مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

الحديثُ التاسع | الأربعون النووية

لينا عقللينا عقل is verified member.

|| مشرف القسم العام ||
.:: طاقم المشرفين ::.

السمعة:

بسم الله الرحمن الرحيم
عَن أَبي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْه مَا اسْتَطَعْتُمْ ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ واخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ .
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

لفظ هذا الحديث فى كتاب مسلم عن أبي هريرة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (يا أيها الناس ، قد فرض الله الحج عليكم فحجوا) فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ؟ فسكت ، حتى قالها ثلاثًا ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم) ثم قال (ذروني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة سؤالهم و اختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فائتوا منه ما استطعتم ، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه) والرجل الذى سأله هو الأقرع بن حابس : كذا جاء مُبينًا في غير هذه الرواية ، واختلف الأصوليون في الأمر ، هل يقتضي التكرار ؟ فاختار أكثر الفقهاء والمتكلمين أنه لا يقتضي التكرار .

و قال آخرون : لا يحكم باقتضائه ولا منعه ، بل يتوقف فيما زاد على مرة على البيان ، وهذا الحديث قد يستدل به من يقول بالتوقف : فإنه سأل فقال : أكل عام ؟ ، ولو كان مطلقه يقتضي التكرار أو عدمه لم يقل له النبي صلى الله عليه وسلم ( لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ) بل ولم يكن حاجة إلى السؤال ، بل مطلقه محمول على كذا ، وأجمعت الأمة على أن الحج لا يجب في العمر إلا مرة واحدة بأصل الشرع ، وأما قوله ( ذروني ما تركتكم ) فهو ظاهر في أن الأمر لا يقتضي التكرار .

ويدل هذا اللفظ أيضًا على أن الأصل عدم الوجوب وأنه لا حكم قبل ورود الشرع ، وهو الصحيح عند كثير من الأصوليين ؛ وقوله ( لو قلت نعم لوجبت) دليل للمذهب الصحيح في أنه صلى الله عليه وسلم كان له أن يجتهد في الأحكام ، وأنه لا يشترط في حكمه أن يكون بوحي . وقوله صلى الله عليه وسلم (وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) هذا من قواعد الإسلام المهمة وبما أوتيه صلى الله عليه وسلم من جوامع الكلم ، ويدخل فيه ما لا يحصى من الأحكام كالصلاة : إذا عجز عن بعض أركانها ، أو بعض شروطها أتى بالباقي ، وإذا عجز عن غسل بعض أعضاء الوضوء غَسَلَ الممكن. وكذلك إذا وجبت فطرة جماعة ممن يلزمه نفقتهم ، وكذلك أيضاً في إزالة المنكرات إذا لم يمكنه إزالة جميعها فَعَلَ الممكن ، وأشباه ذلك مما لا ينحصر ، وهو مشهور في كتب الفقه ، وهذا الحديث كقوله تعالى﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ .

وأما قوله تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ فقيل منسوخة بقوله ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾.

قال بعضهم : والصحيح أنها ليست منسوخة بها ، بل هي مفسرة لها ومبينة للمراد منها قالوا : وحق تقاته : هو امتثال أمره ، واجتناب نواهيه : والله سبحانه لم يأمر إلا بالمستطاع : فإن الله تعالى قال :
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ
وقال تعالى: ﴿ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ
وأما قوله عليه الصلاة والسلام (ما نهيتكم عنه فاجتنبوه) فهذا على إطلاقه ، لكن إن وجد عذر يبيحه كأكل الميتة عند الضرورة ونحوه ، فهذا لا يكون منهياً عنه في هذه الحال ، وأما في غير حال العذر فلا يكون مثلا لمقتضى النهي حتى يترك كل ما نهى عنه . ولا يخرج عنه بترك فعل واحد بخلاف الأمر ، وهذا الأصل إذا فهم فهو مسألة مطلق الأمر : هل يحمل على الفور أو على التراخي ، أو على المرة الواحدة أو التكرار ؟ ففي هذا الحديث أبواب من الفقه ، والله أعلم .


وقوله ( فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم) وذكر ذلك بعد قوله ( ذروني ما تركتكم) أراد : لا تكثروا السؤال فربما يكثر الجواب عليه ، فيضاهي ذلك قصة بني إسرائيل لما قيل لهم اذبحوا بقرة فإنهم لو اقتصروا على ما يصدق عليه اللفظ و بادروا إلى ذبح أي بقرة كانت أجزأت عنهم ، لكن لما أكثروا السؤال وشدّدوا شدّد عليهم وذُمّوا على ذلك ، فخاف النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك على أمّته.

الحمدلله رب العالمين
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
يعطيك العافيه يارب❤️
بس اغلبك اللون الاصفر اعتمدي الفاقع منه عشان يبين ع اللايت مود واضح
 
يعطيك العافيه يارب❤️
بس اغلبك اللون الاصفر اعتمدي الفاقع منه عشان يبين ع اللايت مود واضح
الله يعافيكِ
بحذر بالمرات القادمة إن شاء الله
 
التعديل الأخير:
  • Love
التفاعلات: BAYAN

آخر المشاركات

فانوس

رمضان
عودة
أعلى