بسم الله الرحمن الرحيم
بين قومٍ عُرفوا بأنهم الأكثر وحشية و دموية في تاريخ البشرية نشأ كشعلة النور بين الظلام فاصلاً بين الحق و الباطل محارباً قومه و أسرته لأجل ربٍّ واحد و دينٍ واحد مُمَهِّداً بدوره لحضارات عظيمةٍ تلته.
سنتحدث في مقالنا اليوم عن بركة بن جوجي بن جنكيز خان.
*صورة تخيلية لبركة خان بناءً على وصفه.
ولد بركة خان حوالي 1212م في أسرة ملكية مغولية لجوجي المؤسس الأول للقبيلة الذهبية و هي إحدى فروع الإمبراطورية المغولية.
نشأ بركة خان وسط ثقافة حربية وتقاليد مغولية صارمة، وتلقى تدريبًا عسكريًا مكثفًا منذ صغره.
كانت أراضي القبيلة الذهبية مُلتقى للتجار و الدعاة المسلمين الذين كان لهم الدور الكبير في إنتشار الإسلام حينها و من تفاعل بركة خان معهم اعتنق الإسلام و كان اعتناقه صادقًا وعميقًا، إذ لم يكن مجرد اعتناق سياسي بل إيمانًا حقيقيًا انعكس على سياساته لاحقًا.
لبركة خان مواقف تاريخية لا تنسى في دفاعه و غيرته على المسلمين حتى ضد بني جلدته إذ حاربَ هولاكو حروباً دمويةً ضروس بجيوشٍ جرارة كان لبركة خان الظفر في أغلبها.
عندما صعد بركة خان على سدة الحكم بعد أخيه باتو خان عام 1257م أصبح أول حاكم مغولي مسلم يحكم القبيلة الذهبية إذ قام بتوحيد القبيلة البيضاء والزرقاء كجناحين لإمبراطورية واحدة تسمى القبيلة الذهبية، وأصبح أول خان عظيم لخانية القبيلة الذهبية وأعلن سُكان مدن كبرى مثل بُخارى وسمرقند ولاءهم له، وشكّل صعوده تغييرا جذرياً لخرائط العالم الإسلامي السياسية والإستراتيجية بعد كارثة الغزو المغولي، ووفر كذلك رافعة معنوية لسلسلة من الإمبراطوريات الإسلامية اللاحقة مثل التيمورية والصفوية والعثمانية ومغول الهند وأيضا الأمراء التتار.
*خانيَّة القبيلة الذهبيَّة في أقصى امتدادها. بين قومٍ عُرفوا بأنهم الأكثر وحشية و دموية في تاريخ البشرية نشأ كشعلة النور بين الظلام فاصلاً بين الحق و الباطل محارباً قومه و أسرته لأجل ربٍّ واحد و دينٍ واحد مُمَهِّداً بدوره لحضارات عظيمةٍ تلته.
سنتحدث في مقالنا اليوم عن بركة بن جوجي بن جنكيز خان.
*صورة تخيلية لبركة خان بناءً على وصفه.
ولد بركة خان حوالي 1212م في أسرة ملكية مغولية لجوجي المؤسس الأول للقبيلة الذهبية و هي إحدى فروع الإمبراطورية المغولية.
نشأ بركة خان وسط ثقافة حربية وتقاليد مغولية صارمة، وتلقى تدريبًا عسكريًا مكثفًا منذ صغره.
كانت أراضي القبيلة الذهبية مُلتقى للتجار و الدعاة المسلمين الذين كان لهم الدور الكبير في إنتشار الإسلام حينها و من تفاعل بركة خان معهم اعتنق الإسلام و كان اعتناقه صادقًا وعميقًا، إذ لم يكن مجرد اعتناق سياسي بل إيمانًا حقيقيًا انعكس على سياساته لاحقًا.
لبركة خان مواقف تاريخية لا تنسى في دفاعه و غيرته على المسلمين حتى ضد بني جلدته إذ حاربَ هولاكو حروباً دمويةً ضروس بجيوشٍ جرارة كان لبركة خان الظفر في أغلبها.
عندما صعد بركة خان على سدة الحكم بعد أخيه باتو خان عام 1257م أصبح أول حاكم مغولي مسلم يحكم القبيلة الذهبية إذ قام بتوحيد القبيلة البيضاء والزرقاء كجناحين لإمبراطورية واحدة تسمى القبيلة الذهبية، وأصبح أول خان عظيم لخانية القبيلة الذهبية وأعلن سُكان مدن كبرى مثل بُخارى وسمرقند ولاءهم له، وشكّل صعوده تغييرا جذرياً لخرائط العالم الإسلامي السياسية والإستراتيجية بعد كارثة الغزو المغولي، ووفر كذلك رافعة معنوية لسلسلة من الإمبراطوريات الإسلامية اللاحقة مثل التيمورية والصفوية والعثمانية ومغول الهند وأيضا الأمراء التتار.
تحولت القبيلة الذهبية في عهده من كيان مغولي تقليدي إلى دولة إسلامية، حيث شجع بناء المساجد و المدارس واعتمد الشريعة الإسلامية في جوانب الإدارة، دون أن يتخلى عن التقاليد المغولية في الحكم.
و هذا إن دل يدل على مرونة أحكام الإسلام و تناغمها مع جميع الشعوب على اختلاف عاداتهم و تقاليدهم.
حروبه مع هولاكو و تعاونه مع المماليك:
كان لبركة خان دور كبير في تأخير سقوط بغداد بسبب نفوذ أخيه باتو الذي كان يشكل ضغطاً على هولاكو لمنعه من غزو المسلمين لكن لم يلبث حتى توفي باتو و سقطت بغداد عام 1258م مما جعل بركة خان يشتاط غضباً على إجرام المغول في بغداد و قتلهم للخليفة العباسي.
اتفق بركة خان مع سيف الدين قطز و أرسل له بالجنود و المتاع لحرب هولاكو و أشعل نار الفتنة في البيت المغولي عند وفاة الخان الأعظم مما أجبر هولاكو على الانسحاب بأكثر من نصف الجيش للعاصمة المغولية لحل النزاع.
فانتصر على إثر ذلك المسلمون في معركة عين جالوت عام 1260م انتصاراً مُزلزلاً ضد جيوش المغول التي تركها هولاكو لحرب المسلمين في الشام.
و لم يلبث بركة خان حتى شن حرباً ضد هولاكو -ابن عمه- انتقاماً منه مما فعله بالمسلمين و انتصر فيها انتصاراً ساحقاً عام 1262م.
و بقيت الحرب تلي الحرب تندلع بين هولاكو و بركة خان حتى أُصيب هولاكو بجلطة دماغية ماتَ على إثرها.
*صورة تخيلية للمجرم هولاكو بناءً على وصفه.
توفي بركة خان عام 1266م بعد سيرة حافلة من الدعوة الصادقة إلى الإسلام محارباً المغول الوثنيين بقيادة هولاكو متعاوناً تعاوناً عسكرياً إقتصادياً مع المماليك مُذوِّباً للمسافات خالقاً مزيجاً ثقافياً دينياً متنوعاً في سراي عاصمة القبيلة الذهبية و بإسلامه أسلم معظم سكان القبيلة الذهبية.
بركة خان لم يكن شخصاً عابراً و إسلامه غيّر مجرى التاريخ كما غيّر تاريخه هو، فقد كان سداً منيعاً ضد هجمات المغول التي كانت تهدد الوجود الإسلامي حينها إذ تمثَّل بشعلة الإسلام التي أضاءت وسطَ الظلام شاذاً عن الصورة النمطية الوثنية الدموية للمغول.
رَحِم الله الخان العظيم بركة خان و طيّب ذكراه و خَلَفَنا خيراً منه.
المصادر:
-الجزيرة نت.
-مراجع متعددة على الإنترنت.
التعديل الأخير:
