بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا، اللهم اجعل عملنا خالصًا لوجهك الكريم
ولا تجعل لأحد فيه سواك شيئًا يارب العالمين
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا، اللهم اجعل عملنا خالصًا لوجهك الكريم
ولا تجعل لأحد فيه سواك شيئًا يارب العالمين
تحدثنا في الدرس السابق عن أجزاء ومكونات الانترنت التي تشكّل بمجملها تعريفًا عن الانترنت واتفقنا على أن الانترنت قد يُعرَّف بالأجزاء المكوِّنة له أو قد يعرّف على أساس أنه بُنية تحتيه تُقدم خدمات/وظائف للتطبيقات (an infrastructure that provides services to application)وكما ترون في وقتنا الحالي ان خدمات الانترنت لا تقتصر على الايميل وتصفح الويب (مثل استخدامك لجوجل كروم وفاير فوكس) بل ازداد وشمل جميع تطبيقات الهواتف الذكية بما في ذلك تطبيقات المراسلات كواتساب وتيليجرام، تطبيقات الخرائط مع معلومات حركة المرور (Mapping with real-time road-traffic information) مثل خرائط جوجل، والبث السحابي (streaming from the cloud)، بث الأفلام والتلفزيون (Movie and television streaming) مثل نتفليكس (Netflix) ويوتيوب (YouTube) ، وشبكات التواصل الاجتماعي (مثل فيسبوك وانستجرام وتويتر أبعدنا الله واياكم عنها ) ويشمل أيضًا تطبيقات الاجتماعات المرئية (Video conferencing) مثل زووم وجوجل ميت والالعاب الجماعية مثل ببجي (PUBG)، حتى وصل الى تطبيقات توصيل الطعام (Uber Eats).
وهذا ما جعل الحياة بلا أدنى شك أسهل وأكثر ارتباطًا بالعالم من حولك
نستكمل ..
إن هذه التطبيقات المختلفة التي ذُكرت أعلاه يتم تشغيلها على عدة انظمة نهائية (end systems) وتسمى بالتطبيقات المُوّزعة (distributed applications) تتبادل هذه التطبيقات البيانات فيما بينها، فلا يوجد أي تطبيق يعمل على جهاز واحد فقط، بل تتواصل التطبيقات مع الاجهزة الاخرى عبر الشبكة.
وعليك أن تعي أن تطبيقات الانترنت هذه لا تعمل داخل أجهزة التبديل أو التوجيه (Switches أو Routers ) بل تعمل على الانظمة النهائية فقط، هي تمر عبر اجهزة التوجية الموجودة بالـ(Network core) عند انتقالها لكنها لا تعمل عليها ولا تفهمها اصلًا.
هي كالمطارات استطيع الانتقال خلالها من قارة لقارة لكن لا ينفع العيش بها كالمنزل (الذي يمثل هنا النظام النهائي)
يكفيك للآن ان تفهم الموضوع بصورته العامة وببساطة هذه الاسئلة:
>> هل سبق لك أن فتحت تطبيق فيسبوك على الراوتر؟
لا
>> أين يتم تشغيل مثل هذه التطبيقات في العادة؟
على الاجهزة النهائية كالهاتف او اللابتوب.
وسيتم تفصيل هذا الموضوع لاحقًا ان شاء الله في نموذج الطبقات TCP/IP
نستكمل حديثنا عن التطبيقات، إنك حينما تريد بناء تطبيق حقيقي يعمل على الاجهزة النهائية فأنت بالطبع تحتاج الى كتابة برامج تسخدم فيها لغات برمجة مختلفة مثل css, javaScript, python, وغيرها.
وكوننا تحدثنا عن التطبيقات الموزعة اذًا نحن بحاجة الى أن تتبادل هذه البرامج الموجودة على اجهزة مختلفة بيانات بين بعضها البعض، وما كان ذلك ليتم لولا ان الانترنت يعمل كالمنصة التي تقدم خدمات يوفّر من خلالها الوسائل التي تجعل البرامج الموجودة على أجهزة مختلفة تتواصل وتنقل البيانات فيما بينها عبر الشبكة.
* أعد قراءة هذه الجملة بتركيز واذا فهمتها يمكنك الانتقال للدرس التالي لانك تكون حققت الهدف من هذا الدرس.
بهذا تم توضيح التعريف الثاني للانترنت على أنه :
منصَّة للتطبيقات (platform) حيث يوفّر البنية التحتية التي تُمكّن هذه التطبيقات من تبادل البيانات فيما بين الاجهزة.
لكن حتى تتبادل البرامج بيانات فيما بينها يقوم البرنامج المرسل باتباع مجموعة قواعد وتطبيقها على البيانات وتقديمها للانترنت عبر ما يسمى بـ Socket Interface ليستطيع الانترنت تحديد وجهة الرسالة (البيانات) وايصالها للبرنامج المستقبل بشكل صحيح.
اذًا الـ Socket Interface هي كالنافذة ما بين البرنامج المُرسِل والانترنت يأخذ الرسالة ويطبّق عليها مجموعة قواعد يتكفل من خلالها بارسال الرسالة.
هذه الإجراءات والقواعد التي قام بها أحمد هي ما تقوم بها الـ (Socket Interface)
*سنعود في الفصل الثاني ان شاء الله لنتكلم بالتفصيل عن ال Socket Interface
وبما أن الانترنت يعمل كـ خدمة البريد فهو يقدِّم خدمات متنوعة للتطبيقات
فأنت تختار خدمة بريدية معينة (مثل التوصيل السريع أو التأكيد على الاستلام)
>> وأيضًا مطوري التطبيقات يختارون نوع الخدمة التي يريدون استخدامها من الإنترنت لتطبيقاتهم.
الإنترنت ليس مجرد بنية تحتية مادية، بل هو أيضًا نظام خدمات متكامل يمكن للتطبيقات استخدامه بطرق متعددة.
أخيرًا نستجمع مجمل أفكارنا بوصف الإنترنت من درسنا اليوم والسابق:
- يوصف الإنترنت من حيث المكونات المادية والبرمجية: مثل الأجهزة [أجهزة التوجيه (Routers)، محولات الشبكة (switches)، .. إلخ] والبرمجيات (بروتوكولات مثل TCP/IP).
2. يوصف من حيث كونه منصة تعمل كالبُنية التحتية لتقديم خدمات للتطبيقات المُوزّعة (تطبيقات تعمل على أجهزة متعددة وتتواصل عبر الإنترنت).
وهكذا نكون انتهينا من شرح درسنا الثاني، نتقبل تعليقاتكم وملاحظاتكم في أي وقت.الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم
إن أحسنت ففضلٌ من الله ومِنَّة، وإن اسأت فمن نفسي والشيطان
في أمان الله
إن أحسنت ففضلٌ من الله ومِنَّة، وإن اسأت فمن نفسي والشيطان
في أمان الله
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
