مضى على الشبكة و يوم من العطاء.

الحديثُ السابع | الأربعون النووية

لينا عقللينا عقل is verified member.

|| مشرف القسم العام ||
.:: طاقم المشرفين ::.

السمعة:

بسم الله الرحمن الرحيم
عَنْ أَبِي رُقَيَّةَ تميم بْن أَوس الدَّارِي رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الدِّينُ النَّصِيحَةُ .. قُلْنَا : لِمَنْ ؟ قَالَ « لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المُسْلِمِينَ وعَامَّتهِمْ ..

رواه مسلم

ليس لتميم الداري رضي الله عنه غير هذا الحديث . و ( النصيحة ) كلمة جامعة معناها إرادة جملة الخير ، وحيازة لحظ المنصوح له . وهى من وجيز الأسماء ومختصر الكلام . وليس فى كلام العرب كلمة مفردة يُستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة ، وكما قالوا في الفلاح : ليس في كلام العرب كلمة أجمع لخيري الدنيا والآخرة منها .

و معنى قوله (الدين النصيحة) أي عماد الدين وقوامه : النصيحة كقوله (الحج عرفة) أي عماده و معظمه

وأما تفسير النصيحة وأنواعها فقال الخطابي وغيره من العلماء :

النصيحه لله تعالى : معناها منصرف إلى الإيمان به ونفي الشرك عنه، وترك الإلحاد في صفاته ، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها ، وتنزيهه عن جميع النقائص ، والقيام بطاعته واجتناب معصيته ، والحب فيه والبغض فيه ، وجهاد من كفر به ، والاعتراف بنعمته والشكر عليها ، والإخلاص فى جميع الأمور ، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة، والحث عليها ، والتلطف بالناس . قال الخطابي : وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد فى نصحه نفسه ؛ فإن الله سبحانه غنيّ عن نصح الناصح .

وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى : فبالإيمان بأن كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيءٌ من كلام الناس ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته ، وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرِّفين والتصديق بما فيه ، والوقوف مع أحكامه . ونفهم علومه وأمثاله ، والاعتبار بمواضعه ، والتفكر في عجائبه ، والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه ، والبحث عن عمومه ، والدعاء إليه وإلى ماذكرنا من نصيحته .

وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم : فتصديقه على الرسالة ، والإيمان بجميع ما جاء به ، وطاعته في أمره ونهيه ، ونصرته حيًّا وميتًا ، ومعاداة من عاداه ، وموالاة من والاه ، وإعظام حقه، وتوقيره ، وإحياء طريقته وسنته ، وإجابة دعوته ، ونشر سنته ونفي التهمة عنها ، واستئنار علومها والتفقه فى معانيها . والدعاء إليها والتلطف في تعليمها، وإعظامها ، وإجلالها والتأدب عند قراءتها ، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم ، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها ، والتخلق بأخلاقه ، والتأدب بآدابه ، ومحبة أهل بيته ، وأصحابه ، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك .

وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم، وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ، وتبليغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم بالسيف ، و تأليف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم ، والجهاد معهم، وأن يدعو لهم بالصلاح .

وأما نصيحة عامة المسلمين : وهم من عدا ولاة الأمر - فإرشادهم لمصالحهم فى آخرتهم ودنياهم، وإعانتهم عليها ، وستر عوراتهم وسدّ خلاتهم، ودفع المضار عنهم ، وجلب المنافع لهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص ، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم. تعظهم بالموعظة الحسنة ، وترك غشهم وحسدهم ، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذب عن أموالهم وأعراضهم . وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل ، وحثهم على التخلق بجميع ماذكرناه من أنواع النصيحة ، والله أعلم .

والنصيحة فرض كفاية ، إذا قام بها من يكفِ ؛ سقط عن غيره ،

وهي لازمة على قدر الطاقة . والنصيحة فى اللغة : الإخلاص ، يقال : نصحت العسل إذا صفيته ، وقيل غير ذلك ، والله أعلم .

الحمدلله رب العالمين

 
بسم الله الرحمن الرحيم



رواه مسلم

ليس لتميم الداري رضي الله عنه غير هذا الحديث . و ( النصيحة ) كلمة جامعة معناها إرادة جملة الخير ، وحيازة لحظ المنصوح له . وهى من وجيز الأسماء ومختصر الكلام . وليس فى كلام العرب كلمة مفردة يُستوفى بها العبارة عن معنى هذه الكلمة ، وكما قالوا في الفلاح : ليس في كلام العرب كلمة أجمع لخيري الدنيا والآخرة منها .

و معنى قوله (الدين النصيحة) أي عماد الدين وقوامه : النصيحة كقوله (الحج عرفة) أي عماده و معظمه

وأما تفسير النصيحة وأنواعها فقال الخطابي وغيره من العلماء :

النصيحه لله تعالى : معناها منصرف إلى الإيمان به ونفي الشرك عنه، وترك الإلحاد في صفاته ، ووصفه بصفات الكمال والجلال كلها ، وتنزيهه عن جميع النقائص ، والقيام بطاعته واجتناب معصيته ، والحب فيه والبغض فيه ، وجهاد من كفر به ، والاعتراف بنعمته والشكر عليها ، والإخلاص فى جميع الأمور ، والدعاء إلى جميع الأوصاف المذكورة، والحث عليها ، والتلطف بالناس . قال الخطابي : وحقيقة هذه الأوصاف راجعة إلى العبد فى نصحه نفسه ؛ فإن الله سبحانه غنيّ عن نصح الناصح .

وأما النصيحة لكتابه سبحانه وتعالى : فبالإيمان بأن كلام الله تعالى وتنزيله لا يشبهه شيءٌ من كلام الناس ولا يقدر على مثله أحد من الخلق، ثم تعظيمه وتلاوته حق تلاوته ، وتحسينها والخشوع عندها وإقامة حروفه في التلاوة والذب عنه لتأويل المحرِّفين والتصديق بما فيه ، والوقوف مع أحكامه . ونفهم علومه وأمثاله ، والاعتبار بمواضعه ، والتفكر في عجائبه ، والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه ، والبحث عن عمومه ، والدعاء إليه وإلى ماذكرنا من نصيحته .

وأما النصيحة لرسوله صلى الله عليه وسلم : فتصديقه على الرسالة ، والإيمان بجميع ما جاء به ، وطاعته في أمره ونهيه ، ونصرته حيًّا وميتًا ، ومعاداة من عاداه ، وموالاة من والاه ، وإعظام حقه، وتوقيره ، وإحياء طريقته وسنته ، وإجابة دعوته ، ونشر سنته ونفي التهمة عنها ، واستئنار علومها والتفقه فى معانيها . والدعاء إليها والتلطف في تعليمها، وإعظامها ، وإجلالها والتأدب عند قراءتها ، والإمساك عن الكلام فيها بغير علم ، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها ، والتخلق بأخلاقه ، والتأدب بآدابه ، ومحبة أهل بيته ، وأصحابه ، ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك .

وأما النصيحة لأئمة المسلمين : فمعاونتهم على الحق، وطاعتهم، وأمرهم به وتنبيههم وتذكيرهم برفق ولطف ، وإعلامهم بما غفلوا عنه ، وتبليغهم من حقوق المسلمين وترك الخروج عليهم بالسيف ، و تأليف قلوب الناس لطاعتهم والصلاة خلفهم ، والجهاد معهم، وأن يدعو لهم بالصلاح .

وأما نصيحة عامة المسلمين : وهم من عدا ولاة الأمر - فإرشادهم لمصالحهم فى آخرتهم ودنياهم، وإعانتهم عليها ، وستر عوراتهم وسدّ خلاتهم، ودفع المضار عنهم ، وجلب المنافع لهم ، وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر برفق وإخلاص ، والشفقة عليهم، وتوقير كبيرهم ورحمة صغيرهم. تعظهم بالموعظة الحسنة ، وترك غشهم وحسدهم ، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه من الخير ، ويكره لهم ما يكره لنفسه من المكروه، والذب عن أموالهم وأعراضهم . وغير ذلك من أحوالهم بالقول والفعل ، وحثهم على التخلق بجميع ماذكرناه من أنواع النصيحة ، والله أعلم .

والنصيحة فرض كفاية ، إذا قام بها من يكفِ ؛ سقط عن غيره ،

وهي لازمة على قدر الطاقة . والنصيحة فى اللغة : الإخلاص ، يقال : نصحت العسل إذا صفيته ، وقيل غير ذلك ، والله أعلم .

الحمدلله رب العالمين

جميل .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حق المسلم على المسلم ست" وذكر منهم النصيحة
والنصيحة ليها فقه لو كانت لعامة المسلمين
ربنا بيقول: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
.
.
رحم الله الامام النووي برحمته الواسعة
 

آخر المشاركات

فانوس

رمضان
عودة
أعلى