابل الأمر بصبر جميل
والمعنى الأدق للصبر هو أن تتعلم عن نفسك الأول وأن تعلم ما هو وزنك في هذا الكون الكبير وأن تعلم ما هو دورك في هذا الكون الكبير
أأنت من يُدبر الأمر ؟
أأنت من يرزق الناس ؟
أأنت من يحيي ويُميت ؟
أأنت من يُمسك السماء أن تقع علينا؟
أأنت من يُقيم الساعة ؟
أأنت من من يطعم الناس ويسقيهم ؟
أأنت من يُدخلهم النار أو الجنة ؟
كل الاجابات "لا لست انا" وبما أنك لست انت من تملك كل هذا فبالله عليك كيف تتخذ قراراً أو تنطق بكلاماً او تتصرف من رأسك بما لم تحط به خبراً ؟
إن الصبر هو التسليم الكامل لأمر الله عزوجل والرضى به والتأكد بأن الله عزوجل خلقنا ليختبرنا في هذه الأرض نؤمن به أم نكفر به وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله وما كان لإنسان أن يؤمن دون أن يفتنه الله عن دينه ليعلم الصادقين منا.
ويُمكنني تدريب نفسي على الصبر يوماً بعد يوم فعندما أقع بمصيبة ما أو أمر مزعج أو أو أو . . . فيجب علي إدراك معاني المصيبة وأن أقول لنفسي بأن علينا أن نصبر على ما أصابنا وأن نتحسب ذلك عند الله أجراً، فإن لم أنجح في المرة الأولى فعلي أن أصبر وأن أحاول في المرة الثانية وأن أصبر وأحاول في المرة الثالثة وهكذا إلى أن انجح بالصبر أو ألقى الله وأنا أحاول وهذا أيضاً نجاح.
إن الصبر على ما نفعل اليوم هو من عزم الأمور وعدم رؤية النتائج التي نرضاها أو نطمح اإليها ما هو إلا غرور فما نفعل اليوم نبتغي فيه رضا الله عزوجل وما نفعل اليوم هو ابتغاء جنته التي وعدنا إياها الحق سبحانه وتعالى.
بينما أنت تقرأ الآن ما أكتب يوجد غيرك في المستشفى يصيح من الألم وغيرك في غزة وإدلب والسودان وغيرها من بلاد المسلمين من يصيح من قهر العدو لهم وما لهم من أمرهم من شيء إنما الأمر كله لله سبحانه وتعالى.
بينما أنت تقرأ الآن يوجد غيرك عندما يصيبه الله بمصيبة سواء كانت صغيرة أو كبيرة, فهو يفزع ويهلع ويجزع وذلك هو الخسران المبين.
إن الله يطّلع على كل ما في خاطرنا في نفس اللحظة فأنت تحمل الهموم وأنا أحمل الهموم وذلك يحمل الهموم وكلنا وهمومنا موجودة عند الله وأنت الآن تقول مالي إن كانت موجودة أو لا إنما أريدها أن تتحقق فأنا لدي أُمنيات وهموم أريد الله أن يحققها لي وأريد الله أن يزيح الهموم عني.
ما بالك يا أخي كيف تطلب من الله أن يزيح عنك الهموم وأن يسعد قلبك وأن يربط على فعلك وثغرك وأن يعينك على ما أنت به وأنت مقصر في حق الله عزوجل ؟
ما بالك يا أخي وأنت لا تقيم شرع الله حق إقامته وأنت لا تتصدق بما أتاك الله من علم ومال ؟
ما بالك يا أخي تطلب من الله وأنت تتنقل من تلك الفتاة الى تلك الفتاة تضحك عليهم جميعاً كي تُشبع رغباتك وشهواتك في الدُنيا ؟
كان حقّاً على الله إعادة موسى إلى حضن امه وإعادة يوسف وتمكينه وكان حقّاً على الله نصر المؤمنين بعد أن تبلغ القلوب الحناجر.
أن تصبر هو خيرٌ لك وإن اصابتك مصيبة تذكّر بأنك هنا لكي تُفتن وكي تُختبر وكي تُبدي أفضل ما عندك تجاه الحق سبحانه وتعالى
مالكم يا قومي إن كان الله ربّكم فمن عليكم ؟
قمّة السعادة وهي أقصى سعادة يُمكن أن يصلها الإنسان في الأرض هي إدراك أن الله هو ربه، قيمة الله لا تُقارن بقيمة أي شيء مذكور من دونه.
فكن سعيداً دائماً بأن الله هو ربك هو الرحمن الرحيم هو الذي أعدّ لك مغفرة كبيرة من لدنه وأجر عظيم وما لك أن لا تسعد و الله هو ربك ؟
اصبروا وصابروا ورابطوا على ما أنتم فيه فإن هذه الأيام أيام ثقال ومثلها مثل الغربال يقوم بغربلة كل نفس في الأرض ليميز الله الخبيث من الطيّب
إن رسبت بإمتحانك الجامعي او المدرسي فخيرٌ لك أن تصبر وتشكر ولكن لا تجزع ولا تتفوه بكلام قد يُغضب الله عليك !
إن ثغر غزة القابع فوق الأرض وتحت الأرض هو درس عظيم لكل من أراد أن يتعلم الصبر، فهم المرابطون كما أمرهم الرسول عليه الصلاة والسلام، فهم الذين اتخذوا ايات الرحمن لهم سنداً وعزّاً واتخذوا هذا الدين حياةً لهم وخاضوا معاركهم ويخوضون أعتى معركة على وجه الأرض
فكل جيوش العالم الحديث بما يملكون من أسلحة عاتية كبيرة مخيفة قد اقاموا عليها الحجة بأنها باطلة وسخيفة ولا تضرهم بشيء إلا بإذن الله.
أخي الطالب وأختي الطالبة، أيامنا هذه صعبة وكلنا نُدرك هذا الكلام، ولكن والله ما زالت بيوتنا لم تٌقصف وما زالت ثلاجة البيت تحتوي بعض الطعام وما زال الجسد يعمل والعقل يعمل فما لنا حجة عند الله إن تخاذلنا ولم نصبر على ما نفعل من طلب العلم ابتغاء مرضاة الله وابتغاء رفعة كلمة الله في الأرض وإعلااء الدين الحق في الأرض فإننا والله سوف نخسر خسارة كبيرة.
أن نصبر على ما نفعل ونثبت عليه إلى أن نلاقي الله عزوجل بعد الموت، أن نصبر على ما يحدث علينا من أمور خارجة عن إرادتنا وأن نحتسب ذلك أجراً عند الله عزوجل، أن نصبر على أنفسنا وأن نمنعها عن المحرمات وما أمر الله باجتنابه.
ولا تنسوا بأن الصابرين يأخذون أجرهم بدون حساب فقط يأخذون الأجر ويذهبون إلى الجنه في وقت أن كل خلق الأرض يُحاسبون.
وفي الختام إن اصبت فهو من الله وتوفيقه وإن أخطأت فهو من نفسي والشيطان
تحياتي
أخوكم ستورم
التعديل الأخير بواسطة المشرف: