مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

[ هام ] وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ | عرس الشهداء

أبو المعاليأبو المعالي is verified member.

{| مشرف ركن الهندسة |}
.:: الإدارة العامة ::.
.:: طاقم المشرفين ::.

السمعة:

1724772509379.webp

"وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" أية من أيات كتاب الله .. الكتاب العزيز الذي جعله معجزة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه و سلم. الكتاب الذي يتميز بالجمع بين الخوف والرجاء، وبين الترهيب والترغيب، وبين الوعد والوعيد، وبين البشارة والنذارة، وبين العمل للدنيا والتوجه للآخرة؛ فهو خطاب وسطي، يخاطب جوانب الإنسان كافة، لا يركز على جانب ويدع جانبًا، بل يأتي على هذا وذاك، بما يناسب المقام، وبما يقتضيه الحال.


فنزلت هذه الأية لتخفف عن المسلمين ما نزل بهم أحد بعد هزيمتهم، وتطلب منهم أن لا يستسلموا للضعف والهزيمة، ولا ييأسوا من نصر الله، بل عليهم أن يواجهوا الموقف بقوة وصلابة ورباطة جأش؛ وذلك لأن مكانتهم في الدنيا والآخرة، أسمى وأرفع من مكانة أهل الكفر والضلال

فنبينا الكريم صلى الله عليه و سلم تأذى و عانا ما عاناه و شهد وفاة ابنائه و استشهاد أصحابه و بنفس الوقت عرضت عليه المغريات من قريش أكان بأن يكون ملكًا عليهم أو أن يعطوه ما يريد من متاع الدنيا .. فلم تدعه الإبتلائات ولا المغريات أن يحيد عن هدفه و عن قضيته (نصرة دين الله و رفع راية الإسلام)

كما لم تدع الصحابة و التابعين من بعده ولا عظماء التاريخ الإسلامي و لا عز الدين القسام الذي كان طالب للعلوم الشرعية ولا الشيخ أحمد ياسين الذي كان مقعد و لكنه أوقف العالم الغربي و المتخاذل على قدميه ولا يحيى عياش الذي كان نابغة في الهندسة الكهربائية و كان يمكنه أن يستغل هذا العقل في العالم الغربي ليدر عليه الأموال بلا عدد و لا عبدالله البرغوثي الذي نال أطول حكم بالسجن بتاريخ البشرية ولا ابن عمه بلال البرغوثي ولا إسماعيل هنية ولا يحيى السنوار ولا ولا ولا ...

فالقائم تطول و تطول .. تطول بهؤلاء الأبطال الذين يولدون في كل مراحل التاريخ الذين ترحل أجسادهم و تبقى أرواحهم وقودًا يشعل الأجيال القادمة التي تعمل و تسعى لإيقاظ هذه الأمة من غفلتها و جهلها و ارتباطها بالثقافات و الفكر الغربي الذي يحارب الدين و يحارب الفطرة و يزرع بالنفس حب الدنيا الزائلة التي كلنا جميعا زوار بها, فترة و تنتهي زيارتنا و لكن ما الذين أعددناه لما بعدها

هذا ما رءاه و أيقن به كل من ذكرناهم من الأبطال و المجاهدين بأننا زوار بهذه الدنيا {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ۝ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ۝ }
و لكن العبرة و الإختبار بأنه في أثناء زيارتنا لهذه الدنيا كيف سنؤدي ؟

كلنا رأينا إعلان الناطق العسكري بكتائب الشهيد عز الدين القسام (أبو عبيدة) عن إعلان استشهاد عدد من القادة في الكتيبة في فترة الحرب على قطاع غزة و القصف المجنون من الإحتلال

1738281873533.webp
1738281900332.webp
1738281908884.webp
1738281915940.webp
1738281922771.webp
1738281930131.webp
1738281938977.webp
1738281949449.webp

بالطبع نحزن عليهم جميعًا و نسألهم الله أن يتقبلهم من الشهداء و يحشرهم في جنة الفردوس من نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ولكننا نكتم هذا الحزن لأننا نعلم أن قتلانا في الجنة و قتلاهم في النار
إن السيف قد يأتي مرة لنا و مرة علينا و لكن الحجة دائمًا بفضل الله لنا

و لنبقي بعلمنا دائمًا أن هذه الدماء الزكية التي تُسفك في سبيل الله ليست خسارة، بل هي وقود النصر القادم، هي التي تُحيي الأمة من جديد، توقظ الغافلين، وتزلزل قلوب الجبناء. فكم من قائد رحل، فحمل رايته آلاف الرجال، وكم من شهيد غاب، فحمل فكره ملايين الأحرار. هذه سنة الله في الأرض، أن يُختبر المؤمنون، أن يُمتحن الصادقون، وأن يُفرز الرجال من أشباه الرجال.

إن الاحتلال يظن أنه باغتيال القادة وكسر العزائم سينهي هذه المقاومة، لكنه لا يدرك أن كل قطرة دم تسقط، تزرع في الأمة روحًا جديدة، وأن كل شهيد يرحل، يلد خلفه جيلًا أشد قوة، وأصلب بأسًا، وأكثر إيمانًا بعدالة قضيته.

يا أمة الإسلام، يا شباب هذه الأمة، اعلموا أن معركتنا ليست فقط معركة سلاح وبارود، بل هي معركة إرادة وصبر وثبات. فكل منا له دور يؤديه، وكل منا يحمل أمانة في عنقه. فمن كان في ساحات الجهاد، فليثبت، ومن كان في ساحات العلم، فليتفوق، ومن كان في ميادين الإعلام، فليجاهد بقلمه وصوته، ومن كان في ساحات الدعوة، فليحمل راية الوعي والتربية.

هذه أمانة، وهذه مسؤولية، وهذه طريق لا رجوع عنها، فإما النصر وإما الشهادة.

فلن نقوم بتجهيز بيوتنا للعزاء، بل "لعرس الشهداء"، نستقبل خبر استشهادهم بقلوب ثابتة، ونودعهم كما يودع المجاهد راية يحملها من بعده الأبطال، نفرح لهم لأنهم فازوا بجنة عرضها السماوات والأرض، ونمضي على دربهم بصلابة، لا نضعف ولا نستكين، فكل قطرة دم سالت ستنبت عزيمة، وكل روح ارتقت ستوقد فينا نار الجهاد حتى نرى النصر بأعيننا أو نلقى الله شهداء.

فلا تهنوا ولا تحزنوا، و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

آخر المشاركات

عودة
أعلى