




السمعة:
- إنضم3 يوليو 2024
- المشاركات 132
- مستوى التفاعل 317
- النقاط 63
يجري عقرب الساعة
وفي أوقات الليل المتأخرة تمضي الساعات سريعاً كأنها دقائق..
صمت يُخيّم بالمكان يجعل صوتك الداخلي مهيمنًا، ودقات عقارب الساعة تتزامن مع صوت سيارة من بعيد..وتسمع بوضوح صوت نفسك وصوت قرينها...
يطفئ الناس الأضواء ليخلدوا للنوم بينما تُشعَل أضواء غيرهم ليخلدوا إلى التفكير..و التفكر..و العمل.
صمتٌ محدق يُخال لك فيه أن الجدران تحكي، وتسمع صوت قهقهات نملةٍ مستهزئةً بأختها التي تعسّر عليها حمل فتات الخبز، بينما تصغي لصوت نبضات قلبك المتسارعة تطمئنك أنك في جنون هذا الصمت ما زلت حيًّا.
تساءلتُ مرةً لمَ يُشعل الناس أنوارهم بينما هم نائمون؟.. أي لمن يشعلونها؟
لأفراد جنٍّ سيّار؟
أم لتنير للخفايش عتمة الطريق؟
هل أنوار الليل هي إكسير الحياة الذي يُمِدُّ الناس بالطاقة للعودة لمصارعة الحياة مجددًا بعد الموت الأصغر؟
أهي إشارة للغريب والقريب أن للحيّ وللبيت ساكنِين و أنهم ما زالوا يأملون بشروق جديد و بإحياء جديد؟
لكن ألا تبدو أنوار الليل
وحيدة؟
وبعيدة؟
لا تكفّ تشتعل لكن لا تئن..
تغني لوحدها أغنية الصمت الأبدية..
و أجد وجه شبه غريب بينها و بين البشر فمن بعيد ترى الأضواء ملتصقةً بعضها ببعض كأنها واحد لكن حينما تقترب منها يتفتت الضوء الواحد إلى أجزاء متعددة،
منفردة و...وحيدة.
التعديل الأخير: