مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

وانتصرت غزة!


السمعة:

بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أوّلًا، يَسرُّ إدارة شبكة شل العربية، تهنئة الأمة الإسلامية بالنصر العظيم الذي أُبهِجَت به نفوسنا وشفى الله به صدور قوم مؤمنين، ونسأل الله أن يتغمد شهداءنا بالرحمات، وأن يُلحقنا بهم، وبالأنبياء والصديقين، والشهداء.

أما بعد ..
في الفترة القادمة ستجد بعض المنبطحين المثبطين المحبطين من المسلمين يتحدثون عن هزيمة المسلمين، ويدعمون رواية الغربيين والمتصهينين.

فإياكم والاستماع لهم
فهؤلاء لم يعرفو معنى الإسلام، لم يعرفوا مفهوم النصر والهزيمة في الإسلام، فمهوم النصر والهزيمة لدى المسلم يختلف اختلافًا كُليًّا عن مفهوم النصر والهزيمة لدى غير المسلم، فهم لم يعرفوا معنى العزة والكرامة بعد، يقول الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون)).
إخوة الإسلام!
علينا أن نعرف مفهوم النصر والهزيمة في الإسلام؛ حتى لا ينال منا أعداؤنا وأتباعهم من المنافقين، فمهوم النصر لدينا كمُسلمين مُختلف تمامًا عن أي مفهوم لدي أي حضارة، أو دين، أو أيدولوجية.
1737010854996.webp


ما هو النصر ؟
النصر في مفهوم غير المسلمين مرتبط بالقتل والإبادة والإنهاء، مفهوم النصر والهزيمة لديهم يتمثل فيمن كلف الآخر خسائر دنيوية أكبر، وهذه همجية عمياء أقرب ما تكون لهمجية البهائم، أما الإسلام فالأمر مختلف تماما وفيه الكثير من الحكم والرقي.
فحتى نعرف مفهوم النصر في الإسلام علينا أن نعرف أوَّلًا أن النصر قد تكفل به الله لعباده المؤمنين الطائعين الساعين في سبيله، فيقول الله عز وجل في الفرقان العظيم : (( يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) ويقول تبارك وتعالى أيضا : (( بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم )) ويقول في سورة أخرى : (( إنا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد )).
فالنصر وعد من عند الله وهو الذي يتكفل به فجنود الله غير معلومي العدد والكيفية، يقول الله تعالى : (( وما يعلم جنود ربك إلا هو )).
من هذا نستنتج أن النصر قد يحدث بأشكال كثيرة وطرق شتى، وطريقة النصر تكفل بها الله، سواء بجنوده من عباده البشر المؤمنين أو غيرهم.
النصر أيها الإخوة يتغير بتغير الأحوال والزمان والمكان فما فائدة انتصار المسلم على عدوه إن خسر المسلم دينه وعقيدته في نهاية الحرب ؟ هل هذا يدعى نصر ؟؟ لا أخي الكريم بل هذه هزيمة حتى لو تفوقت عليه عسكريا وتقنيا وعلميا، فأنت منتصر بالمفهوم السائد بين كل الأقوام ولكنك منهزم ذليل بمعايير الإسلام خسرت دنياك وآخرتك.


أشكال النصر :

1 - النصر المرفق بالتمكين ..
وهذا النصر هو النصر الذي يظفر به المؤمن على عدوه وتصل إلى درجة أخذ أراضي أو فتح بلاد، او استرداد أرض محتلة من يد عدو، فهذا نصر وتمكين تام، تمكن فيه المسلم من حفظ أرضه وماله وعرضه ودينه، وأمثلته في التاريخ كثيرة كفتح مكة وغزوات النبي صلى الله عليه وسلم التي تلاها فتح أراضي كغزوة تبوك وخيبر إلخ .. يقول الله تعالى : (( إذا جاء نصر الله والفتح (1) ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا (2) فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا (3)) .

2 - النصر الإلهي ..
قد يقول قائل : النصر كله من عند الله فما هذا الذي تقول ؟؟
صحيح أن النصر كله من عند الله ولكن أحيانا يكون العبد ضعيفا أو غير قادر على إحداث تغيير مادي كبير، وهنا يتدخل النصر الإلهي، النصر الذي يأتي من عند القوي، ملك الملوك وقاضي السماء الذي لا يعجزه أحد، ويكون هذا النصر بأشكال كثيرة منها تسليط جنود الله على أعداء الله وأعداء المسلمين والرسل، يقول الله تبارك وتعالى : (( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين )). فهنا أيد الله تعالى عباده المؤمنين بجند من جنوده وهو السكينة، ثم أنزل جنودا اخرين لا نعلمهم من أجل تثبيت المؤمنين وتعذيب الكافرين، وربما يكون لدينا فكرة عن نوعية الجنود الذين أنزلهم الله على عباده ولكن في غزوة بدر، فقد قال الله تعالى: ((إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين * وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم ومالنصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم )) في هذه الآية ذكر الله أكثر من نوع من المدد والعون أولها كان ألف من الملائكة ومن ثم كان مدد الطمأنينة، وذكر لاحقا في نفس السورة : (( إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان )) في هذه الاية ذكر الله أحد جنوده وهو الثبات في اليوم الذي تزل فيه الأقدام، وذكر أيضا في سورة ال عمران (( إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين)) ومن المعلوم أن جبريل قد نزل في يوم بدر لقتال الكافرين وقد رأى المسلمون جنودا لم يعرفوها في هذه الملحمة العظيمة.
وهكذا كان النصر في الغزوات وفي مواضع أخرى من التاريخ لن يسعفنا ذكرها.
النصر الإلهي له شكل آخر أيضا، وهو أن يسلط الجند فقط لحماية المؤمنين أو الانتقام لهم، كما حدث مع نوح عليه السلام عندما أنجاه الله ومن معه في الفلك، فهذا كان نصر له على قومه، كذلك عندما نجى الله لوطا وأهله من قومه، فلم يكن لوطا مقاتلا بأي شكل من الأشكال بل هرب وترك بلده وبيته وماله وخسر امرأته، ومع ذلك كان هذا نصرا له عليهم، فقد أرسل الله الملائكة ومنهم جبريل وميكائيل لتعذيب قوم لوم وإهلاكهم بما عصو، فعلى الرغم من خسارة سيدنا لوط لكل شيء إلا أنه حفظ ماله ودينه وعرضه وعاقب الله القوم الظالمين أن أهلكهم حتى أن أهل السماء سمعو نباح كلاب هؤلاء القوم المعذبين.
ولنا في أحداث اليوم عبرة، فإذا نظرنا إلى التكلفة المادية فقط للحرب على غزة وكم تكبدت غزة من خسائر مادية، ستجد أنها حوالي 20 مليار دولار منذ 7 اكتوبر 2023 حتى اللحظة أي سنتين و3 أشهر، بينما بأمر إلهي واحد تكبدت الولايات المتحدة خسائر بقيمة 275 مليار دولار في أقل من أسبوعين فقط،
أمر الله عظيم وقوته بالغة لا يتصورها عقل، ومهما تقدمنا وظننا أننا قادرون على هذه الأرض تجد الله يرسل لنا إشارات بأننا لن نتمكن من ذلك ولن نستطيع، وأنه لو أراد بأمر واحد فقط ينهي كل شيء على الأرض، يقول الله تبارك وتعالى في القران الكريم : (( حَتَّىٰ إِذَآ أَخَذَتِ ٱلْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَٱزَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَٰدِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَىٰهَآ أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًۭا فَجَعَلْنَٰهَا حَصِيدًۭا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِٱلْأَمْسِ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ ))
فتفكر أيها المسلم، تفكر أيها الإنسان في قوة الله وما أعظمها من قوة.

النوع الأخير من النصر قد يأتي بعد قتل العباد المؤمنين كما حدث مع أصحاب الأخدود، يقول تعالى : (( قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4)> النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5)> إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6)> وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)> وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8)> الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9)> إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10)> إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11
فبالرغم من أن أصحاب الأخدود قد تم حرقهم جميعا أحياء رجالهم ونساؤهم وأطفالهم إلا أنهم لم يموتو إلا بعدما تم إقامة الحجة على الملك وجنوده ولكن الله سمى استشهادهم بالفوز العظيم، أما العقاب الذي لحق بالملك وجنوده وساحره فسماه الله بعذاب الحريق وبإمكانك أن تقرأ عن معناها وستعرف إلى أي درجة يكون عذابهم الان وفي الاخرة أشد.
فكما نرى مفهوم النصر والهزيمة مختلف لدينا تماما وبالنظر إلى وضع إخواننا في غزة فقد تخلصو من الكثير من الخونة والعملاء وثبت إيمانهم ورزقهم الله الشهادة وتحققت النبوءة القرآنية بسوءة الوجه لبني إسرائيل في الإفساد الثاني لهم حيث قال الله تعالى: (( وقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِيٓ إِسْرَٰٓءِيلَ فِي ٱلْكِتَٰبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّۭا كَبِيرًۭا * فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًۭا لَّنَآ أُو۟لِى بَأْسٍۢ شَدِيدٍۢ فَجَاسُوا۟ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًۭا مَّفْعُولًۭا * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَٰكُم بِأَمْوَٰلٍۢ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَٰكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ ۖ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ۚ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلْءَاخِرَةِ لِيَسُـُٔوا۟ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا۟ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍۢ وَلِيُتَبِّرُوا۟ مَا عَلَوْا۟ تَتْبِيرًا ))
نصر الله قريب وسيأتي بالطريقة التي يراها الله مناسبة وعلينا نحن أن نعمل ونجتهد ونسعى ولا نعطي مجالا لشياطين الإنس والجن لإحباطنا وتثبيط عزائمنا.

فرج الله الكرب عن أمة الإسلام ورزقنا الله النصر والتميكن أو الشهادة في سبيله ونحن نحاول .
إن أحسنت فمن الله وإن أسأت فمن نفسي والشيطان
دمتم في أمان الله
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

آخر المشاركات

فانوس

رمضان
عودة
أعلى