




السمعة:
- إنضم22 ديسمبر 2023
- المشاركات 194
- الحلول 1
- مستوى التفاعل 288
- النقاط 63
بسم الله الرحمن الرحيم
أعضاء منتدى شل المميزين، أتمنى أن تكونوا بأفضل حال.
اليوم سوف أقدم لكم درسًا حول موضوع مثير للغاية، مشوق وعميق، عن الحوسبة الكمومية(Quantum computing).
لذا اربطوا أحزمتكم لنذهب في جولة نستكشف فيها معًا هذا العالم المذهل.
مع التطور المتسارع والهائل في عالم التكنولوجيا، تعد السرعة من أهم المقاييس التي تلعب دورًا كبيرًا في هذا التطوًُّر. وهنا تقف الحوسبة الكمومية على أعتاب ثورة تقنية كبيرة جدًا تزيد من سرعة الحاسوب أضعافَ ما علية الآن، والتي قد تؤدي إلى إعادة تعريف قدرات الحاسوب ومعالجة البيانات.
تعتمد الحوسبة الكمومية على مبادئ ميكانيكا الكم التي تدرس الظواهر بشتى أشكالها في أصغر مقياس للجزيئات الذرية، مما يتيح إمكانية الحوسبة على مستويات لا يمكن تحقيقها بالحوسبة التقليدية.
بينما تعتمد الحوسبة التقليدية على البتات (Bits) التي تكون إما 0 أو 1، تستخدم الحوسبة الكمومية البتات الكمومية (Qubits) التي يمكن أن تكون في حالة 0، 1، أو كلاهما في الوقت نفسه (أي نسبة معينة من كل حالة) بفضل عدة مبادئ تعتمدها الحوسبة الكمومية {سنتحدث عنها في هذا الدرس إن شاء الله} .
لتوضيح ذلك بشكل أكبر، أريد منك صديقي أن تتخيل بأنك داخل متاهة كبيرة وعليك إيجاد المخرج.
إذا سألتك ما هي الطريقة التي ستقوم بها لذلك؟ سأخمن الإجابة، ربما ستقول لي: سأجرب كل ممر وكل زاوية حتى أجد الطريق الصحيح.
وبالفعل إجابتك صحيحة (إذا كان تخميني صحيحًا
) ولكن أنا وأنت على علم بأن هذه الطريقة ستأخذ وقتًا طويلًا (وهذه الطريقة أشبه بالحوسبة التقليدية).
ولكن إن أخبرتك أنه يمكنك بشكل مجازي استكشاف كل الممرات في نفس الوقت، وبهذا يمكنك إيجاد الطريق الصحيح بسرعة خيالية، فما هو رأيك؟
بالتأكيد ستنال هذه الطريقة المذهلة إعجابك (هذه الطريقة أشبه بالحوسبة الكمومية).
ولكن السؤال الآن، كيف سيتم ذلك
للإجابة على هذا السؤال تابع معي حتى نهاية الدرس لتتعرف على هذه الطريقة المذهلة في معالجة البيانات.
تستخدم الحوسبة الكمومية وحدات أساسية تسمى الكيوبتات (Qubits)، وتُعتبر مشابهة للبتات (Bits) في الحوسبة التقليدية. يمكن للكيوبتات أن توجد في حالات متعددة في الوقت نفسه بفضل التراكب (Superposition) والتشابك (Entanglement).
أعتقد أنكم الآن تسألون أنفسكم: التراكب؟؟ التشابك؟؟ ماذا تقصدين بذلك؟
أعضاء منتدى شل المميزين، أتمنى أن تكونوا بأفضل حال.
اليوم سوف أقدم لكم درسًا حول موضوع مثير للغاية، مشوق وعميق، عن الحوسبة الكمومية(Quantum computing).
لذا اربطوا أحزمتكم لنذهب في جولة نستكشف فيها معًا هذا العالم المذهل.
مع التطور المتسارع والهائل في عالم التكنولوجيا، تعد السرعة من أهم المقاييس التي تلعب دورًا كبيرًا في هذا التطوًُّر. وهنا تقف الحوسبة الكمومية على أعتاب ثورة تقنية كبيرة جدًا تزيد من سرعة الحاسوب أضعافَ ما علية الآن، والتي قد تؤدي إلى إعادة تعريف قدرات الحاسوب ومعالجة البيانات.
تعتمد الحوسبة الكمومية على مبادئ ميكانيكا الكم التي تدرس الظواهر بشتى أشكالها في أصغر مقياس للجزيئات الذرية، مما يتيح إمكانية الحوسبة على مستويات لا يمكن تحقيقها بالحوسبة التقليدية.
بينما تعتمد الحوسبة التقليدية على البتات (Bits) التي تكون إما 0 أو 1، تستخدم الحوسبة الكمومية البتات الكمومية (Qubits) التي يمكن أن تكون في حالة 0، 1، أو كلاهما في الوقت نفسه (أي نسبة معينة من كل حالة) بفضل عدة مبادئ تعتمدها الحوسبة الكمومية {سنتحدث عنها في هذا الدرس إن شاء الله} .
لتوضيح ذلك بشكل أكبر، أريد منك صديقي أن تتخيل بأنك داخل متاهة كبيرة وعليك إيجاد المخرج.
إذا سألتك ما هي الطريقة التي ستقوم بها لذلك؟ سأخمن الإجابة، ربما ستقول لي: سأجرب كل ممر وكل زاوية حتى أجد الطريق الصحيح.
وبالفعل إجابتك صحيحة (إذا كان تخميني صحيحًا

ولكن إن أخبرتك أنه يمكنك بشكل مجازي استكشاف كل الممرات في نفس الوقت، وبهذا يمكنك إيجاد الطريق الصحيح بسرعة خيالية، فما هو رأيك؟
بالتأكيد ستنال هذه الطريقة المذهلة إعجابك (هذه الطريقة أشبه بالحوسبة الكمومية).

للإجابة على هذا السؤال تابع معي حتى نهاية الدرس لتتعرف على هذه الطريقة المذهلة في معالجة البيانات.

أعتقد أنكم الآن تسألون أنفسكم: التراكب؟؟ التشابك؟؟ ماذا تقصدين بذلك؟

التراكب (Superposition)
التراكب يا أصدقائي ينص على أنه يمكنك إضافة حالتين كموميتين أو أكثر وستكون النتيجة حالة كمومية صالحة أخرى، بمعنى أنه يمكن إيجاد حالة جديدة من تركيب حالة 0 بنسبة معينة مع حالة 1 بنسبة معينة بحيث يكون مجموع النسب سويًا 100%.
وهذا يعني أن احتمالات قياس 0 أو 1 للبت الكمومي في العموم ليست 0.0 ولا 1.0، بل إنها احتمالات بين 0.0 و1.0 ومن الممكن أن لا تُعطي نفس القياسات التي تُجرى على بتات كمومية في حالات متطابقة نفس النتيجة دائمًا. بينما ذلك مستحيل في الحوسبة التقليدية لأن احتمال أن يكون البت 0 أو 1 هو إما 0.0 أو 1.0 فقط، يعني أنها ستُعطي نفس القياسات في الحالات المتطابقة دائمًا.
ولتحقيق التراكب يتم استخدام ظواهر كمومية مثل الدوران الإلكتروني أو حالات الفوتونات، ويتم إعداد الكيوبتات في حالة التراكب باستخدام بوابات كمومية (Quantum Gates) تشبه البوابات المنطقية في الحوسبة التقليدية ولكن تعمل بشكل يتيح التراكب. عند الانتهاء من حسابات التراكب المعقدة قليلًا كثيرًا

التشابك (Entanglement)
أما التشابك، يعني أن حالة كيوبت تؤثر على حالة كيوبت آخر بغض النظر عن المسافة بينهما مما يعني أنه إذا تم قياس حالة أحد الكيوبتات، فإن حالة الكيوبت المتشابك معه ستتحدد فورًا بطريقة معينة.
لنرجع قليلاً إلى مثال المتاهة، أليس لدينا العديد من الممرات؟ أثناء استكشافها، إذا كان الممر A يؤدي إلى الممر B وكان الممر B مغلق، من هذا نستنتج بأن الممر A مغلق بالتأكيد. هذا مثال تقريبي لتوضيح مفهوم التشابك.
ويتم تحقيق التشابك من خلال عمليات معينة بين الكيوبتات في بعض البوابات الكمومية التي تربط الكيوبتات وتجعل حالاتها تعتمد على بعضها البعض.
الحالة المنطقية للكيوبت هي حالة تراكب كمي لحالات الأساس صفر |0⟩ و واحد |1⟩.
الآن لنتعرف على البوابات الكمومية وهل هي مشابهة للبوابات المنطقية {... ,AND, OR, NAND} ؟
يمكننا القول إنهما تعملان بشكل متشابه من حيث الهدف ولكن الاختلاف يكمن في الكيفية، لنرى أهم 3 اختلافات رئيسية:
1. التوازي والتراكب: البوابات الكمومية تستغل ظاهرة التراكب، مما يسمح لها بإجراء عمليات على حالات متعددة في وقت واحد، بينما ذلك لا يتم في البوابات المنطقية التي تعتمد على 0 و1 فقط.
2. التشابك: بعض البوابات الكمومية، مثل بوابة CNOT، يمكنها تشابك الكيوبتات بحيث تؤثر حالة أحدها على الآخر بشكل فوري، بينما لا يوجد بوابات مشابهة لعمل هذه البوابة في الحوسبة التقليدية.
3. القابلية للعكس: جميع البوابات الكمومية قابلة للعكس، مما يعني أن العمليات لا تفقد المعلومات ويمكن الرجوع للخلف لاستعادة الحالة الأصلية. هذا يختلف عن بعض البوابات التقليدية مثل AND وOR التي لا تكون قابلة للعكس بشكل طبيعي.
ومن الأمثلة على البوابات الكمومية:
بوابة هادامارد (Hadamard Gate):
وظيفتها: تأخذ الكيوبت من حالة محددة |0⟩ أو |1⟩ وتحوله إلى حالة تراكب، حيث يكون الكيوبت في الحالتين بنفس الوقت.
بوابة NOT الكمومية (Pauli-X Gate):
وظيفتها: مشابهة للبوابة التقليدية NOT، تقلب حالة الكيوبت من |0⟩ إلى |1⟩ والعكس.
بوابة CNOT (Controlled-NOT Gate):
وظيفتها: تعمل على كيوبتين؛ تتحكم في كيوبت واحد لتغيير الآخر، مثلًا إذا كان الكيوبت الأول في حالة |1⟩ فإنها تقلب الكيوبت الثاني.
بوابة Pauli-Y وPauli-Z:
وظيفتها: تُستخدم لتغيير الطور والحالة للكيوبت، فتقوم بتدوير الكيوبت حول محاور معينة في فضاء بلوخ.

1. التوازي والتراكب: البوابات الكمومية تستغل ظاهرة التراكب، مما يسمح لها بإجراء عمليات على حالات متعددة في وقت واحد، بينما ذلك لا يتم في البوابات المنطقية التي تعتمد على 0 و1 فقط.
2. التشابك: بعض البوابات الكمومية، مثل بوابة CNOT، يمكنها تشابك الكيوبتات بحيث تؤثر حالة أحدها على الآخر بشكل فوري، بينما لا يوجد بوابات مشابهة لعمل هذه البوابة في الحوسبة التقليدية.
3. القابلية للعكس: جميع البوابات الكمومية قابلة للعكس، مما يعني أن العمليات لا تفقد المعلومات ويمكن الرجوع للخلف لاستعادة الحالة الأصلية. هذا يختلف عن بعض البوابات التقليدية مثل AND وOR التي لا تكون قابلة للعكس بشكل طبيعي.


وظيفتها: تأخذ الكيوبت من حالة محددة |0⟩ أو |1⟩ وتحوله إلى حالة تراكب، حيث يكون الكيوبت في الحالتين بنفس الوقت.

وظيفتها: مشابهة للبوابة التقليدية NOT، تقلب حالة الكيوبت من |0⟩ إلى |1⟩ والعكس.

وظيفتها: تعمل على كيوبتين؛ تتحكم في كيوبت واحد لتغيير الآخر، مثلًا إذا كان الكيوبت الأول في حالة |1⟩ فإنها تقلب الكيوبت الثاني.

وظيفتها: تُستخدم لتغيير الطور والحالة للكيوبت، فتقوم بتدوير الكيوبت حول محاور معينة في فضاء بلوخ.
فضاء بلوخ؟ ماذا نعني بهذا المصطلح الغريب؟ ![]() فضاء بلوخ (Bloch Sphere): هو تمثيل ثلاثي الأبعاد يُستخدم لتصور حالات الكيوبت في الحوسبة الكمومية. يعتبر أداة بصرية قوية تُسهل فهم العمليات الكمومية والحالات الكمومية، وهو مفيد بشكل خاص لفهم التراكب (Superposition) والتشابك (Entanglement) وتدوير الكيوبتات. المحاور X, Y, Z في الفضاء تمثل اتجاهات مختلفة يمكن للكيوبت أن يكون في حالة تراكب حولها. **الحالة الكمية: 1) الحالة |0⟩ تكون في الجزء العلوي من الكرة (القطب الشمالي). 2) الحالة |1⟩ تكون في الجزء السفلي من الكرة (القطب الجنوبي). 3) أي نقطة أخرى على سطح الكرة تمثل حالة تراكب بين |0⟩ و |1⟩. |

وظيفتها: تدور حالة الكيوبت حول المحاور X, Y, Z بزوايا محددة، وتسمح بإعداد حالات محددة بدقة.
هناك بعض التطبيقات التي لو استخدمت الحوسبة الكمومية لرأينا فرقًا شاسعًا في أدائها بفضل قدرات هذه الحوسبة الفائقة على معالجة البيانات وحل المشكلات المعقدة بسرعة وكفاءة لا يمكن الوصول إليها بالحوسبة المستخدمة حاليًا، بعض هذه التطبيقات:

• كسر التشفير: الحواسيب الكمومية يمكنها كسر نظم التشفير التقليدية مثل RSA بسرعة كبيرة.
• التشفير الآمن: استخدام التشفير الكمومي لتأمين الاتصالات بطريقة تمنع التنصت.

• تساعد في محاكاة التفاعلات الجزيئية لتسريع اكتشاف الأدوية وتحديد الأدوية الأكثر فعالية بأقل آثار جانبية.

• تُستخدم لتحليل المخاطر المالية وتحسين نماذج التسعير والتحوط، مما يؤدي إلى قرارات استثمارية أسرع وأكثر دقة.

• تساعد في تصميم مواد جديدة وفهم التغيرات المناخية من خلال محاكاة الأنظمة المعقدة مثل المواد والمناخ على المستوى الذري.
على الرغم من كل هذه الإمكانيات المذهلة للحوسبة الكمومية، فإننا لا نزال نواجه تحديات كبيرة في استخدامها عمليًا. لنرى معًا هذه التحديات وتأثير كل منها:
التحدي | توضيح التحدي | تأثير التحدي |
استقرار الكيوبتات (Coherence and Decoherence): | الكيوبتات حساسة جدًا للعوامل الخارجية مثل الحرارة والإشعاع وحتى الاهتزازات الدقيقة. هذه العوامل يمكن أن تسبب فقدان الترابط (Decoherence)، حيث تفقد الكيوبتات حالتها الكمومية بسرعة، مما يؤدي إلى أخطاء في الحسابات. | يقلل فقدان الترابط من الوقت المتاح لإجراء العمليات الكمومية قبل أن تتلاشى الحالة الكمومية، مما يصعب إجراء حسابات طويلة أو معقدة. |
معدلات الخطأ (Error Rates): | العمليات الكمومية تعاني من معدلات خطأ عالية نسبيًا بسبب الطبيعة الحساسة للكيوبتات. الأخطاء قد تنجم عن التداخل أو عدم الدقة في تشغيل البوابات الكمومية. | تحتاج الحواسيب الكمومية إلى خوارزميات تصحيح أخطاء متقدمة لتصحيح هذه الأخطاء، مما يزيد من تعقيد النظام ويستهلك موارد إضافية. |
التبريد ودرجات الحرارة المنخفضة (Cryogenic Cooling): | العديد من تقنيات الكيوبتات، مثل الكيوبتات فائقة التوصيل، تتطلب درجات حرارة منخفضة للغاية تقترب من الصفر المطلق (-273.15 درجة مئوية) للحفاظ على الحالات الكمومية. | يتطلب ذلك أنظمة تبريد معقدة ومكلفة للغاية، مما يزيد من تكلفة بناء وتشغيل الحواسيب الكمومية ويحد من إمكانية استخدامها على نطاق واسع. |
البرمجيات والخوارزميات الكمومية: | الخوارزميات الكمومية الحالية محدودة، وهناك حاجة لتطوير خوارزميات جديدة يمكنها الاستفادة من قدرات الحوسبة الكمومية لحل مجموعة أوسع من المشكلات. | النقص في البرمجيات الفعالة يحد من التطبيقات الحالية للحوسبة الكمومية ويجعلها أقل جاذبية للمستخدمين. |
تكلفة التطوير والبنية التحتية: | تطوير الحواسيب الكمومية يحتاج إلى استثمارات ضخمة في البحث والتطوير والبنية التحتية، بما في ذلك الأجهزة المتخصصة وأنظمة التبريد. | هذه التكاليف العالية تجعل الحوسبة الكمومية غير متاحة حاليًا إلا للمؤسسات الكبيرة والبحثية. |
التكامل مع الأنظمة التقليدية: | الحواسيب الكمومية لن تحل محل الحواسيب التقليدية بالكامل؛ لذا يجب إيجاد طرق للتكامل بين الحوسبة الكمومية والتقليدية لتقديم حلول هجينة. | يحتاج هذا إلى تطوير بروتوكولات وبرمجيات تدعم الاتصال والتنسيق بين الأنواع المختلفة من الحوسبة. |
رغم هذه التحديات، فإن الجهود المستمرة في البحث والتطوير تشير إلى تقدم كبير في التغلب على هذه العقبات.
ويُتوقع أن تتحسن التكنولوجيا الكمومية تدريجيًا، مما يفتح الباب لمزيد من التطبيقات العملية في المستقبل.
آمل أن يكون هذا الشرح قد ساهم في توضيح المفاهيم الغامضة وزيادة معرفتكم بالحوسبة الكمومية، وأن يكون قد أضاف قيمة لمعلوماتكم في هذا المجال المثير.
إن أصبت ففضل من الله ومنه، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
التعديل الأخير بواسطة المشرف: