وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
"القيمة"
هذه الكلمة كبيرة جداً في معناها فهي تتحكم في مجريات الحياة كاملة!
كل ما عليك فعله هو الجلوس مع نفسك قليلاً ثم التفكر والتفكر والتفكر، بماذا ؟
بقيمة الصلاة
وقيمة الصلاة مرتبطة بمن فرضها علينا وهو الله تبارك وتعالى
ولن تستطيع التفكر بقيمة الشيء الا عندما تستحضر عقلياً كل ما يتعلق بالشيء نفسه
فإن اردنا التفكر بالصلاة فعلينا استحضار كل الافكار التي تعلمناها عن الصلاة وفوائدها وفوائد الخضوع لفرائض الله والتفكر بالله تبارك وتعالى
وحتى نستطيع ادراك مُنتهى قيمة الصلاة ولا نجعلها مجهولة عن العقل فعلينا ان نخرج من الحياة الدُنيا ونذهب الى مشهد اليوم العظيم ( يوم الحساب ) فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت الرسول صلّ الله عليه وسلم يقول : إن اول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح وأنجح وإن فسدت فقد خاب وخسر.
وما هذه الدُنيا ؟ نحسبها كثيراً ! ولكنها اقل من أي وصف!
كم سنعيش بها ؟ 100 سنة ؟ ثم ماذا ؟ ثم نرجع الى الله عز وجل وحينها يكون المصير إما جنة وإما نار والعياذ بالله.
حسناً، قد أكون أحب الله عز وجل واسرف على نفسي في توبيخ نفسي على الصلاة ومع ذلك لا استطيع الالتزام بها فتارة تراني اصليها كاملة وتارة تراني مقصر بها، لا عليك، فعليك أن تعطي للعدو قيمة أيضاً!
لدينا عدو مبين يُسمى بالشيطان الرجيم فهو يقعد لنا الصراط المستقيم كي نميل كما توّعد لنا!
فإن ذهبت للصلاة؟ فعليك بالابتسامة العريضة

والسبب في ذلك بأنك تفعل ما يحب الله وفي نفس الوقت انت تفعل ما يبغض هذا العدو
فإن السجود لله وحده لا شريك له هذا بمثابة اعلان حرب من الشيطان على الإنسان ولكنها ليست بالحرب الكبيرة فهو ملعون وتافه وصاحب هوا ولا يستطيع التأثير على عباد الله المخلصين الذي اسرّوا التوحيد واعلنوه وآمنوا بالله وأحبوه والذين لا يتبعون الشهوات ولا يؤمنون بديمومة احوال الدُنيا ويعلمون أن القلوب تتقلب ويدعون ربهم مخلصين له الدين بأن يثبت قلوبهم على دينه.
جرّب بأن تحمل معاني الصلاة في وجدانك وان تستحضرها وانت ذاهب للصلاة، وأعلم بأنك عندما تسمع نداء الصلاة فهو أعظم نداء على الأرض ففيه يُخبر الله تبارك وتعالى المؤمنين بأن يتركوا ما يفعلون وأن يذهبوا لصلاتهم فأمرها عظيم جداً!
جرّب أن تذهب لصلاتك وأنت تضحك ههههه وقد تضحك الآن وأنت تقرأ لكن لا عليك فإن الذهاب للصلاة وأنت تضحك فيه معاني كثيرة وأهمها بأن الله قد وفقّك لتذهب لفعل العبادة التي تُرضيه! فإن رضي الله تبارك وتعالى عنك فقد وصلت الى مُنتهى الحياة والآخرة.
عليك بالدعاء فإن الأعمال التي نقوم بها في الحياة ما هي الا من توفيق الله فقط لا غير، وهي تحت مشيئة الله عز وجل فهو الذي يأذن لنا بأن نفعلها او لا نفعلها ولا تنسى الذين لو ارادوا الخروج لأعدوا له ولكن الله كره انبعاثهم فثبّطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين.
وفي الختام تذكر بأن هذه الدُنيا دنيئة وحقيرة وزائلة وفانية وليس لها قيمة الا لإرضاء الله سبحانه وتعالى وإن كنت ما تملك ما تملك من المال والجاه والجمال فتذكر بأنك لم تختار أي شيء من هذا فهي مشيئة الله بأن تولد في اسرة غنية او فقيرة وهي مشيئة الله بأن تولد صاحب جاه او مال او جمال او اوا او . . . وتذكّر بأن طرحك لهذا الموضوع بحد ذاته ما كان الا بمشيئة الله.
إن أصبت فهو من الله وتوفيقه ورضاه وإن اخطأت هو من نفسي والشيطان
تحياتي، اخوك ستورم