مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

واجبنا نحو أمتنا وحب الخير لها في ضوء توقير النبي ﷺ

أبو المعاليأبو المعالي is verified member.

{| مشرف ركن الهندسة |}
.:: الإدارة العامة ::.
.:: طاقم المشرفين ::.

السمعة:

1724772509379.webp


لا شك أن حق النبي ﷺ على أمته عظيم، فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين، ومعلّمًا وهادياً إلى طريق الخير والفلاح. وقد أمرنا الله تعالى بتوقيره وتعظيمه ونصرته، فقال:
﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ۝ لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (الفتح: 8-9).

وهذا التوقير لا يكون باللسان فقط، بل بالفعل والعمل، فمحبته ﷺ تعني الاقتداء به، واتخاذه قدوة في كل شأن من شؤون الحياة. فلا يكون التوقير صادقًا إذا لم يترجم إلى التزام بسنته، ونصرة لدعوته، و بذل الغالي و النفسي من أجلها, وسيرٍ على خطاه في الدعوة إلى الخير، وتعليم الناس، ونشر الحق، والتمسك بالأخلاق الرفيعة التي جاء بها. فقد كان النبي ﷺ مثالًا للعلم والعمل، ينهض بأمته، ويبذل الغالي والنفيس لإصلاحها، ويحثّ أصحابه والمسلمين من بعده على العلم النافع والعمل الجاد والإخلاص في السعي.
ومن أهم واجباتنا نحو هذه أمة نبينا محمد ﷺ أن نكون سعين في نهضتها, ساعين لرفع راية الإسلام، لا عبئًا عليها. فلا يجوز للمسلم أن يعيش لنفسه فقط، بل عليه أن يكون عنصر بناء و إفادة، يسعى لتطوير نفسه علميًا ودينيًا وأخلاقيًا، ليكون قادرًا على إفادة غيره و ليكون مثل يقتدى به في عصر أصبح التافهون و الجارين وراء الدنيا و متاعها القدوات . فالعلم الذي نحصّله ليس لأنفسنا فقط، بل لنرفع به راية هذه الأمة، ونساهم في تقدمها بين الأمم. الإسلام لم يكن يومًا دين الكسل والخمول، بل هو دين العمل والإبداع والإتقان. قال النبي ﷺ : "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه" و قال أيضا ﷺ "المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف"
و القوة ليست فقط بالقوة الجسدية بل العلمية و الدينية و كل ما قد يساهم في رفعة هذه الأمة


إن حب الخير للناس والسعي لإصلاح المجتمع من أعظم القيم التي غرسها الإسلام فينا، فالمسلم الحق لا يرضى أن يرى أُمَّته في ضعف أو جهل أو تراجع، بل يعمل جاهدًا على نشر المعرفة، وتقديم العون، والسعي نحو بناء أمة قوية في دينها وعلمها وأخلاقها. فما أجمل أن يكون كل فرد فينا صاحب رسالة، يترك أثرًا طيبًا في حياته، ويكون قدوة لغيره في الجد والاجتهاد والإبداع.

وإن من أعظم ما يجب أن نعيه هو قيمة الوقت، فكم من ساعات وأيام تضيع دون فائدة، بينما يمكننا أن نستثمرها في التعلم، والعمل الصالح، والارتقاء بأنفسنا وبمجتمعاتنا. قال الحسن البصري: "يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومك ذهب بعضك." فكيف نسمح لأنفسنا أن نكون عالة على هذه الأمة، ونحن نعلم أن الصحابة ومن بعدهم العلماء والمجاهدين سهروا الليالي، وضحوا بأوقاتهم وأرواحهم ليرتفع الإسلام وينتشر العلم؟

إن أمتنا اليوم بحاجة إلى شباب واعٍ يدرك مسؤوليته، ويؤمن بأن النهضة لا تأتي بالتمني أو من فضل الغرب علينا، بل بالجهد والعمل والتضحية بعد توفيق الله طبعا. لقد حمل السابقون الراية، واجتهدوا ليصل إلينا هذا الدين، فهل نكون مجرد عددٍ يُضاف إلى الأمة دون أثر؟ أم نكون ممن يعيدون لها عزّها ومكانتها؟

إننا أمة تمرض ولكن لا تموت، وقد تمر بأوقات ضعف، ولكنها قادرة على النهوض متى ما عاد أبناؤها إلى دينهم، وتمسكوا بسنة نبيهم، وسعوا بصدق في طلب العلم والعمل والتطوير. فليكن لنا دور، ولنجعل كل لحظة في حياتنا خطوة نحو الإصلاح والبناء، ولنكن ممن يحيون ذكرى النبي ﷺ في حياتهم بالعمل لا بالقول فقط.

نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يجعلنا من السائرين على نهج نبيه ﷺ، العاملين لخير هذه الأمة، اللهم اجعلنا سببًا في نهضة الإسلام والمسلمين، وأعنا على نصرة دينك بكل ما نستطيع.

و في الختام نحن أمة اخترعت أول روبوت قبل وجود الكهرباء, اكتشفت الدورة الدموية قبل وجود أدوات الطب الحديث, علمت قطر الأرض قبل وجود الأقمار الصناعية, انشأت الخوارزميات التي تعتبر أساس لكل حاسوب و هاتف, وضعت أساسات علم البصريات و النظريات و الضوء

نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة من دونه أذلنا الله (من أقول عمر بن الخطاب)
1739882431694.webp
 

آخر المشاركات

فانوس

رمضان
عودة
أعلى