مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

تذكير لطالب مقبل على الإمتحانات

MinaMina is verified member.

{ | مشرف سابق | }
.:: كاتب تقني ::.

السمعة:

بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه رب العالمين،
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين


بما أن أغلبنا طلبة ومع اقتراب فترة اجتياز الإمتحانات أردت أن أذكر نفسي وإياكم بأهمية تجديد النية مع الله وإخلاص عملنا له ,وتذكروا أنكم إذا سألتم فإنكم تسألون الله وأن الله سميع الدعاء ومجيب له , وأن الله عظيم يعطي على قدر عظمته لا على قدر جهدنا ولا عملنا فلا يغترن أحدكم بتحضيره الجيد واجتهاده ويغفل أن التوفيق محض منّة من الله قال تعالى حكاية عن نبيه شعيب: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} اشكروا الله ان وفقكم لما أنتم عليه اليوم وان هَيِءَ لكم الأسباب.

ولا على من لم يحضر بالشكل المطلوب اليأس بل لو بقي بينك وبين الإمتحان ساعة فأنت مطالب أن تتوكل على الله وأن تعقد النية خالصة لوجهه وأن تحضر فيها ما استطعت. ولا تنسوا ان تسألوا أنفسكم على الدوام. لماذا ادرس؟ ولماذا اجتهد؟

لا يخفى علينا اليوم طبيعة الجامعات والمنظومات التربوية والتدريسية وأنها بنيت على أساس القولبة التي تتعمد إخراج جيل تحت قالب واحد وتفكير واحد موجه.

مع ذلك لا تكرهوا الدراسة ولا الجامعات والمدارس , لأن مقامك حيث أقامك الله ,وإذا كنت اليوم طالب فلا تتحجج بتدهور المستوى التعليمي ولا تراجعه وان تحدث نفسك قائلًا إن الجامعة اليوم تمنع عنك فعل الكثير من الأشياء التي تراها من وجهة نظرك أنها أفيد لك ولمجتمعك كالتفرغ لدراسة العلوم الشرعية أو التعبد أو غيره الكثير من الأفكار التي تخطر ببالنا جميعًا كمسلمين والخوف كله أن هذا كله حديث نفس , بالنهاية لا يجب أن نتوقع أن الطريق سهل بل يتطلب منا صبر وجهاد وفعل ما أكرهنا عليه , فمتى سنتعلم الصبر إذا تخلينا في كل فرصة عن ما نظنه أنه أقل من ما نتوقع أن نجده في فعل أمر آخر ؟

إذا أقامك الله في أي مقام عليه أن يجد منك الإخلاص والإجتهاد وإتقان العمل فيما وضعك فيه فلا تتوقع أن تكون متقنًا لصلواتك وعبادتك وأنت مستهتر في عملك ودراستك بل وأقل من ذلك بكثير. إذا وقع بين يديك أي عمل سارعت لإكماله وتسليمه غير متقن وحجتك دائمًا أنك مربوط بمشاغل أهم تلك هي التي تستوجب منك الإتقان دون غيرها ! وحتى لو أردت الاستهتار في جميع الأمور ما عدى الصلاة و بذلت كل جهدك لإتقانها لن تفعل ! لست لأنك لا تريد حاشاك بل لإنك لا تستطيع ! لأن مدخلات الإتقان غير موجودة وغير متجذرة فيك.

إن أبسط الأمور في حياتنا اليوم تتطلب منا الإتقان ,إن تسمع أحد بتمعن لآخر الكلام يتطلب منك الإتقان والصبر على كلامه وعدم التسرع للرد والانتصار لرأيك ..
وفي زمن يدعونا للتشتت وإنجار القليل الناقص من كل شيء يجب علينا أن نثبت ونتعلم إتقان العمل ولو كان عملنا قليلًا في ميزان اليوم . وتذكروا دائمًا دائمًا إخوتي في الله أن ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.

وفقكم الله وسدد خطاكم لما فيه الخير وجعلكم من أهله.
أختكم مينا 🦋 .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
بارك الله فيكِ أختنا ... صدقاً كلام سليم ومهم جداً ....
جزاك الله خيراً على هذا الطرح وشكراً على التذكرة ....
 
  • Love
التفاعلات: Mina

آخر المشاركات

عودة
أعلى