مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

الحديثُ الأوَّل | الأربعون النووية

لينا عقللينا عقل is verified member.

|| مشرف القسم العام ||
.:: طاقم المشرفين ::.

السمعة:

بسم الله الرحمن الرحيم

عَن أمير المؤمنين أبي حفص عُمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال:
سمعتُ رسول الله صلَّى الله تعالى عليه و على آله و سلَّم يقول:
إنَّما الأعمال بالنيات, وإنَّما لكل امرئٍ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله و رسوله
فهجرته إلى الله و رسوله, ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكِحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.

رواه إماما المحدِّثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري,
وأبو الحسين مسلم ابن الحجاج بن مسلم القشيري النَّيسابوري: في صحيحهما اَّللذين هما أصحُّ الكتب المُصنَّفة.

هذا حديث صحيح مُتفقٌ على صحته وعظيمٌ موقعه وجلالته, وكثرة فوائده, رواه الإمام أبو عبد الله البخاري في غير موضع من كتابه,
ورواه أبو الحسين مسلم بن الحجاج في آخر كتاب الجهاد.

وهو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام.
قال الإمام أحمد و الشافعي رحمهما الله: يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم,
قال البيهقي وغيره, وسبب ذلك كسب العبد يكون بقلبه
ولسانه وجوارحه, والنية أحد الأقسام الثلاثة؛ ورُوي عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال:
يدخل هذا الحديث في سبعين بابًا من الفقه.
وقال جماعة من العلماء: هذا الحديث ثلث الإسلام.

واستحبَّ العلماء أن ُتستفتح المصنفات بهذا الحديث, وممن ابتدأ به في أوَّل كتابه:
الإمام أبو عبد الله البخاري, وقال عبد الرحمن بن مهدي: ينبغي لكل من صنَّف كتابًا أن يبتدئ

فيه بهذا الحديث تنبيهًا للطالب على تصحيح النية.

وهذا حديث مشهور بالنسبة إلى آخره, غريب بالنسبة على أوّله؛
لأنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه,
ولم يروه عن عمر إلا علقمة بن أبي وقاص, ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي,
ولم يروه عن محمد بن إبراهيم إلا يحيى بن سعيد الأنصاري, ثم اشتهر بعد ذلك, فرواه عنه أكثر من مئتي إنسان أكثرهم أئمة.
و لفظة (إنَّما) للحصر: ُتثبت المذكور و تنفي ما بعده, و هي تارة تقتضي الحصر المطلق؛ وتارة تقتضي حصرًا مخصوصًا,
و يُفهم ذلك بالقرائن كقوله تعالى
" إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ "
فظاهره الحصر في النذارة والرسول لا ينحصر في ذلك,
بل له أوصاف كثيرة جميلة: كالبشارة وغيرها, وكذلك قوله تعالى"
إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ "
فظاهره -والله أعلم-
الحصر باعتبار من آثارها؛ و أما بالنسبة إلى ما في نفس الأمر فقد تكون سببًا إلى الخيرات,
ويكون ذلك من باب التغليب, فإذا وردت هذه اللفظة فاعتبرها, فإن دل السياق والمقصود من الكلام
على الحصر في شيء بخصوص: فقل به, وإلا فاحمل الحصر على الإطلاق,
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات", والمراد بالأعمال: الأعمال الشرعية.

ومعناه: لا يُعتَّدُ بالأعمال بدون النية, مثل الوضوء والغسل والتيمم؛
وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والاعتكاف وسائر العبادات؛
فأما إزالة النجاسة فلا تحتاج إلى نية لأنها من باب التروك, والترك لا يحتاج إلى نية.
وذهب جماعة إلى صحة الوضوء والغسل بغير نية؛
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات),
اختلف العلماء في تقديره: فالذين اشترطوا النية قدَّروا: صحة الأعمال بالنيات؛
والذين لم يشترطوها قدروا: كمال الأعمال بالنيات.

وقوله (وإنما لكل امرئ ما نوى) قال الخطابي: يفيد معنى خاصًا غير الأول,
وهو تعيين العمل بالنية؛ وقال الشيخ محيي الدين النووي؛
فائدة ذكره: أن تعيين المنوى شرط, فلو كان على الإنسان صلاة مقضية لا يكفيه أن ينوي الصلاة االفائتة,
بل يُشترط أن ينوي كونها ظهرًا أو عصرًا أو غيرهما,
ولولا اللفظ الثاني لاقتضى الأول صحة النية بلا تعيين, أو أوهم ذلك, والله أعلم.

وقوله (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)
المُتقرَّر عند أهل العربية: أن الشرط والجزاء والمبتدأ والخبر لا بد أن يتغايرا,
و ههنا قد وقع الاتحاد, وجوابه (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله)نيةً وقصدًا
(فهجرته إلى الله ورسوله) حُكمًا وشرعًا, وهذا الحديث ورد على سبب؛ لأنهم
نقلوا: أن رجلًا هاجر من مكة إلى المدينة ليتزوج امرأة يقال لها "أم قيس" لا يريد
بذلك فضيلة الهجرة, فكان يُقال له, "مهاجر أم قيس", والله أعلم.

والحمد لله رب العالمين
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
الله يعطيكم ألف عافية مهندسة
و يجزيكم ألف خير على هذه السلسلة و نتمنى منكم الإستمرار لها
 
بسم الله الرحمن الرحيم

عَن أمير المؤمنين أبي حفص عُمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال:
سمعتُ رسول الله صلَّى الله تعالى عليه و على آله و سلَّم يقول:



رواه إماما المحدِّثين: أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري,
وأبو الحسين مسلم ابن الحجاج بن مسلم القشيري النَّيسابوري: في صحيحهما اَّللذين هما أصحُّ الكتب المُصنَّفة.

هذا حديث صحيح مُتفقٌ على صحته وعظيمٌ موقعه وجلالته, وكثرة فوائده, رواه الإمام أبو عبد الله البخاري في غير موضع من كتابه,
ورواه أبو الحسين مسلم بن الحجاج في آخر كتاب الجهاد.

وهو أحد الأحاديث التي عليها مدار الإسلام.
قال الإمام أحمد و الشافعي رحمهما الله: يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم,
قال البيهقي وغيره, وسبب ذلك كسب العبد يكون بقلبه
ولسانه وجوارحه, والنية أحد الأقسام الثلاثة؛ ورُوي عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال:
يدخل هذا الحديث في سبعين بابًا من الفقه.
وقال جماعة من العلماء: هذا الحديث ثلث الإسلام.

واستحبَّ العلماء أن ُتستفتح المصنفات بهذا الحديث, وممن ابتدأ به في أوَّل كتابه:
الإمام أبو عبد الله البخاري, وقال عبد الرحمن بن مهدي: ينبغي لكل من صنَّف كتابًا أن يبتدئ
فيه بهذا الحديث تنبيهًا للطالب على تصحيح النية.

وهذا حديث مشهور بالنسبة إلى آخره, غريب بالنسبة على أوّله؛
لأنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه و سلم إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه,
ولم يروه عن عمر إلا علقمة بن أبي وقاص, ولم يروه عن علقمة إلا محمد بن إبراهيم التيمي,
ولم يروه عن محمد بن إبراهيم إلا يحيى بن سعيد الأنصاري, ثم اشتهر بعد ذلك, فرواه عنه أكثر من مئتي إنسان أكثرهم أئمة.
و لفظة (إنَّما) للحصر: ُتثبت المذكور و تنفي ما بعده, و هي تارة تقتضي الحصر المطلق؛ وتارة تقتضي حصرًا مخصوصًا,
و يُفهم ذلك بالقرائن كقوله تعالى
" إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ "
فظاهره الحصر في النذارة والرسول لا ينحصر في ذلك,
بل له أوصاف كثيرة جميلة: كالبشارة وغيرها, وكذلك قوله تعالى"
إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ "
فظاهره -والله أعلم-
الحصر باعتبار من آثارها؛ و أما بالنسبة إلى ما في نفس الأمر فقد تكون سببًا إلى الخيرات,
ويكون ذلك من باب التغليب, فإذا وردت هذه اللفظة فاعتبرها, فإن دل السياق والمقصود من الكلام
على الحصر في شيء بخصوص: فقل به, وإلا فاحمل الحصر على الإطلاق,
ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات", والمراد بالأعمال: الأعمال الشرعية.

ومعناه: لا يُعتَّدُ بالأعمال بدون النية, مثل الوضوء والغسل والتيمم؛
وكذلك الصلاة والزكاة والصوم والحج والاعتكاف وسائر العبادات؛
فأما إزالة النجاسة فلا تحتاج إلى نية لأنها من باب التروك, والترك لا يحتاج إلى نية.
وذهب جماعة إلى صحة الوضوء والغسل بغير نية؛
وفي قوله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات),
اختلف العلماء في تقديره: فالذين اشترطوا النية قدَّروا: صحة الأعمال بالنيات؛
والذين لم يشترطوها قدروا: كمال الأعمال بالنيات.

وقوله (وإنما لكل امرئ ما نوى) قال الخطابي: يفيد معنى خاصًا غير الأول,
وهو تعيين العمل بالنية؛ وقال الشيخ محيي الدين النووي؛
فائدة ذكره: أن تعيين المنوى شرط, فلو كان على الإنسان صلاة مقضية لا يكفيه أن ينوي الصلاة االفائتة,
بل يُشترط أن ينوي كونها ظهرًا أو عصرًا أو غيرهما,
ولولا اللفظ الثاني لاقتضى الأول صحة النية بلا تعيين, أو أوهم ذلك, والله أعلم.

وقوله (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)
المُتقرَّر عند أهل العربية: أن الشرط والجزاء والمبتدأ والخبر لا بد أن يتغايرا,
و ههنا قد وقع الاتحاد, وجوابه (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله)نيةً وقصدًا
(فهجرته إلى الله ورسوله) حُكمًا وشرعًا, وهذا الحديث ورد على سبب؛ لأنهم
نقلوا: أن رجلًا هاجر من مكة إلى المدينة ليتزوج امرأة يقال لها "أم قيس" لا يريد
بذلك فضيلة الهجرة, فكان يُقال له, "مهاجر أم قيس", والله أعلم.

والحمد لله رب العالمين
الله يجزيكِ الخير
 
جزاك الله خيراً
 
وقوله (فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله)
وهذا خلاصة عملنا في شبكة شل
لا أحد منا يريد الدنيا بل نبتغي الآخرة
هذا الحديث يعيد إلي ذكريات المرحلة الإبتدائية عندما كنا نتنافس في مساباقات المتون العلمي وكانت الأربعين النووية إحداها
بارك الله فيك ونفع بك
 

آخر المشاركات

فانوس

رمضان
عودة
أعلى