




السمعة:
- إنضم3 يوليو 2024
- المشاركات 132
- مستوى التفاعل 317
- النقاط 63
شكرا على مرورك مهندسة
سؤال عميق
بالنظر الى حالنا اليوم فنحن أمة يُبكى عليها وعلى وضع عقول شبابها للأسف
لكن لا يوجد مستحيل في حياتنا ف حياتنا نسبية.
اولاً الطريق الى الخروج من وحل السرعة الرهيبة هي نفس طريقة الدخول اليها وتختلف من جيل الى اخر، حيث أن الإنسان يومياً (بلا وعي) قد قام على تدريب نفسه بأن يكون مستهلكاً لأدوات السرعة الرهيبة في عصرنا الحديث، وما اذا قمنا بعكس العملية التدريبية لوجدنا أن هناك اثار جانبية يجب ان يكون على دراية بها.
يجب على الإنسان الاعتراف بالمشكلة وأنها مشكلة من الأساس ويجب عليه تذكير نفسه بأن يُصبح بطيئاً كي يستطيع مجاراة السرعة، وبعد عملية التذكير يجب عليه ان يقوم بفعل الاشياء اليومية ببطئ وليس الهدف من فعلها هو انجازها انما الهدف هو "فعلها ببطئ" وهنا النفس تكره ذلك والعقل يكره ذلك وهنا يتم غربلة الناس ممن يصبر على نفسه وممن لا يستطيع الصبر.
العقل عموماً يكتسب عاداته من التكرار تحت " ما تكرر قد تقرر " حيث أن ما اكرره على نفسي هو ما يتقرر علي من قول وفعل وهنا تكمن طاقة الانسان بأن يبتعد شيئا فشيئاً عن ادوات السرعة مثل مواقع التفاهه الاجتماعية والمواقع التي تعطينا حلولاً جاهزه بدل البحث عنها وحتى الطرق الاعتيادية في الوصول الى المعلومة السريعة.
لكن ان ابتعدنا عنها فسوف نترك فراغاً مكانها وهذا الفراغ قاتل لطالب العلم فعليه هنا أن يستبدل مكانها بطرق أخرى اعتيادية ولكنها بطيئة
يجب على الانسان ادراك حسنات وسيئات ما يفعل
الله عزوجل أنعم علينا بنعمة البصر واصبحنا قليلاً قليلاً ما نستخدمها حيث أن الانسان يجب ان يخبر نفسه بمحاسن نعمة البصر العظيمة اثناء رحلته في الحياة الدنيا بطلب العلم
مثل أن الانسان يمتلك قدرة هائلة وعظيمة على قراءة النصوص وبناء الصور الذهنية من خلال النص واستنباط الاحداث بل وتحليلها من خلال قراءة النص ويستطيع ربط المجريات الموجودة داخل النصوص بطريقة رهيبة وهذه القدرة لا تأتي من خلال سماع الفيديوهات او الاصوات انما من القراءة بهدوء وبشكل بطيء
ثانياً على الانسان أن يكون على يقين بأن ما يعيشه من السرعة هو وهم بوهم بوهم حيث أن الانسان يستطيع اثبات هذه الاوهام من خلال الكذبات الاعتيادية التي اعتاد ان يكذبها على نفسه
وهنا تكون مرحلة الغربلة اقسى واكبر حيث أن الانسان يصل الى اخر سؤال في الحياة الدنيا وهو الغاية من الوجود وإن أقرّ واعترف بأن الغاية هي عبادة الله عزوجل على الصورة التي يرضاها جل جلاله وأن ينجو بالاخرة من عذاب الله ف يستطيع ربط احداثه اليومية بهذه النتائج وبناءا عليها يبدأ رحلته اليومية واعماله اليومية المبنية على مدى مصداقية هذا الحديث الداخلي بينه وبين نفسه.
ان اصرّ الانسان على الكذبة العظيمة "Keep me updated" بالاطلاع على اخر الاخبار العالمية واخبار الناس من حولة فعليه ان يسأل نفسه سؤال وما هو الفارق العظيم بحياته وحياة الامة ان بقي على اطلاع على احدث المستجدات من الامور والاحداث ؟ الاجابة : "لا شيء" وهنا يعلم بأنه يضيّع اثمن شيء بحياته وأخطر شيء يخاف منه اعداءه وهو " الوقت "
حيث أن الوقت هو الوسيلة التي تخاف منها الامم والشعوب المعادية لنا لأنها تعلم حتماً إن امتلكنا وقتنا فسوف نتجه لإرضاء الله سبحانه وتعالى عنا وسوف نهتم بأنفسنا وسوف نعود لأمجاد علومنا وما يطمئنهم من هذه الناحية بأنهم وجهّوا الماكينات الاعلامية الغربية كي تسرق منا الوقت وتسرق منا سعادتنا بإمضاء الوقت.
وعلى سبيل المثال لو طرحته على نفسي كي يكون سياق الكلام أكثر وضوحاً.
ما هي الفائدة المرجوة من فتحي لمنصة فيسبوك او انستاقرام او غيرها من المنصات على الانترنت؟
الاطّلاع على اخر الاخبار
مشاهدة المقاطع المصورة القصيرة
مشاهدة اخبار الاصدقاء وتفاهاتهم ومشاكلهم وحياتهم
مشاهدة التفاهات واخر اخبار الموضة والتكنولوجيا وما اهتم به ك مستهلك تافه
وماذا بعد ؟
ما هي الفائدة العائدة على الامة الاسلامية والعائدة علي انا شخصياً من هذا الفعل الذي فعلته ؟
كيف خدمت قضيتي وديني بهذا الفعل ؟
لم افعل شيء سوا انني قمت بتقديم الدعم المادي اللازم لهذه المنصات كي يستمروا في تدمير عقول شبابنا من خلال مشاهدة اعلاناتهم بشكل اجباري.
وماذا بعد ؟
في اليوم الذي سوف اقف فيه مع نفسي واسأل نفسي الى متى يا نفسي تريدين أن تبقي في مستنقع الاستهلاك ؟
الى متى يا نفسي سوف نبقى نعصي الله عز وجل بالبقاء في هذه المواقع وندعم الغرب الذي حرّف فطرة الله عزوجل وروّج لنا ولأطفالنا في هذه المنصات عن الشذوذ وقيّد محتوانا عن حروب الابادة التي تحصل علينا؟
يا نفسي التي عصيتي الله عزوجل طوال هذه السنين ألم يحن الوقت للنهوض مجدداً والسعي لإرضاء الله ؟
يا نفسي ألم يحن الوقت للعودة الى مجد الانتاج وعدم الاتكّال على الغرب المستعرّ علينا ؟
يا نفسي ألم يحن الوقت للإستغناء عن ما يضيع وقتي والذهاب الى ما يحب الله عزوجل ؟
يا نفسي عليك العلم بأن طريق "المجد" و " العزة" ليس النجاح في الارض والوصول الى اعلى المقامات فيها انما هو طريق الله عزوجل والجنة فقط.
ثالثاً جميع الخطابات العاطفية التي قد ألقيها على نفسي ما هي الا تصبير كي لا اصل الى احتقارها والافضل هو الفصل في احتقار النفس وليس الجمع، وأعني هنا أن نفصل احتقار النفس ك جمع والابقاء على محبة النفس اللوّامة واحتقار النفس الأمارة بالسوء فإن النفس التي تأمر بعصيان الله ما هي الا نفس حقيرة.
رابعاً التوقف عن المقارنات العشوائية التي اصبحنا مملوئين فيها بحياتنا اليومية، ومع الأسف انظمتنا التعليمية بكافة اشكالها من المدرسة الى الجامعه وحتى أي مكان نذهب اليه يقوم بتعزيز التنافسية الدنيوية الدنيئة بين عموم الناس وتم تطبيق هذه المناهج الادارية علينا ك مسلمين وهذا يُخالف ديننا الحنيف تماماً حيث أن الأفضلية في الدين على مستوى الشعوب والأمم هي " التقوى " فإن قمنا بدمج العلوم مع التقوى نخرج بدرجات التفاضل بيننا وكي أكون أكثر وضوحاً فعلينا أن نتخيل وجود شخصين كل واحد منهما يحمل نفس الدرجة العلمية ولكن أحدهم يستخدمها في ارضاء الله عزوجل وخدمة امته الاسلامية ومحاولة رفعها بين الامم لنصرها والآخر يكرّس وقته لتطوير نفسه وعلومه لكسب المال وبناء البيوت والقصور وشراء السيارات فقط.
شتّان بين هذا وذاك ولكن للأسف التنافسية الدنيئة بين عموم المسلمين أعتقدوا انها هي السائدة ولا يوجد لها نقيض بل لا يوجد تنافسية في الدين الا في هذه الامور التافهه.
خامساً الاستقلالية عن الغير ف لكل انسان منّا بصمة خاصة به سواء كانت بصمة اليد أو بصمة الافكار وطريقة التفكير وما يحاول الغرب اليوم فعله هو عمل استنساخ فكري بين الشباب بحيث أنه يقوم بترويج المحتوى الموجّه لعقول الشباب بشكل متكرر ومتشابه كي يصبحوا على نفس البصمة الفكرية.
سادساً ان قمت بتطبيق كل ما ذكر والاستعانة بالله قبل كل شيء ف يجب على الانسان الصبر على نفسه حتى يعتاد مشهد البطئ ويعتاد اللجوء للمصادر التعليمية الجيدة والابتعاد عن كل ما هو مؤذي للعقل وهذه غربلة اخرى وفتنة اخرى على الناس.
الانتاج يحتاج صبر واخلاص في التفكير وعزيمة وارادة للتغيير وعدم مقارنة مع اي شيء انما يفعل ما تستطيع نفسه أن تحمل ف الله عزوجل لا يُكلّف نفساً الا ما اتاها ف ما اتاك الله عزوجل هو ما انت مُكلّف به.
اعتذر على الإطالة.
دمتم بخير.
جزاك الله كل الخير و نفع بك الأمة
لا تعتذر عن الإطالة فكل كلمة قلتها بحق.
شكراً لك على هذا المقال النافع
لا تعتذر عن الإطالة فكل كلمة قلتها بحق.
شكراً لك على هذا المقال النافع