







السمعة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء شبكة شل العربية.
كيف الحال عساكم طيبين؟
هذا من أهم الموضوعات التي سوف تعمل نقلة نوعية داخل عقلك وتعمل على تطوير طريقة وأسلوب دراستك بالإضافة إلى تطوير مهاراتك في البحث والقراءة إن شاء الله، لكن عليك القراءة حتى الآخر والتطبيق إن أمكن.
متطلبات النجاح في الوصول إلى مبتغى هذا الموضوع:
• التوكل على الله والإيمان القطعي الجازم بأن الرزاق هو الله، حيث أن العلم يرزقك إياه الله وإن شاء لا يرزقك.
• إحضار ورقة وقلم لتلخيص النقاط وترتيبها فإن الإهتمام بالنفس يبدأ من هنا.
• محاولة تطبيق الأفكار على نفسك ثم على المجتمع من حولك.
• اقرأ الموضوع عدة مرات وكرر الكلام وحاول اسأل إن لم تفهم.
بسم الله نبدأ،
عقل الإنسان من أكثر المخلوقات التي لو توقفت عندها قليلاً لوجدت إبداع الخالق فيها فالعقل يمكنه تعلّم كل يوم شيء جديد وحتى عدّة أمور جديدة وما يميّز العقل هو قدرته الرهيبة جداً على الربط بين المعلومات وهذه من أهم الأُمور الواجب عليك معرفتها وتعلمها تقنية "الربط" "Link".
حيث يتميز الإنسان بقدرته الرهيبة على الربط بين المعلومات للوصول إلى معلومة استنتاجية مبنية على ما سبق من البناء، ويربط بين الأحداث والمواقف ويربط بين الحكمة والعبرة ويستنتج ما هو مفيد له، ويتميز بوجود ذاكرة لا أحد يستطيع فهمها إلى يومنا هذا ههه، فإن الله قد آتانا القليل من العلم.
الوصول إلى مفهوم التعلم وكيفية تطبيقه يُعَد من أهم النشاطات الفكرية التي تعطي حافز للإنسان كي يستمر بتطوير نفسه، ويقف الإنسان أحياناً عاجزاً أمام معلومة ما قد تصيبه بـ "الإحباط" وهذه معلومة جداً مهمة حيث أن الإحباط يُعَد من أكثر الوسائل لتثبيط عمل الإنسان وزرع جذور اليأس بداخله فما يلبث الإنسان في التعلم قليلاً إلا وقد وجدته ينسحب شيئاً فشيئاً ويختلق الأعذار لنفسه ويبدأ البكاء والنواح وهو لا يعلم أنه ينقصه فقط شيء صغير من معرفة الذات ومعرفة كيفية عمل عقل الإنسان.
حسنًا ماذا يجب علي أن أفعل إذا واجهت أمرًا ما وكان صعب الفهم ولم استطع فهمه؟
ببساطة عندما نواجه أمر ما صعب ونعجز عن فهمه فأول ما يدخل إلى القلب هو اليأس حتى ولو كان بشيء بسيط وهذا أمر طبيعي ولكن كي نستطيع تخطي هذه المشكلة، يجب عليك إدراك "شعورك" اللحظي الذي تدخل فيه نَّتَاج صعوبة الفهم وعليك إدراك أن الإنسان يولد في هذه الدنيا "لا يعلم شيء" وقد يتعرض لمعلومة من المستحيل فهمها وفهم أعماقها والتطبيق عليها إلا إذا كان هناك صِلَّة مُسبَقة ومعلومة مُسبَقة تقودك إلى المعلومة التي تعرضت لها في الوقت الحالي، حيث أن الثورة التكنولوجية والصناعية في الوقت الحاضر هي ليست وليدة اللحظة أبداً !
إنما هي نَّتَاج تجارب واختبارات امتدت لقرنٍ من الزمان حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم في زمننا الحاضر.
وهذا الاستنتاج يقودنا بشكل ثابت إلى مفهوم " النمطية " في التفكير وهذا من أهم المفاهيم العقلية الواجب عليك معرفتها ولها أشكالٌ عديدة سوف يتم توضيحها إن شاء الله.
النمطية تنقسم إلى قسمين رئيسيات:
1- نمط التركيز.
2- نمط التشتت.
والآن لنحاول طرح أمثلة واقعية لترسيخ مفهوم النمطية داخل العقل، لا تنسى أن طرح الأمثلة وربطها بالواقع هو أحد أشكال التعلم

الآن لو صادفت بيومك مشكلة ما متعلقة بالحاسوب حيث أنك قمت بتشغيل الحاسوب ولكن لم يعمل ولم يعطي أي إشارة ، فقط أنت تقوم بالضغط على كبسة التشغيل ولكن لا يحدث شيء.
نمط التفكير القائم على التركيز يجعل من أفكارك تدور حول المشكلة بشكل مركز حيث أنك تقوم بفهم المشكلة
تبدأ الآن بالتسلسل العقلي المنطقي بالاستقراء وتبدأ الأفكار بالحضور حيث أن الحاسوب كي يعمل فهو بحاجة إلى "الكهرباء" وهنا أول "كلمة مفتاحية" يبدأ العقل بالبناء عليها فيخطر ببالك سؤال
هل الكهرباء متصلة بالحاسوب؟
فتقوم تلقائياً بتفقد مقبس الكهرباء للتأكد من إتصالها ووصولها إلى الكمبيوتر كما هو المفترض، وإذا وجدتها متصلة بالحاسوب سوف تنتقل تلقائياً للسؤال التالي:
هل قطع الحاسوب Hardware "العتاد الصلب" تعمل بشكل جيد وتوصل الكهرباء؟
فتقوم تلقائياً بتفحص القطع الموجودة ويبدأ عقلك ببناء تصور واضح لسير عملية توصيل الكهرباء إلى الكمبيوتر حيث أنه يبدأ من عند PowerSupply "مزود الطاقة" المتصل بشكل مباشر بمقبس الكهرباء. أو كيبل الشحن إذا كنت تعمل على لابتوب.
ويبدأ هنا العقل بتخيل التيار الكهربائي يقوم بالمرور من مقبس الكهرباء ثم إلى السلك الناقل للتيار وصولاً إلى مزود الطاقة الموجود في الحاسوب ومن المنطقي جداً أن تبدأ هنا بتفقد هذه القطع واحدة تلو الأخرى حسب الأولوية.
وهذا نمط يقوم بالتركيز على المشكلة ويقوم بالتركيز على أساس خروج التيار الكهربائي وصولاً إلى الحاسوب ويقوم بعمل قائمة وهمية داخل الدماغ محتواها هي القطع حسب الأولوية في توصيل التيار، وعلى نفس هذا النمط تقوم بفحص باقي قطع الكمبيوتر حتى الوصول إلى المشكلة وتقوم بعمل تقييم داخل أفكارك عن المشكلة هل يمكنني حلها أو لا وبناءاً عليه تخرج باستنتاج للحلول المناسبة للمشكلة.
على العكس تماماً من نمط التفكير المشتت وعلى نفس المثال يقوم الشخص الذي يواجه مشكلة في الكمبيوتر بتفقد مقبس الكهرباء كأمر منطقي جداً ولكن يبدأ بربط المشكلة ببرنامج معين قام بتنزيله أمس على الكمبيوتر أصبح يعتقد أنه له علاقة بالمشكلة أو بسبب الظروف الجوية السيئة أو حتى بسبب أنه لم يقوم بإطفاء الكمبيوتر لمدة 5 أيام مثلاً وحتى يقوم بربط معلومات خارجة عن نطاق التركيز وهذا النمط لا بأس به ولكن لكل نمط طريقة في التفكير وطريقة في حل المشكلة وهي طرق منفردة عن بعضها البعض.
وكما رأينا بالمثال فإن الشخص الذي واجه مشكلة تشغيل الحاسوب كان يمتلك مسبقاً معلومات عن كيفية توصيل التيار الكهربائي إلى الكمبيوتر.
فإن لم تمتلك معلومات مسبقة عن المشكلة فإنه من المستحيل بناء نمط تفكير قائم على التركيز.
هل العقل يتحكم بالإنسان أم الإنسان يتحكم بالعقل؟
هذا السؤال بالذات يمكننا الإجابة عنه من المنطلق الديني، حيث أن الله عزوجل قال في محكم كتابه أنه سوف يقوم بمحاسبة " الإنسان " على تصرفاته وكلامه في الأرض.
وأما الإنسان المجرد الذي يبني علومه على المنطق الدنيوي فهو يميل إلى تحكم العقل بالإنسان بكثير من المواضيع، أيضاً يقول يحكم الإنسان على العقل ولكن في مواطن قليلة.
أما عني أنا فلا أقول شيء فوق كلام الله عزوجل فالإنسان محاسب وليس العقل وهنا يَكمُن عدل الله في ملكه، وهذه إشارة وبرهان ثابت على الإنسان بأنه يمتلك غرف السيطرة والقيادة.
كيف أقوم بقراءة المشكلة؟
هناك نوعين من المشاكل ، الظاهر والباطن.
أما المشاكل الباطنة فهي كما المثال السابق الذي قد ذَكرتُ فيه أنه يوجد مشكلة في توصيل الكهرباء لكن لا أملك معلومة أكيدة عن مكان المشكلة بالتحديد فقمت ببناء خطوات منطقية عقلية للتوصل إلى المشكلة.
وأما المشاكل الظاهرة فهي جميلة وتساعدك على تحريك عقلك أكثر وأكثر مثل المشاكل البرمجية عندما تقوم بكتابة كود معين فيظهر لك خطأ مثل "Syntax Error" أو "Logical Error" أو غيرها من الأخطاء ، حيث أن طبيعة الخطأ تحدد أين الخطأ وكيف وقع.
فمثلاً لو واجهنا syntax error أي خطأ ببناء الجملة مثل هذا الكود
C++:
#include <iostream>
using namespace std;
int main() {
cout << "Hello World!"
return 0;
}
هذا سؤال بديهي وسهل، لن تتعلمه من فيديو أو من مقطع صوتي أو حتى من مقال، يجب عليك دائماً الرجوع للكتاب وتعلم أصول كتابة اللغة من الكتاب.
ونستنتج مما سبق أنه عليك قراءة كافة المخرجات على الشاشة كي تستطيع معرفة سبب المشكلة ولكن ماذا لو لم تكن تعلم أنه يوجد شيء اسمه syntax error ؟ ببساطة سوف يدخل اليأس الإحباط إلى داخلك وسوف تقوم بالتكلم مع أحد الأشخاص المختصين بالبرمجة لمحاولة حل المشكلة وعند النظر إليها سوف يأخذ انطباع عنك أنك "مهمل" ولا تقوم بقراءة شيء على الشاشة ولا البحث ولا الاستنتاج أبداً!
لماذا يميل الإنسان إلى التفكير النمطي المكرر؟
فتلقائياً تقوم برفض هذا المنطق حيث أن الإنسان معتاد بشكل متكرر في حياته على أن الشباك لا يأتي بالأسفل وأن الجاذبية الأرضية فرضت علينا رؤية الشبابيك المنزلية بشكل أفقي في جدران المنزل وليست على الأرضية.
وهنا يبدأ العقل بمراجعة تكرار المشاهدات المنطقية في الحياة ويقوم بالبناء عليها والتوصل إلى نتائج معينة.
ماذا يحدث للعقل عند التعرض لمعلومة جديدة؟
من الطبيعي عند التعرض لأي شيء جديد أن يصاب الإنسان بالقليل من القلق وعدم الراحة وحتى الأرق ويقوم الإنسان بشكل مباشر بصرف الإنتباه عن هذا القلق وعدم الارتياح ويقوم باللجوء لكل الأدوات المساعدة في ذلك بما فيها اليوم "مواقع التواصل الاجتماعي" فهي لا تكلف عقله أي شيء أبداً فقط يقوم بالذهاب لهذه المواقع هروباً من القلق وعدم الارتياح الذي أصابه ، وهنا يقوم الدماغ بفرز الهرمونات المناسبة مثل الدوبامين والسيرتونين "التحفيز"و"السعادة" لكي تشعر بقليل من السعادة والرضا.
وعليك أن تتذكر أنك تعيش حالة جديدة على الإنسان لم يسبق لعلماء الفلسفة وحتى علماء النفس الخوض فيها!
لم يكن بحياة الإنسان بيوم من الأيام اللجوء لوسائل الترفيه عن النفس "العقل" كما هو الحال اليوم بشكل أشبه بالمجاني والسريع جداً جداً.
و الآن يجب عليك أيها القارئ أن تدرك حجم المخاطر المحاطة بك من الرفاهيات العقلية التي تمنع العقل من التفكير في علم جديد أو أمور جديدة أو مُبهَمة أو حتى صعبة.
وسوف نناقش الحلول في نهاية الموضوع إن شاء الله.
كيف يستقبل العقل المعلومة ويقوم بتخزينها وتحليلها وطلبها مستقبلاً عند الحاجة؟
لا شك أن هذا من أهم الأسئلة المطروحة وفهم طبيعة هذا السؤال يؤدي بالضرورة إلى فهم البنية التحتية لعقل الانسان، حيث أن الإنسان عندما يقوم بالتعرض إلى معلومة ما يقوم بإعطاءها "قيمة" "Value" ويقوم بتخزينها داخل عقله بناءاً على القيمة التي أعطاها، وبالتالي إذا كانت المعلومة ذات قيمة منخفضة فغالباً ينساها الإنسان ، أما لو أعطى الإنسان المعلومة قيمة عالية فسوف "يتفكر" بها ويحاول أن يبني عليها معلومات أخرى في حياته، وهذا ما يتشابه منطقياً مع علم البرمجة حيث أن البرمجة قائمة على المدخلات وتحليلها والمخرجات كما هو الحال عند الإنسان ظاهرياً يقوم الإنسان بإستقبال المعلومات عن طريق الحواس التي خلقها الله عزوجل بنا مثل السمع والبصر والشم واللمس، فإذا قمنا بإجراء تجربة عقلية الآن سوف تفهم معنى كلامي، إذا قام الإنسان بإستقبال معلومة معينة عن طريق المدخلات التي خلقها الله به ثم يقوم بتحليلها بناءاً على المعلومات السابقة المخزنة لديه ثم يقوم بعملية المخرجات أو اتخاذ القرار، يمكننا وضع مثال بسيط للتقريب إلى المفهوم العام.
تخيّل معي هذا السيناريو، كنت أنت تمشي في الطريق لوحدك وفجأة صادفت "أسد " في الطريق!
ما هو أول إجراء سوف تتخذه؟
سوف تقول لي العديد من الاحتمالات التي من الممكن إجراءها منها الهرب،التجمد من الخوف،البكاء،الصراخ، إلخ . . . .
لكن دعنا نأخذ المشهد ونقوم بتحليله،
لدينا إنسان --> قامت العين بإلتقاط صورة لمجسّم --> تم إدخال هذه الصورة إلى العقل --> بدأ العقل بالبحث عن صور مسبقة للتعرف على هذا الجسم --> وجد العقل أن هذا الجسم مخزّن تحت مسمى "أسد " --> يقوم العقل بإستحضار معلومات الأسد --> يقوم الإنسان باتخاذ الإجراء المناسب حسب المعلومات.
وقد يقوم العقل بإصدار أمر لإفراز الأدرينالين وغيرها . .
ببساطة هي نفسها طبيعة عمل ال Functions في لغات البرمجة فإذا كنت قادراً على قراءة هذا الكود فأنت تعلم ما أقصد.
C++:
#include <iostream>
using namespace std;
void Lion(){
adrenline=rise;
movement=run;
feelings=fear;
}
int main() {
Lion();
return 0;
}
ونستنتج مما سبق أن القيمة مهمة جداً وهي القيمة التي نعطيها للأشياء من حولنا فعليك الانتباه من إعطاء التفاهه قيمة أعلى من قيمتها الحقيقية.
هل الممارسة جيدة للعقل والتفكير؟
هذا السؤال إجابته واحدة قَطّعِية لا لف ودوران بها، نعم بكل تأكيد إن الممارسة جزء مهم جداً بل لا يمكن للعقل إدراك واستيعاب المعلومات بدون ممارسة عليها، حيث أن الله عز وجل خلقنا لنتفكر ولنمارس ما نتفكر به، ويمكن للإنسان أن يتفكر بما يحلو له ولكن الممارسة أصعب من التفكير بمراحل وهي مرحلة إجهاد عقلي وجسدي على الإنسان وبعدها يكون الإنسان بحاجة إلى الراحة، ومن أهم الأمور الواجب معرفتها عند الممارسة أن العقل يقوم بإنشاء نموذج فكري أوليّ للمشكلة أو لعملية الممارسة لكنها تكون في البداية ضعيفة وتستمر بهذا الضعف إلى أن يتم ترسيخها بالممارسة والتطبيق العملي فإن امتلاك المعلومة سهل، لكن ترسيخ المعلومة وحل مشاكلها وتقوية المعرفة بها لا يمكن أن يحصل بدون ممارسة عملية عليها.
لهذا من الطبيعي أن ترى أشخاص يملكون معرفة قوية ولكن إن بادرتها بالتطبيق العملي سوف ترى الضعف هناك، وهنا تكمن أخطر وأخطر الفجوات المعرفية وهي "وهم المعرفة"، حيث أن وهم المعرفة يمكن تلخيصه بأن الإنسان يتوهّم مع نفسه أنه يعلم عن الشيء ولكن لماذا سمي بالوهم؟
لأن علومه ناقصه وتحتاج إلى كثير من الترسيخ والتطبيق والتعلم وحل المشاكل، لذا يخطر ببالنا سؤال مهم، من أين جاء وهم المعرفة؟
ببساطة الترويج للمعلومات في عصرنا الحاضر خطير لأنه ترويج يعتمد على مزاج المشاهد وليس على صحة المعلومة أو دقة المعلومة أو حتى أهميتها ، ويتم اقتصاص المعلومة ويأتي سَفيه أو جاهل ويقوم بتركيب المعلومة على هواه فيقتص منها ما يشاء ويترك منها ما يشاء بناءاً على جهله، ثم يأتي طالب علم ويأخذ المعلومة كما هي منقوصة ولا يدرك إنها منقوصة إلا عندما يقع في العديد من المشاكل العلمية والعملية في التطبيق على المعلومة.
وسوف نتحدث عن حلول لهذه المشكلة في باقي أجزاء الموضوع إن شاء الله.
هل يوجد برنامج معين لتدريب العقل والاستفادة من قدراته؟
نعم يا صديقي، العقل يتدرب عن طريق المدخلات فلا حول له ولا قوة بلا البصر والسمع وغيرها، وانت كإنسان مسؤول عن هذه المدخلات، فإن مشاهدتك لفيديوهات الطعام بشكل متكرر يشعرك بالجوع، ومشاهدتك للمنتجات بشكل متكرر يشعرك بالجوع نحو شراءها، وقِس على ذلك باقي أنماط حياتك
إذ أن العقل "يتغذّى" من هذه المدخلات وأنت من تقوم باختيار الغذاء المناسب له، ومع كثرة أنواع الغذاء الضار في زمننا الحالي فمن الواجب عليك ترك كل الرفاهيات وتدريب عقلك على الصعوبات وتدريبه على الصَّوم تجاه الدوبامين والسيرتونين.
لهذا أمرنا الله عزوجل "بغض البصر" لأن البصر يعتبر تغذية عقلية للإنسان وأمرنا الله عزوجل بقراءة القرآن وتدبره لأن التفكر والتدبر تغذية للعقل، وأمرنا الله عزوجل بالإبتعاد عن السفهاء وعدم الخوض مع الخائضين، لأن الله عزوجل هو من خلقك وهو يعلم التركيبة العقلية والجسدية لك وأعطاك الفكرة الأساسية وكيف يعمل العقل وكيف تقوم بحمايته.
لهذا يجب عليك تدريب العقل على غذاء جيّد يرضي الله عزوجل وعليك تغذية العقل بما هو مفيد من العلم، وحال العقل من حال الجسد إذا أعطيت الجسد طعام ضار فإن الأمراض سوف تنتشر في جسدك كذلك الأمر في العقل إذا استمريت بتغذية العقل بالغذاء السيء فلا تتوقع إلا الأمراض العقلية والنفسية.
سوف اكتفي هنا وانتظروني في الجزء الثاني إن شاء الله،
وإن أصبت فهو من الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان.
دمتم بخير

الجزء الثاني
التعديل الأخير بواسطة المشرف: