




السمعة:
- إنضم3 يوليو 2024
- المشاركات 132
- مستوى التفاعل 317
- النقاط 63
بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ أَبِي العَباسِ سَهْلِ بْنِ سَعْدِ السَّاعِدِي رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :يَا رَسُولَ اللهِ ، دُلِّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النَّاسُ فَقَالَ: ازهد في الدُّنيا يُحِبُّكَ اللهُ ، وَازْهَدْ فِيمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحبك الناس.
حَدِيثُ حَسَنُ ، رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهُ وَغَيْرُهُ بِأَسَانِيدَ حَسَنَةٍ .
اعلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حث على التقلل من الدنيا والزهد فيها وقال (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ) وقال ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ) وفي حديث آخر ( إن الزاهد في الدنيا يريح قلبه فى الدنيا والآخرة ، والراغب في الدنيا يتعب قلبه في الدنيا والآخرة ) .
واعلم أن من في الدنيا ضيف وما في يده عارية ، وأن الضيف مرتحل ، والعارية مردودة ، والدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر ، وهى مبغضة لأولياء الله محببة لأهلها ، فمن شاركهم في محبوبهم أبغضوه . وقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم السائل إلى تركها بالزهد فيها ، ووعده على ذلك حب الله تعالى وهو رضاه عنه ، فإن حب الله تعالى لعباده رضا عنه ، وأرشده إلى الزهد فيما في أيدي الناس ، إن أراد محبة الناس له ، وترك حب الدنيا ، فإنه ليس في أيدي الناس شيء يتباغضون عليه ويتنافسون فيه إلا الدنيا .
وقال صلى الله عليه وسلم ( من كانت الآخرة همه جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه شتت الله شمله وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له) السعيد من اختار باقية يدوم نعيمها ، على بالية لا ينفد عذابها .
الحمدلله رب العالمين