مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

تشوّه المعاني

لينا عقللينا عقل is verified member.

|| مشرف القسم العام ||
.:: طاقم المشرفين ::.

السمعة:

ما الذي يجعل المرء كاتباً أو شاعراً؟

ألأنه كان جريئاً بما فيه الكفاية ليُعرّي سلاسل أفكاره في كلمات مرتبة في صفحات تستّرت بعنوانٍ على واجهة محل؟

ألأنها لاقت إعجاباً من بعض الناس و امتعاضاً من غيرهم؟

فأصبحَ في قاموس البعض "كاتباً" و في قاموس البعض الآخر "واهماً"؟

إذاً ما الذي يجعل أحداً يُعجَب بكتابات شخص ما؟

لمَ و تحديداً أحبّ تلك الكلمات المرصوصة دوناً عن غيرها من الكلمات؟

ما
الذي جعلها مُحببةً في نظره؟

قد يقول البعض أنهم أحبّوها بلا سبب و البعض الآخر قد يقول أنهم وجدوها "جميلة" كذلك بلا سبب..

الجمال...ما هو الجمال؟


مصطلحٌ مثيرٌ للجدل فلم يتفق عليه أحدٌ قط و لا معايير له و لا أوزان.

لكننا لا نسهر الليالي و لا نرمي النرد و لا نعد أصابعنا و لا نستحضر فلسفتنا لنقرر إن كان شيءٌ ما جميل أم لا، بل من أول وهلة و من أول انطباع و بعفويةٍ تامة نُقر الجمال أو ننكره..

و قد يتغير الحال على أنفسنا فترى القبح فيما ظنته جميلاً يوماً و ترى الجمال فيما ظنته قبيحاً يوماً....و لن يملك أحدٌ أن يتهمنا بالتقلّب أو إنعدام الذوق فلا قوانين للجمال و لا ضوابط!

كأن الجمال يشبه العواطف لا تعريف لها و لماهيّتها لكنها عندما تتشكل في قلبك يتشكل معها اسمها و يُعَنونها فتُعرّف نفسها بنفسها..

فلا أحد..لا أحد يعرف أنك تحبّ سواك أنت،
فأنت أعلم بك منهم، و لا أحد يعلم كم أنت حزين كما تعلم أنت، و لا أحد..لا أحد غيرك يدرك كم أنت سعيد سوى أنت.

رغم أنك عجزتَ أيّما عجز و تهت في متاهات لا محدودة تحاول سرقة معاني هذه المشاعر..و مع هذا لم تفلح..

لكن و بعفوية بحتة و بفطريةٍ تامة يصاحبهما صدق لا يشوبه كذب أو تضليل تعيش تلك المشاعر و تعايشها و تملكها و تستملكها و تضع يدك على رقبتها بعد إذ استعبدتك و عذّبتك في سفرك بحثاً عن معانيها فتستحين فرصتك أخيراً للاقتصاص منها لكنك تختار العفو و الصفح لأنك أدرى و أعلم أن المعاني كنزٌ دفين لا يطاله أحد...و وحيٌ لا يتنزل على أحد..

لكن...ما الذي يجعل الكاتب كاتباً و الشاعر شاعراً في نظر نفسه؟
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
ما الذي يجعل المرء كاتباً أو شاعراً؟

ألأنه كان جريئاً بما فيه الكفاية ليُعرّي سلاسل أفكاره في كلمات مرتبة في صفحات تستّرت بعنوانٍ على واجهة محل؟

ألأنها لاقت إعجاباً من بعض الناس و امتعاضاً من غيرهم؟

فأصبحَ في قاموس البعض "كاتباً" و في قاموس البعض الآخر "واهماً"؟

امتلاكه للملكة، أو سعيه لظفر بها، ومن ثمّ إصراره ورغبته بذلك.
فلا أحد بمقدوره أن يمنع أحدا من الكتابة، ولا أن يعطي صفة الكاتب لأحد ويمنعها عن أحد.
لكنّ إعجاب الناس بكلماته قد يكون مهما بعض الشيء، لأنه سيصير كاتبا، وإن لم يهمّه رأيهم لما احتاج أن يعرف أحدٌ بم يفكّر هو إطلاقا.

إذاً ما الذي يجعل أحداً يُعجَب بكتابات شخص ما؟

لمَ و تحديداً أحبّ تلك الكلمات المرصوصة دوناً عن غيرها من الكلمات؟

ما
الذي جعلها مُحببةً في نظره؟
لأنّ القارء البسيط وهو في العموم سريع التعلّق، لا يلبث أن يقرأ وصفا أو كلمةً تعجبه، حتّى يحبّ الكلمات والرواية والكاتب ودار النشر أيضا، وهذا لأنّ معظم القرّاء يحلمون بأن يصبحوا كتّابا، أو أن يمارسوا الكتابة على أقلّ تقدير.

فلا أحد..لا أحد يعرف أنك تحبّ سواك أنت،
فأنت أعلم بك منهم، و لا أحد يعلم كم أنت حزين كما تعلم أنت، و لا أحد..لا أحد غيرك يدرك كم أنت سعيد سوى أنت.
لهذا يصبح المرء كاتبا..
وقد يضطرّ لذلك أحيانا، فغالب الكتّاب يكونون انطوائيين نوعا ما، ولا يفضّلون الأضواء، ويتلعثمون كثيرا في كلامهم، وخاصةً في بداية حياتهم الأدبيّة.
 
ما الذي يجعل المرء كاتباً أو شاعراً؟
لا يمكن القول إن المرء يصبح كاتبا أو شاعرا بمجرد أن يكتب، تمامًا كما أن أي شخص يلتقط فرشاة وألوانا لا يصبح بالضرورة فنانا الكتابة والشعر ليسا مجرد أفعال، بل هما امتداد لحالة ذهنية وروحية تتجاوز مجرد وضع الكلمات على الورق
الكاتب أو الشاعر الحقيقي ليس من يكتب فحسب بل من يحمل رؤية من يملك القدرة على التقاط الجوهر الخفي للأشياء وترجمته إلى كلمات قادرة على لمس القارئ. هو من يستطيع أن يخلق عوالم داخل النص، أن يثير المشاعر، أن يطرح الأسئلة، أن يمنح الكلمات حياة تتجاوز حبرها
لكن، هل هذا يعني أن اللقب يأتي فقط بالموهبة؟ -ليس بالضرورة: قد يكون الشاعر بالفطرة ولكن دون ممارسة سيظل مجرد إحساس غير معبر عنه وقد يكون الكاتب في بداياته بسيطا لكنه مع الوقت والتجربة والتفاعل مع العالم يصقل موهبته ويكتسب القدرة على التأثير.
إذن لا يكفي أن يكتب الإنسان ليصبح كتابا لكن الكتابة نفسها هي الشرط الأول والأهم والكاتب ليس بالضرورة هو من يمنح اللقب من قبل الآخرين بل هو من يستحقه من خلال عمق كتابته وقدرته على لمس الآخرين واستمراره في البحث عن صوته الخاص بين الكلمات.

سؤال:-إذا كان الكاتب أو الشاعر لا يعرف بمجرد الكتابة بل بقدرته على التأثير والتعبير العميق فهل يمكن اعتبار شخص ما كتابا حتى لو لم يقرأه أحد؟
او بمعنى آخر، هل الكتابة تكتسب قيمتها في ذاتها أم أن قيمتها لا تتحقق إلا بوجود قارئ يتفاعل معها
؟
 

آخر المشاركات

فانوس

رمضان
عودة
أعلى