ما بين الاحتياج والضرورة

محمدخير

|| 𝓘𝓵𝓵𝓾𝓼𝓲𝓸𝓷 ||
.:: طاقم المشرفين ::.
1337 _<

Apr
992
1,790
  • التقييمات: 0
  • #1
image.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اقرأ هذا الموضوع بهدوء.

لابد لنا من الوقوف قليلاً والتأمل في حال الإنسان في هذا الزمان، ولابد لنا من معرفة احتياجات الإنسان والوقوف عند أسبابها، لابد لنا أن نلتفت إلى ما يحتاجه الإنسان من عادات وتصرفاته اليومية.

ومن هذا المنطلق علينا أن نقف جميعاً مُتأملين أنفسنا وأن نبدأ بطرح عدة تساؤلات من أهمها:

-إذا كان الإنسان بحاجة للعلم فما هي الضرورة؟
-إذا كان الإنسان بحاجة إلى المال فما هي الضرورة؟
-إذا كان الإنسان بحاجة إلى الكلام فما هي الضرورة؟
-إذا كان الإنسان بحاجة إلى التفكير فما هي الضرورة؟
-إذا كان الإنسان بحاجة إلى الإنتشار في الارض فما الضرورة؟

ما دفعنا لهذا النوع من الأسئلة هو ما يترتب على الانسان من مدخلات فكرية تأثر بها منذ الصغر، هذا ما وجدنا عليه آباءنا، حيث يقوم الإنسان بطلب العلم لنفسه ويطوي النسيان صفحات نشر هذا العلم لوجه الله يبتغي فيه رضوان الله الذي هو يمثل "الضرورة".
وما يبتغي فيه رضوان الله هو ما أمر الله به كي يقوم برفعة أُمته الذي هو جزء لا يتجزأ منها وهو أحد مفاصلها وكما تعلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد فصّل هذا التراحم في ما بيننا.


مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ . مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى

الراوي :النعمان بن بشير | المحدث :الألباني | المصدر :صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5849 خلاصة حكم المحدث : صحيح | التخريج :أخرجه البخاري (6011)، ومسلم (2586) واللفظ له

المُؤْمِنَ للمؤمنِ كالبُنْيانِ يشدُّ بَعضُهُ بعضًا
الراوي :أبو موسى الأشعري | المحدث :الألباني | المصدر :صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم :1928 | خلاصة حكم المحدث :صحيح التخريج :أخرجه البخاري (6026)، ومسلم (2585).
واستنادًا لما حدَّث به رسول الله الذي علّمه عليم حكيم، أصبحت الضرورة هنا هي أن لا نعصي رسول الله بما قال، وأن نشد على بعضنا، وأن نذكر الله كثيراً، وأن نبتغي هذا العلم رفعة الأمة وتقديم كل ما هو صالح لنصلح به شيئاً من حالنا لعل الله يغفر لنا ويرحمنا وأن يُعطينا مراتب تُرضينا في دار القرار.

وإذا كان الإنسان بحاجة إلى الكلام, فالضرورة هنا بأن نتكلم بما يُرضي الله عز وجل فلا حاجة لنا بكلام لا صلاح به لأمتنا، كما يمكنك الجلوس مع نفسك والكلام بما يصلح لك ولكن لا تنسى من هو بحاجة إلى هذا الكلام.

وإذا كان الإنسان بحاجة إلى المال, فالضرورة هنا بأن تُنفق هذا المال تبتغي فيه رضوان الله عز وجل على نفسك وأن لا تعصي الله حين أمرك بالإنفاق والزكاة والصدقة وإطعام اليتيم والمسكين وابن السبيل.

وإذا كان الإنسان بحاجة التفكير, فالضرورة هنا بأن يكون التفكير خالصاً لله يدعو الإنسان إلى التفكر في خلق الله والتفكر في الأمور التي تُسهم في نهوض الأُمة.

وإذا كان الإنسان بحاجة إلى الانتشار في الأرض, فالضرورة هنا أن يكون هذا الانتشار خالصاً لله متمثلاً بأوامر الله بأن لا تمشي في الأرض مرحاً وأن تمشي في الأرض وتتفكر في خلق الله وأن تسير في الأرض وتتفكر في الخلق الأول والخ . . .


ما كان عصيان ابليس لله وعصيان آدم لله إلا أن قد اختار آدم الإعتراف بذنبه والتوبة إلى الله بينما لم يفعلها ابليس, ولم تكن القضية قضية ابليس بحد ذاته إنما القضية هي ما يمتلكه ابليس من اعتقاد وفكر فيه عصيان مباشر لأمر الله عز وجل عندما أمره بالسجود.

القضية بالترويج لما يحمل من عصيان فهو الذي أخرج أبوينا من الجنة! كما قال الحق سبحانه وتعالى: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27).


فإن كل ما خلق الله عزوجل يعبد الله ولا يعصيه بشيء, حيث قال تعالى: يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1).

أما ابليس كمخلوق فهو عدو لنا وحذرنا الله عز وجل منه كثيراً.

وما بين الحاجة والضرورة طريق صعب لا يختاره إلا الشجاع الذي ضحّى قبل أن يفعلها، ضحّى عندما اتخذ القرار بأن يفعل الضرورة قبل أن يفعلها.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى