




السمعة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استكمالا لسلسلة كيف اقرأ هذا الجزء الأخير ونرجو من الله ان يكون في ميزان الحسنات وكيون فائدة لجميع المسلمين
اما بعد :
القراءة كفريضة إلهية وفعل وجودي
أول كلمة نزلت على النبي محمد ﷺ كانت "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" (العلق:١)، لترسم خريطة طريق للإنسان بين العبادة والعلم. فلم تكن القراءة هنا مجرد تلقٍّ للمعارف، بل هي "أمرٌ وجودي" يربط الفرد بخالقه، وبالكون، وبذاته. فكيف تتحول هذه الفريضة الربانية إلى أداة لكسب المال، وتحقيق الشهرة، وإشباع حاجات النفس والعقل؟ هذا ما سنستكشفه عبر عدسة فلسفية تجمع بين الوحي الإلهي والحكمة الإنسانية.القراءة بين العبودية والتحرر: رؤية نبوية
أكد النبي ﷺ أن "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (رواه ابن ماجه)، وهذا يشمل علوم الدنيا والآخرة. فالعلم هنا ليس ترفًا، بل "سلاحٌ" يُحرر الإنسان من جهله، وفقرِه، وتبعيّته. والقراءة هي بوابة هذا العلم.كيف تُحوَّل إلى مال؟: العلم سلعةٌ لا تنفد، كما قال الإمام الشافعي: "العلم صيد والكتابة قيده". فمن يقرأ في الاقتصاد، أو التسويق، أو التكنولوجيا، يصطاد فرصًا لا تُحصى. خذ مثالًا: "جبران خليل جبران"، الذي حوّل قراءاته الفلسفية إلى أعمال أدبية بيعت بملايين النسخ. أو "إيلون ماسك" الذي بنى إمبراطوريته على قراءة الكتب العلمية منذ طفولته.
كيف تُحوَّل إلى شهرة؟: القراءة تصنع الشخصية الفذة. قال ﷺ: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" (رواه مسلم). فمن يغوص في الكتب يكتسب حكمةً تلمع في خطابه، مثل "د. مصطفى محمود" الذي حوّل قراءاته العلمية إلى برامج تلفزيونية جذبت الملايين
القراءة وإشباع النفس: فلسفة السكينة الداخلية
الإنسان كائنٌ جائعٌ للمعنى، والقراءة تُشبع هذا الجوع. يقول الفيلسوف "أرسطو": "السعادة هي نشاط النفس وفق الفضيلة". وهذا يتوافق مع حديث النبي ﷺ: "مَن سلَك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهّل الله له طريقًا إلى الجنة" (رواه الترمذي).إشباع العقل: القراءة تُنشِّط الروابط العصبية، وتُحسِّن الذكاء العاطفي، كما تُثبت الدراسات.
إشباع الروح: في كتابه "الشفاء"، يرى "ابن سينا" أن المعرفة تُطهِّر النفس من الأوهام. وهذا ما نجده في قول النبي ﷺ: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، ريحها طيب وطعمها طيب" (متفق عليه)
نماذج عملية: من الحبر إلى الذهب
مالكولم إكس: تحوّل من سجين إلى قائدٍ عالمي عبر القراءة المُكثَّفة في السجن.أوبرا وينفري: أسست نادياً للكتاب حوّل قراءاتها إلى برنامج شهير حقق أرباحاً خيالية.
العلامة ابن خلدون: حوّل قراءاته في التاريخ إلى علم الاجتماع، فأصبح اسمه خالدًا.
هؤلاء لم يقرأوا ليكتسبوا مالاً فحسب، بل ليكتشفوا رسالتهم في الحياة، فجاء المال والشهرة تابعَيْنِ لِفَضْلِ العلم.
القراءة كوصية إلهية للإنسانية جمعاء
القراءة ليست هواية، بل "وصية ربانية" تلزم كل إنسان، بغض النظر عن عمره أو مستواه العقلي. فهي تُذكِّرنا بأننا خُلقنا لِنَعْقِلَ، ونُعمِلَ فكرنا، كما قال تعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" (الزمر:٩). فمن يقرأ يبني جسراً بين الأرض والسماء، ويصنع من الحروف كنوزاً، ومن الكلمات مجداً.لنختتم بحديثٍ يلخّص فلسفة القراءة: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
فالقراءة عملٌ لا ينقطع، إنها خلودٌ في الدنيا، ورفعةٌ في الآخرة.
وفي النهاية اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات فان اصبت فمن فضل الله وعلمه لا اله الا هو الحكيم العليم وان اخطات فانه من نفسي ومن الشيطان الملعون الرجيم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
**ملحوظة --\ يتم تجهيز قناة على منصة اليوتيوب لتناول عدة مواضيع مختلفة منها التكنولوجيا وامن المعلومات ولكن بتركيز اقل بكثير فستكون القناة ك كسر روتين للعقل البشري و خواطر وفيدوهات لاغلب المشاكل التي تواجه الشعوب من امراض عقلية ونفسية و منوعات اخرى سيتم الاعلان عنها عند الانتهاء من العمل فيها ان شاء الله
ودمتم في رعاية الله وحفظه
اخوكم GHOST ♥