







السمعة:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ما دمت قادرًا على قراءة هذا الموضوع، فهذا مؤشر جيّد للغاية وهذا يعني أنك ما زلت على قيد الحياة وما زلت تسمع آيات الله عزوجل وما زلت قادراً على العودة إلى الله عزوجل.
أنت الآن معك وقت، بينما أنت الآن تلهو وتلعب وبينما أنت الآن تدرس وتجتهد وبينما أنت الآن تحادث صديقك أو تنظر إلى الأخبار، يوجد غيرك مليارات بل عشرات المليارات لا بل مئات المليارات لا بل أعداد لا يحصيها إلا ربي يتمنون لو أن لهم 10 دقائق عودة في مكانك هذا!!
هل أنت قادر على أن تتخيل أمنيتهم ؟
10 دقائق ؟
هي نفسها التي أنت تضيعها هنا وهناك ولا تكترث لأهمية هذه الـ 10 دقائق.
هل لك أن تتخيل أن هناك أعدادًا مُخيفة من البشر والجن يتمنون لو أن لهم 10 دقائق في هذه الدُنيا ؟
ماذا يريدون منها ؟ بماذا سوف تنفعهم ؟
الآن بينما أنا أكتب هذا الموضوع, يوجد أعداد مخيفة جداً يتمنون لو أنهم يرجعون إلى الحياة الدنيا ليعملوا صالحاً ليؤمنوا بالله ليسجدوا لخالقهم بعد أن ابتعدوا عنه وغرّتهم الأمانيّ !
تخيل بينما أنت الآن جالس مع أهلك أو أصحابك يوجد غيرك من البشر قد فارقوا الحياة الدُنيا، وهم الآن يعيشون حالةً غريبةً من اليأس لم يشهدها البشر من قبل!
حالة اليأس هذه لو حاولت أن تتعايش معها أو تصطنعها داخل دماغك لتعيشها حتى لو افتراضيًا لسقطت على الارض رُعباً, لسقطت على الأرض ساجدًا حامدًا عابدًا.
تخيل أن هناك أعدادًا مخيفة من البشر يقولون سواءٌ علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من مَحيص ؟
تخيّل معي عزيزي القارئ أن الأداة الوحيدة التي تستخدمها انت اليوم في مصائبك لن تكون متاحة في ذلك الموقف ؟
الصبر!
تخيّل الحالة النفسية بأنه إذا جزع أو صبر فلا نتيجة بذلك ولا تغيير بذلك!!
والله ثم والله لا يوجد مصيبة أعظم من هذه المصيبة!
حاول أن تستخدم أداة الخيال التي رزقك الله إياها كي تعبده بها، حاول أن تضع نفسك بمكان الإنسان الذي كان بعيدًا عن ربه ويركض وراء الحياة الدُنيا ؟
تخيّل أنك تخاطب نفسك وتقول لنفسك، لا بأس لو صبرت 100 مليار سنة سوف أخرج من هنا (النار)، لا بأس لو صبرت 10000 مليار سنة سوف أخرج من هنا (النار) وتخيّل أن خطابك لنفسك هذا ماهو إلا ضلال، فلا صبر ينفعك ولا جزع ينفعك!
ففي مصائب الإنسان يتمسك بالصبر بشكل تلقائي خصوصاً أن الإنسان خُلق ضعيفاً فهو لا يقدر على مثقال خثرة دم في جسده قد تؤدي به إلى الوفاة! ف بالله عليك كيف له أن يقدر على نار الله الموقدة؟ نار الله التي كلما سألها الله هل امتلئت ؟ قالت هل من مزيد؟
ليست هنا المصيبة بل تبدأ المصيبة من لحظة فراق الحياة هي لحظة اللاعودة، تتمنى لو أنك لك 10 دقائق تؤمن بها وتعمل صالحاً وتسجد وتعبد الله وأنت على يقين لو أنك عبدت الله حق عبادته لمدة 10 دقائق ف سوف يعطيك هذا أملًا بأن يرحمك الله لأن رحمته لا يمكن تصورها.
فما بالك أخي القارئ عندما يعطيك الله ساعات وأيام وشهور وسنين تعبده بها وتصطبر على عبادته ؟
أخي القارئ ما بالك تدخل رهان خاسر حتماً ؟
لا تُكابر ولا تغامر في رهان خاسر ضياع وبؤس في الدُنيا ونار في الاخرة ؟
وفي الجهة المقابلة, من عمل صالحًا من ذكر أو أُنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون
هذا كلام الله!
ومن أصدق من الله حديثًا ؟!
خليك ذكي وآمن واعمل صالح تلقى ربك عليه واطلب رحمته وعفوه ورضاه
ولا يغرّك تقلب الكافرين في البلاد
ولا يغرّك قلة السالكين لطريق الحق
والله ثم والله عندما تقرر الخروج من سباق الدُنيا والدخول في سباق الآخرة سوف تنجو كما وعدك الرحمن.
خواطر أكتبها فإن أصبت فهو من الله وتوفيقه وإن أخطأت فهو من نفسي والشيطان وأسأل الله الإخلاص والمغفرة
دمتم بخير.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: