




السمعة:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر .
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين، وأنعم علينا النعمة، وجعل أمتنا خير أمة، وبعث فينا رسولاً منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة، أحمد على نعمائه الجمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تكون لمن اعتصم بها خير عصمة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله ربه للعالمين رحمة ومنة، وفرض عليه بيان ما أنزل إلينا، فأوضح لنا كل الأمور المهمة، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه صلاة تكون لنا نوراً من كل ظلمة، وسلم تسليماً.
أما بعد: فأوصيكم - أيها الناس- ونفسي بتقوى الله تعالى، فإنها خير الزاد ليوم المعاد، وتزودوا من الدنيا وتخففوا من أحمالها وأثقالها، فإنما هي إلى فناء ونفاد (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ). ـ الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر
أيها المسلمون: عيدكم مبارك، وتقبل الله صيامكم وقيامكم، وصلواتكم وصدقاتكم، وجميع طاعاتكم، وكما فرحتم بصيامكم، فافرحوا بفطركم، وقد علمتم أن للصائم فرحتين: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، وقد تحققت الأولى وأرجو الله ان تتحقق لنا الثانية .
أدّيتم فرضكم، وأطعتم ربكم، وصمتم وقرأتم وتصدقتم، فهنيئاً لكم ما قدمتم، افرحوا وابتهجوا واسعدوا، وانشروا السعادة والبهجة فيمن حولكم، إن حقكم أن تفرحوا بعيدكم، وتبتهجوا بهذا اليوم، يوم الزينة والسرور، والفرح والبهجة، ومن حق أهل الإسلام في يوم بهجتهم أن يسمعوا كلاماً جميلاً، وحديثاً سهلاً، وأن يروا أفقاً عريضاً، ومستقبلاً زاهراً لهم ولدينهم ولأمتهم، - الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر
عباد الله: لا تستقيم الحياة، ولا يتحقق الأمن والرخاء، ولا يطيب العيش، وبهذا البال، إلا بتوحيد الكبير المتعال (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ). وليس لأهل الأرض خيار إلا الإسلام؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار». ولا يستطيع أحد كائناً من كان أن يجاوز عن منهج رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم بأصوله وفروعه، قال صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني». الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر
إن دعوى الانفتاح، وضغط الواقع، وأن الأمور تغيّرت، إلى آخر ما يدندن به البعض، لا يسوّغ التضحية بالثوابت والمسلمات، أو التنازل عن الأصول والقطعيات من تعاليم ديننا الحنيف، مهما بلغت المجتمعات من تغيّر، فدين الله قويّ متين، وأحكامه راسخة واضحة، لا تُغيّرها الظروف، ولا تهونها الأزمات والصروف، وهي موضع اتفاق الأمة عبر الدهور والعصور، فدينكم دينكم، لا يُسعد دنيكم، ولا ينجيكم في أخراكم إلا التمسك بشرعة رب العالمين، عضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، ودعاة الفجور. فإن كل محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النار.
الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر
إنّ حسنات جميع العبادات تكون كفارة ويُقتصٌ من حسناتها مظالم العباد إلا حسنات الصوم، فهي خاصة لله، ولا يُقتصٌ منها مظالم العباد، لذلك يفرحُ العبدُ بصومه إذا ألقيَّ ربّهُ ! ومعنى ذلك أنّ الإنسان يأتي يوم القيامة، ومعة حسناتٌ كالجبال، ولكنه عليه مظالم تستغرق كلّ حسناته، إلّا الصيام، ومن أحسن ما قيلٌ في ذلك ما قاله سفيان بنّ عيينة رحمه اللهً قال: "إذا كان يوم القيامة يحاسبٌ اللهً عبده، و يؤدي ما عليه من المظالم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلّا الصوم، فيتحملَ اللهً عزّ وجلّ ما بقي عليه من المظالم، ويدخله بالصوم الجنة". فالصيام لله عزّ وجلّ ولا سبيل لأحدٍ إلى أخذٍ أجره من الصيام، بل أجره مدخرٌ لصاحبه عند الله عزّ وجلّ، وأعظمُ الفرح للصائم في الآخرة، هو الدخولٌ من بابٍ الريان، فكما تحمل الصائم مرارة الجوع والحرّ والعطش من أجل الله، فقد خصّة الله تعالى في الآخرة بالدخول من أعظم أبواب الجنة، ألا وهو ( بابٌ الريان )، فعن سهل رضي اللهً عَنْهُ؛ عنَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ في الجَنَّةِ بَانَا يُقالَ لَهُ الرَّيَّان؛ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائَمُونَ ببوْمَ الْقِيَامَةِ؛ لَا يَدْخُلُ مِنْهُ أَحْدَ غَيْرُهُمْ". الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر
لقد مرّ علينا موسمٌ عظيمٌ من مواسم الخيرات، وفُتحت لنا أبوابٌ كثيرةٌ من أبواب الحسنات، نَهَلَ مِنها المتقون، وسارع إليها الطائعون، وغفل عنها المتكاسلون، وحُرم منها العاصون، فمن منَّا يا عباد الله المقبول فنُهنِّيه، ومن هذا المحروم منا فنُعزِّبه، أيّها المقبول هنيئاً لك، وأيّها المردود جبَر الله مُصيبتك، إنّه وإن انتهت هذه المواسمُ بما فيها من الطاعات، فإنّ عُمُرَ المؤمن كله طاعة، وحياته كلّها عبادة، فإنّ الله ما خلق الإنس والجن إلا لعبادته وحده لا شريك له: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونَ)؛ فالمؤمن لا ينتهي عنه العمل إلا إذا جاء الأجل، (وَأَعْبُدُ رَبِّكَ حَتّى بِأَيْتِكَ الْتَقِبْينَ). الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر
عباد الله يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )
ان فرحتنا اليوم لا تكتمل ونحن نرى جراح الأمة تنزف ، وأهلنا في غزة الحبيبة يعانون من الظلم والعدوان، يواجهون القتل والتشريد والتجويع والحصار، في وقت اجتمع عليهم الأعداء، وصمت عنهم كثير من الأشقاء، يأتي العيد وأمتنا مثخنة بالجراح، وقلوبنا مع أهلنا في غزة، حيث تختلط تكبيرات العيد بصيحات الاستغاثة، وتمتزج فرحة الصغار بدموع الفقد والخذلان. لكن العيد يظل رمز الأمل، ووعد النصر القريب بإذن الله، فليكن عيدنا فرصة لنذكرهم في دعائنا، ولننصرهم بما استطعنا من دعم معنوي ومادي، ونساندهم بشتى الطرق الممكنة من اسنادهم بكلمة الحق ومقاطعة مواقع التواصل التي تدعمهم والمنتجات كذالك ، ولنحمل هم قضيتهم في قلوبنا وعقولنا، بعد أن عجزنا عن نصرتهم بأجسادنا وأرواحنا، قال صلى الله عليه وسلم: "من مات وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغزو، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ". اللهُ أكبر... اللهُ أكبر... اللهُ أكبر...
عن أنس رضي الله عنهُ قال: قدم صلى الله عليه وسلم المدينة، ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (ما هذان اليومان؟)، فقيل: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُم بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَومَ الأَضحى، ويَومَ الْفَطْرِ)) ؛
الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ، الله اكبر ،
نحمد الله تعالى على نعمة إتمام صيام رمضان والقيام، جعلنا الله وإياكم فيه من المقبولين، فلا غنى لنا عن رحمة رب العالمين، ومن صفات أهل الإيمان أنهم يقدمون صالح الأعمال، ويجتهدون في بالإحسان، وهم مع هذا يخافون من التقصير في حق الرحمن، فلا تغرّهم أعمالهم ولا يَغْتَرُّونَ بِمَا قَدَّمُوا، بل يجتهدون ويستغفرون الله عن التقصير، "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ". فَالحّو على الله تعالى - بِسُؤَالِهِ القَبُولِ لِمَا قَدَّمُو مِنَ الطَّاعَاتِ، وَالثَّبَاتِ عَلَيْهَا إِلَى الْمَمَاتِ. الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر.
ان اعظم العبادات التي أمرنا الله بها ، لا سيما في مثل هذا اليوم : إصلاح ذات البين ، وترك التشاحن والتباغض والشقاق ؛ فعن ابي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام، والصلاة، والصدقة»، قالوا: بلى، قال: «صلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة». فيتوجب على كل متخاصِمَيْنِ اليوم أن يصلحا ذات بينهما، وأن يطهرا قلوبهما، وأن يبادرا بفتح باب التواصل بينهما، مستحضرين قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا...».
وإحرصوا - عباد الله - بالإسراع بقضاء رمضان، لمن كان عليه قضاء، فعليه بالمبادرة فيه قبل صيام ستة من شوال؛ ولا تنسوا صيام ستة من شوال، فمن صامها؛ فأجره كمن صام الدهر كله، لقولهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».
هذا وصلوا وسلموا - رحمكم الله - على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، اللهم إنا نسأل بنور وجهك الكريم، وسلطانك العظيم أن تصلّي وتسلم على رسولك الكريم، وارض اللهم عن آل بيته الطاهرين، وخلفائه الراشدين، وصحابته أجمعين، ومن اتبع خطاهم بإحسان إلى يوم الدين، ونسألك اللهم رزقًا حلالًا واسعًا، ولسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا، وجسدًا على البلاء صابرًا، اللهم اجعل رمضان راحلاً بذنوبنا، قد غفرت فيه سيئاتنا، ورفعت فيه درجاتنا. يا رب العالمين، اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، واجعلنا من عتقائك من النار، وأدخلنا الجنة مع الأبرار برحمتك، يا عزيز يا غفار، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم انصر المجاهدين في غزة، اللهم قو عزائمهم، داو جرحاهم، وارحم شهداهم، وفك أسراهم يا أرحم الراحمين، اللهم دمر اليهود الظالمين، واشدد وطأتك على هؤلاء الغاصبين، وأنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا قوي يا عزيز، «رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ... سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ».
نحن في ليبيا اليوم الأثنين هو العيد ،وكل عام وأنتم بخير،