




السمعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
إخوتي بالله إنّ الطوفان قادم لا محالة وأكثرنا هالك، فـ والله لنسأل عن تقاعسنا وتخاذلنا لنصرة دين الحق وصمتنا لن يكون مبررًا لله عز وجل وسنكون حطبا لجهنم.
لماذا لا نتحرك؟ لماذا لا نفعل شيء تجاه قضيتنا الوجودية؟ لماذا نحن قاعدون ومثبّطون؟
بعد البحث عن الأسباب وجدت أنّه من إحدى أهم الأسباب التي تمنعنا من فعل شيء هي القيود.
أريد أن أستيقظ لصلاة الفجر في المسجد، ولكن النوم يغلبني.
أريد أن أُنفق الكثير من مالي في سبيل الله ولكن أجد أن الإنفاق على بيتي وأولادي وتوفير ما يحتاجون إليه وادخار ما يفيض من مالي أولى عندي.
أريد أن أتعاون مع العاملين للإسلام، لكني أجبن وأخاف.....
أريد ترك التعلق بمشاهدة المباريات وتتبع نتائج الفرق الرياضية وكذلك المسلسلات والأفلام ولكني لا أستطيع
أريد أن أعيش هموم المسلمين ولكن أجد أن هموم التخطيط لمستقبلي ومستقبل أولادي تسيطر علي.
أريد ترك التفاخر بنفسي والمباهاة بإنجازاتي فلا أستطيع... أريد....... أريد.......
بين القول والعمل كلنا نشكي ولكن بدرجات متفاوتة فهناك بلا شك مسافة كبيرة تفصل بين القول والفعل وبين الواجب والواقع.
نتمنى فعل أشياء كثيرة ولكن لا نستطيع فعلها.
نرى حوادث الطرق الأليمة أمامنا فنتذكر الموت وكيف أنه قريب منا فنخشى على أنفسنا ومن قلة استعدادنا للقاء الله ومع ذلك لا يتغير سلوكنا وكأن هناك قيودًا تمنعنا من الحركة وتحول بيننا وبين فعل ما نريد..
في بالفعل كذلك فعندما يكبل القلب بالقيود والاثقال فان صاحبه يعجز ويتثاقل عن الحركة.. لقوله تعالى يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) التوبة 38
إن هذه الآية نزلت عندما تباطأ بعض الصحابه في الخروج مع رسول الله لغزوة تبوك وذلك بسبب الحر الشديد وقرب نضج ثمار التمر. لقد شخّص القرآن الكريم عدم سرعتهم في تلبية النداء بالخروج إلى الأرض وجعلتهم لا يستطيعون النفرة بسهولة..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
إخوتي بالله إنّ الطوفان قادم لا محالة وأكثرنا هالك، فـ والله لنسأل عن تقاعسنا وتخاذلنا لنصرة دين الحق وصمتنا لن يكون مبررًا لله عز وجل وسنكون حطبا لجهنم.
لماذا لا نتحرك؟ لماذا لا نفعل شيء تجاه قضيتنا الوجودية؟ لماذا نحن قاعدون ومثبّطون؟
بعد البحث عن الأسباب وجدت أنّه من إحدى أهم الأسباب التي تمنعنا من فعل شيء هي القيود.
أريد أن أستيقظ لصلاة الفجر في المسجد، ولكن النوم يغلبني.
أريد أن أُنفق الكثير من مالي في سبيل الله ولكن أجد أن الإنفاق على بيتي وأولادي وتوفير ما يحتاجون إليه وادخار ما يفيض من مالي أولى عندي.
أريد أن أتعاون مع العاملين للإسلام، لكني أجبن وأخاف.....
أريد ترك التعلق بمشاهدة المباريات وتتبع نتائج الفرق الرياضية وكذلك المسلسلات والأفلام ولكني لا أستطيع
أريد أن أعيش هموم المسلمين ولكن أجد أن هموم التخطيط لمستقبلي ومستقبل أولادي تسيطر علي.
أريد ترك التفاخر بنفسي والمباهاة بإنجازاتي فلا أستطيع... أريد....... أريد.......
بين القول والعمل كلنا نشكي ولكن بدرجات متفاوتة فهناك بلا شك مسافة كبيرة تفصل بين القول والفعل وبين الواجب والواقع.
نتمنى فعل أشياء كثيرة ولكن لا نستطيع فعلها.
نرى حوادث الطرق الأليمة أمامنا فنتذكر الموت وكيف أنه قريب منا فنخشى على أنفسنا ومن قلة استعدادنا للقاء الله ومع ذلك لا يتغير سلوكنا وكأن هناك قيودًا تمنعنا من الحركة وتحول بيننا وبين فعل ما نريد..
في بالفعل كذلك فعندما يكبل القلب بالقيود والاثقال فان صاحبه يعجز ويتثاقل عن الحركة.. لقوله تعالى يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَا لَكُمۡ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ أَرَضِيتُم بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِۚ فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ) التوبة 38
إن هذه الآية نزلت عندما تباطأ بعض الصحابه في الخروج مع رسول الله لغزوة تبوك وذلك بسبب الحر الشديد وقرب نضج ثمار التمر. لقد شخّص القرآن الكريم عدم سرعتهم في تلبية النداء بالخروج إلى الأرض وجعلتهم لا يستطيعون النفرة بسهولة..
حقيقة القيود:
إذًا فالذي يمنعنا من فعل ما يرضي الله عز وجل هي الأثقال والقيود التي تجعلنا في حالة من التثاقل إلى الارض والرضى بالحياة الدنيا مع الأخذ في الاعتبار أن تلك القيود مكانها القلب أي أنها تتواجد في داخل الإنسان وفي المقابل فإن القيود الخارجية التي قد تُفرض على العبد لا يمكنها أن تمنعه من فعل ما يرضي الله وفي حدود استطاعته وإن كنت في شك من هذا... فماذا نقول عن الشهيد المجاهد الشيخ احمد ياسين رحمه الله الذي كان مشلولًا، قعيدًا، مسنّاً، ومع ذلك بذل لهذا الدين ما يعجز عنه آلاف الأصحاء والأسوياء. انظر إلى سيرته وأعماله وجهده لتعرف حقا هل كان حراً أم مقيدا!!
قيودنا:
فإن كان الأمر كذلك فليكن كل منا صريحًا مع نفسه وليسألها ما الذي يمنعني من الحركه والبذل والتضحية لهذا الدين!!
ما هي القيود التي قيدتني وجعلتني أتثاقل إلى الأرض!
أليس الخوف على الحياة وعلى العيش الآمن فيها قيدًا يقيدني ويمنعني من العمل للإسلام, أليس الخوف من البطش والإيذاء الذي يصيب بعض العاملين للإسلام يجعلني أغلق على نفسي باب بيتي!
أليس الخوف على المستقبل والوظيفة وضياع مصدر الدخل يقيد قلبي, أليس حب الراحة وكراهية المشقة يمنعني من الاستيقاظ لصلاة الفجر, أليس الخوف على المال الذي جمعته والأملاك التي اقتنيتها والمشاريع التي أشارك فيها تجعلني أفكر كثيرًا قبل الإقدام على أي خطوة تخدم الإسلام!!
أليس التعلق بالزوجه والأولاد والخوف من مفارقتهم ومن المصير المجهول الذي قد يتعرضون له يجعلني أتثاقل إلى الأرض أليس حب التمتع بالشهوات والذهاب إلى المصايف والمتنزهات قيدًا يقيدني ويمنعني من فعل ما يرضاه الله ويحبه.
أليست التطلعات الدنيويه وأحلام الثراء التي أتمنى تحقيقها تجعلني أُنهك عقلي بالتفكير وتجذبني إلى الأرض كلما هممت بالتضحية في سبيل الله!!!! أليس حب الذات والشعور بالرفعة والعزة الذاتية يمنعني من قبول النصح والنقد واتباع الحق!
أليس........ أليس......... أليس الأمر كذلك أم ماذا تظن أنه يقيدنا!!
حب الدنيا
لو نظرنا إلى هذه القيود وبحثنا عن القاسم المشترك بينها لوجدناه هو حب الدنيا..
فعلى سبيل المثال : الخوف من الإيذاء والبطش والموت مع إرادة العيش الطيب الآمن المطمئن في الدنيا ما هو إلا صورة من صور حب الدنيا والتعلق الشديد بها هذه الصورة بينها القرآن الكريم في قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا (77) أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ۗ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا. النساء 77-78.
السجن
إذًا فحب الدنيا هو السبب الرئيسي للقيود التي تقيدنا. حب الدنيا هو القفص الذي سجنا فيه فلا نستطيع منه فكاكًا حب الدنيا هو الذي استدعى غضب الله علينا. ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم" إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم"
صحيح أخرجه ابو داوود في سننه عن ابن عمر وصححه الألباني في صحيح الجامع ح 423
يوشع بن نون
يحكي لنا التاريخ أن سيدنا موسى عليه السلام أراد أن يدخل ببني إسرائيل الأرض المقدسة فرفضوا الدخول معه وخافوا وجبنوا. لقوله تعالى: يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ (21) قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ. المائدة 21-22
فعاقبهم الله عز وجل على ذلك وحكم عليهم بالتيه في الأرض لقوله تعالى: قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26) ۞ المائدة
26
في هذه الفتره مات موسى عليه السلام وتولى يوشع بن نون عليه السلام قيادة بني إسرائيل من بعده ومرت السنين وظهر جيل جديد من بني إسرائيل وأراد النبي أن يدخل الأرض المقدسة ببني اسرائيل وهو يعلم جيدًا ماذا حدث في السابق من خوف وجبن وتعلق بالدنيا فهل أخذهم جميعًا معه أم ماذا فعل؟!
جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ( غزا نبي من الأنبياء ،فقال لقومه : لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ،ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ،ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها ،فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك ، فقال للشمس : إنك مأمورة وأنا مأمور ،اللهم احبسها علينا ،فحبست حتى فتح الله عليه ، فجمع الغنائم ،فجاءت - يعني النار- لتأكلها فلم تطعمها ،فقال : إن فيكم غلولا ،فليبايعني من كل قبيلة رجل ،فلزقت يد رجل بيده ،فقال : فيكم الغلول ،فليبايعني قبيلتك ،فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده ،فقال : فيكم الغلول ،فجاءوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب ،فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ،ثم أحل الله لنا الغنائم ،رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا ) .
لو تاملنا في هذا الحديث ونظرنا للشروط التي اشترطها هذا النبي على من يخرج معه للغزو لوجدنا أن الجامع المشترك بينها هو عدم التعلق بالدنيا عدم التعلق بشيء يجعل صاحبه مشغول البال ومن ثم يكون حريصًا على الحياة لكي يعود إليه. والجدير بالذكر أنه عندما خرج هذا النبي بهؤلاء الخلّص وكان ذلك يوم الجمعة كان عليه أن ينتهي من القتال قبل غروب الشمس حتى لا تدخل عليه ليلة السبت والقتال فيها وفي يوم السبت كان محرمًا عليهم ولكن الذي حدث أن الغروب كان قد دنا موعده دون أن ينتهي من مهمته فماذا فعل قال للشمس أنت مأموره وأنا مامور اللهم احبسها علينا فاستجاب الله له وأخر غروب الشمس وظلت في السماء حتى انتهى من مهمته
إن التأييد الإلهي حدث بعد أن تجرد الجيش له سبحانه فلم يخرج المقاتلون إلا من أجله وهذا ما يريده الله منا الآن وقد أشار النبي - صلى الله عليه وسلم – إلى هذا المعنى في قوله : ( من جعل الهموم هما واحدا هم المعاد ، كفاه الله هم دنياه ، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا ، لم يبال الله في أي أوديته هلك ) رواه ابن ماجه ، وقوله : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) رواه الترمذي .
فلكي نخرج من مرحله التيه التي نعيش فيها منذ فتره طويلة لابد من وجود جيل حر لا يتعلق قلبه بشيء من الدنيا الله غايته والرسول قدوته والجهاد سبيله والموت في سبيل الله أسمى أمانيه
كيف نحطم القيود
ولكن كيف نحطم القيود والأغلال التي تكبلنا؟! وكيف نحرر قلوبنا من أسر الدنيا وننطلق إلى الله محبين طائعين مجاهدين صابرين متآخين؟
نعم هذا هو مربط الفرس وبيت القصيد فنقطه البداية التي ينبغي أن نبدأ منها لكشف الغمة ورفع العذاب وعودة المجد والعزة للأمة تبدأ بتحرير أنفسنا وتحطيم قيودنا
المطلوب إذًا وسيلة نستخدمها لذلك المطلوب دواء يطهر قلوبنا ويعيد لنا عافيتنا فما هو هذا الدواء وأين هي هذه الوسيلة؟
ما هو هذا الدواء الذي يسع جميع أفراد الأمة ويقوم بعقد الصلح بينها وبين الله؟
إنه القرآن الكريم
إن هذا الدواء المعجزة موجود بيننا وجاهز للاستعمال ومتوافر في كل بيت وينتظر فقط من يتناوله ويستشفى به إنه القرآن، أي وربي القرآن المعجزة العُظمى التي اختص الله عز وجل هذه الأمة بها إنها القرآن الذي أنزله الله من السماء إلى الارض ليشفي به الصدور ويحرر به القلوب من قيودها ويعيد تشكيل الإنسان من جديد ليخرج من خلاله عبدًا ربانيًا محبًا طائعًا له مجاهداً ومضحيًا في سبيله صابر على بلائه شاكرًا لنعمته.
إنه أفضل وسيلة للتغيير والتقويم تقويم المعوج من تصوراتنا وسلوكنا وأفئدتنا هذا القرآن الذي بين أيدينا قادر بإذن الله على أن يأخذنا برفق إلى الله يصالحنا معه فيستبدل غضبه عنا برضاه.
أقبِل على القرآن ولا تخف فمصنعه وماكيناته جاهزه لاحداث التغيير الهادئ المستتر العميق داخلك كل ما هو معوج سيتم تقويمه هذا هو شأنه وتلك هي حقيقته شيء لا يمكن تخيله ولا وصفه والقرآن يؤكد في نفس العبد مفهوم العزة الحقيقي وأنه لا قيمة له إلا بالله فينتج عن ذلك أن يصبح الواحد منا صغيراً عند نفسه متواضعًا منكسرًا لله عز وجل ذليلاً لإخوانه المؤمنين.
والقرآن هو الذي سيحطم داخلنا جدار الخوف، الخوف على المستقبل الخوف على الحياة الخوف على الأهل والأولاد الخوف على الأموال والممتلكات. القرآن هو الذي سيجعلنا نغض أبصارنا عما حرم الله ويجعلنا كذلك وقّافين عند حدوده خائفين من أي خطأ ولو يسير نرتكبه في حقه سبحانه أو في حقوق الآخرين.
ومع هذا كله فليس المقصد من ذلك ترك كل شيء والتفرغ للقرآن أو الاستغناء به عن السنة المطهرة فالسنه صنو القرآن وشارحه له ومبينه لما أجمل ما فيه ولكن المقصد أننا نحتاج القرآن كوسيلة ودواء يعيد لنا توازننا ويصلحنا مع الله ويقربنا أكثر وأكثر من رسولنا عليه أفضل الصلوات والتسليم ومن الإلتزام بسنته ويدفعنا لتأدية الوسائل الأخرى بسهوله ويسر
وبعبارة أخرى القرآن هو الوسيلة الأكيدة لإيقاظ الفرد من غفلته وجعله في حاله دائمه من الإنتباه فيسهل عليه بعد ذلك أداء ما هو مطلوب منه باعتبار أنه أفضل مولد للطاقة والوقود اللازم لحياة القلب وقيامه بما هو مطلوب منه في رحلته إلى ربه والأمر اللافت للإنتباه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد في أحاديثه أن المخرج من الفتن التي قد تتعرض لها الأمة هو القرآن الكريم.
هذا واستغفر الله العظيم وأتوب إليه فإن أصبت فمن الله وفضله وعلمه وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان
اللهم نسالك أن ترزقنا الجهاد في سبيلك و تصلح حال المسلمين في كل مكان وزمان اللهم إخواننا وأهلنا في غزة وفلسطين وكل من يرفع راية الإسلام الحق ويجاهد في سبيلك مرضاة لك ولرسولك الكريم
نسال الله الثبات على الحق والإخلاص في النية لله عز وجل
التعديل الأخير بواسطة المشرف: