كُنا قد تكلَّمنا في الجزء الأول عن مقدمة عقلية ومنطقية للتعرف على بعض من الأساليب العقلية في التعامل مع المعلومات وكيفية تحليلها وتخزينها ولكن هذا غير كافي على الإطلاق ، لأن موضوع التعلم أعمق بكثير من هذه الصور العقلية.
أما في هذا الجزء سوف نتكلم عن " الربط " وهو جزء جدًّا جدًّا جدًّا مهم لأي معلومة تدخل إلى الدماغ.
خاصية الربط بكل بساطة هي جزء أساسي ومهم جدًّا داخل عقل الإنسان ولا يمكن للإنسان أن يُكمل حياته بدون ربط، ولو نظرت حولك سوف تجد أن جميع البشر يعتادون على الربط بكل شيء، تجد أن الناس يقومون ببناء قراراتهم اليومية بناءًا على أحداث تجري حالياً ولكن قام بربطها بأحداث أخرى أدت إلى استنتاج عقلي جديد يؤدي إلى اتخاذ قرار مرتبط بهذا الربط.
والربط مهم جدًّا جدًّا "للذاكرة" وهي تُشكّل مشكلة أثناء الاستمرار في التعلم وسوف نتكلم عنها لاحقاً إن شاء الله.
دعنا في البداية أن نقوم بربط الجزء المادي مع الجزء المعنوي، حيث أن الجزء المادي يتكوّن من الدماغ والأعصاب وغيرها من الأجهزة التي يمكن للإنسان لمسها والجزء المعنوي يتكون من الأفكار وغيرها من الأمور التي لا يمكن للإنسان أن يلمسها.
تخيّل معي أن هناك كمبيوتر مكوّن من أجزاء مادية مثل المعالج والذاكرة العشوائية وذاكرة التخزين الطويلة وكرت الشاشة واللوحة الأم و الخ. . . .
وهذا الكمبيوتر يحمل أيضاً جزء معنوي مثل البرمجيات ونظام التشغيل وغيرها من الأمور التي لا يمكنك لمسها مثل الأجزاء المادية . . .
هناك قاعدة منطقية بسيطة بعلوم الكمبيوتر تقول: كي يعمل المعالج (CPU) بكفاءة، يجب عليك أن تقوم بتزويده بالتبريد المناسب، هذا بسبب أن الكهرباء تتحول إلى حرارة وهذه الحرارة إن لم نقم بتخفيضها فلن نحصل على أي نتائج مرجوة من هذا المعالج، لهذا تجد أن مروحة التبريد أو نظام التبريد في الكمبيوتر هو شيء وجزء أساسي ومهم جداً ولا يمكن لأي كمبيوتر على مستوى العالم كامل أن يعمل بدون تبريد.
هذا المثال تستطيع أن "تربطه" مع نفسك ك إنسان، حيث أن الإنسان أيضاً يملك دماغ إذا لم تقم بتقديم كافة المتطلبات الأساسية للدماغ فلن يعمل بالشكل المطلوب، كالماء !
لك أن تتخيل أن دماغ الإنسان يتشكل بنسبة 80-90% من الماء ، وهذا بحد ذاته يدعونا إلى التفكر والربط ماذا لو حرمنا الدماغ من النسبة الكافية من الماء؟
هنا أصبحت لديك معلومة مهمة وضرورية وأساسية جداً أن الماء عصب حياة الإنسان كما ذكر الله عزوجل وجعلنا من الماء كل شيء حي، فإن أول شيء سوف تقوم بالإهتمام به هو أن تتأكد أنك تقوم بتصدير الموارد الأساسية واللازمة للإنسان كي يستطيع أن يعمل بكفاءة عالية، لأن الإهتمام بالجزء المادي من الإنسان ودماغ الإنسان مهم جداً بل لا تنفصل أهميته عن الجزء المعنوي.
وعليك أيضاً الإهتمام بالنوم والرياضة فكلاهما مهم جداً أيضاً ، حيث أن النوم له ساعات محددة ولا يمكنك أن تبتكر ساعات نوم جديدة في الحياة لأنك بذلك تخرق قوانين الله عزوجل وهذا الخرق سوف ينقلب على رأسك بلا شك. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) أي أن الله عزوجل يقول للإنسان أن الليل هو للسكون والراحة والنوم وأن النهار هو للحياة وطلب الرزق من فضل الله والإهتمام بأمور المعيشة الكاملة. ماذا لو خرقنا هذه القاعدة التي سنّها الله عزوجل لنا في الارض؟
لا عليك سوف تصبح إنسان مُشتت عاجز لا فكر لديك لا قدرة على التفكير خصوصًا في هذا العصر وفي هذه الحقبة الزمنية المؤلمة.
من القواعد الفكرية التي تستطيع استعمالها لتقوم بفهم هذه الالية: الكمبيوتر بحاجة إلى مبرد حرارة كي يستطيع العمل.
الإنسان بحاجة إلى الماء كي يستطيع العمل والتعلم.
الإنسان بحاجة إلى الرياضة كي يستطيع العمل والتعلم. هذا الاحتياج هل نحن خلقناه أم الله عزوجل خلقه؟ ببساطة فإن الله عزوجل قد خلق هذا الاحتياج بداخلنا فلا يوجد إنسان لا يستطيع الحياة بلا ماء وقد خلق الله عزوجل الإنسان بهذه الصورة وخلق بداخله الدورة الدموية وأعطى الإنسان القدرة على تنشيطها أو تثبيطها وخمولها
وتنشيط الدورة الدموية فالدورة الدموية مقامها مقام المواصلات فهي تقوم بتوصيل الأوكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة ابتداءًا من الرأس وصولاً إلى الأقدام . وهذه نقطة مهمة جداً لروّاد تكنولوجيا المعلومات حيث أن العمل على الكمبيوتر يتطلب بشكل أساسي الجلوس خلف الشاشة وعدم الحركة وهذا يعني تثبيط للدورة الدموية وبناء نمط معيّن يعتاد عليه الإنسان.
خلاصة القول هنا أنك إن لم تقم بهذه الأساسيات فسوف تواجه مشاكل غير طبيعية وعقبات لا يمكن تجاوزها بكثرة التعلم وتعلم فلسفة العقل وغيرها . . . حيث أننا قمنا بربط الجزء المادي من الإنسان بفعالية الجزء المعنوي.
حسنًا، بعد أن قمنا بتحسين الجزء المادي من الإنسان ماذا بعد؟ ماهي الخطوة التالية؟ ببساطة عليك أن تُدرك أن لكل حقبة زمنية مقامٍ ومقال، وحتى أحكام خاصة بها، وما دفعني لكتابة هذه السلسلة هو اختلاف الزمان الذي نعيش به عن ما عاش به آباؤنا وأجدادنا من البشر.
لم يكن يتخيّل الإنسان الذي عاش في عام 1936 وما قبله يُفكر ويحلل ويربط كما كان الإنسان بعد هذا التاريخ.
هذا تاريخ مهم جداً بالحقبة الإنسانية حيث يعود هذا التاريخ لتدشين أول بث إذاعي تلفزيوني قامت به بريطانيا وكانت نقطة تحول في حياة الإنسان. وهنا عليك أن تسألني سؤال وجيه، ما الفرق ؟ مالذي أحدثه التلفزيون بحياة الإنسان وما بعده من تطور التكنولوجيا؟
سوف أستفيض بشرح هذا الموضوع إن شاء الله ولكن عليك التركيز معي قليلاً،
قم بالتخيّل معي أن هناك أسرة مكوّنه من أب وأم وأبناء بغض النظر عن عددهم، كانوا يعيشون قبل 1936 وكانت حياتهم تحمل نمط معيّن يختلف تماماً تماماً عن النمط الذي تتخيله أنت اليوم
حيث أنهم لم يمتلكوا أدوات تُقدم لهم المعلومات والمحتوى كما الأدوات الموجودة اليوم
بطبيعة الحال فإن الانسان إذا أراد الاستئناس فإنه يبحث عن ونس فيقوم أفراد الأسرة بالتقرب من بعضهم البعض وتبادل الحوارات والنقاشات والأحاديث وهذه الطريقة الوحيدة التي يتملكونها للتعبير عن آراءهم وأفكارهم وحتى معتقداتهم، وكان الأب والأم يتقربون من الأبناء بالتربية وكانوا يتبادلون معهم خبرات الحياة ويقوم الأبناء بالتقرب من المحيط الخاص بهم من أبناء عمومه وأقارب والخ . . .
فإذا شعر أحدهم بالملل فإنه يقوم بالخروج من المنزل والذهاب إلى مكان ما قد يكون قريب وقد يكون بعيد ويقوم بتسلية نفسه وإعطاء نفسه جرعة دوبامين وغيرها من الطرق . . .
إلا أنه واليوم ؟ اختلف هذا الكلام وانقلب 180 درجة إلى أن وصلنا إلى حالة من الإغماء بل أصبحنا أمم مغشية معمي عليها لا تكاد تفقه شيء، بل وأصبحنا إذا شعرنا بالملل جلسنا وأمسكنا الهاتف أو فتحنا التلفاز فلا حاجة لنا بالتحرك والسير في الأرض إنما هي ضغطة زر بسيطة تنقلنا بين أرجاء الأرض فلا حاجة لنا بالذهاب إلى جبال سويسرا للتعرف على مناظرها الخلّابة!
إنما هي ضغطة زر بسيطة تنقلنا إلى مجموعة كبيرة من الصوتيات والمرئيات المسجلة عن جبال سويسرا فتقوم بإعطاء العقل الدوبامين وغيره من الهرمونات التي قام بطلبها واحتياجها.
إن طريقة تقبل الأفكار والأخذ والعطاء معها يختلف ما بين حقبة وأخرى ، وهذا الزمان وهذه التكنولوجيا فرضت علينا الكثيير من تغيير قواعد اللعبة ويجب علينا مجاراتها وفهم أسلوبها بالتعامل معنا كبشر، لا بالإبتعاد الكامل عنها.
إن مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت شرخ كبير وواضح في نهضة الأمم وفي أخلاقها وفي معتقداتها فسمحت للسفيه والرويبضة بالتكلم بأمور العامة وسمحت لك أنت كإنسان تتلقى المعلومة ولا تعرف حتى أدنى أداة للبحث عن صحتها ومدى تأثيرها العقلي عليك ولا تعرف التعامل معها ولا تعرف حتى ماهي القيمة المناسبة لهذه المعلومة كي تستطيع تخزينها بالشكل المناسب داخل الدماغ.
وأنا شخصياً قمت بالإبتعاد عنها دون إحداث أي ضجة من حولي فلم أخبر أحد أنني قمت بالإبتعاد عنها بل ابتعدت بصمت وإذا طلب أحدهم التواصل معي فإن باب هذا المنتدى مفتوح ولكن لا حق لأحد أن يتصل بي أو أن يتوصل الي بدون اذن مني.
ما قامت به هذه المواقع هي أنها فتحت أفق الحياة في التواصل على مصراعيه، ولم تحترم خصوصية أحد بل وانتهكت كامل الحقوق والخصوصية بل أصبحت أجهزة تجسس صريحة وعلنية وشرعية حيث تقوم الشركات بدفع مبالغ طائلة سنوياً للحكومات كي تستطيع استكمال عمليات التجسس وجمع المعلومات.
هل ابتعدنا في الشرح عن آلية التعلم؟ أبداً لا، ولكن كل هذا كان مقدمة عقلية ومنطقية وواقعية أردت اخبارك بعدها أنك محاط بكثيير من المشتتات وكثير من الملهيات وكثير من المسليات وكل هذه الأدوات جاءت لتثبيطك لا لإخراج أفضل ما عندك.
ومن أهم المشاكل التي صنعتها هذه الأدوات هي إبقاء الفكرة في مرحلتها البدائية.
نعم إن الأفكار تحمل التعداد في التطوير أي أن الفكرة تبدأ بالمرحلة الأولى ويبدأ الإنسان بالتفكر بها، ثم ينتقل إلى المرحلة الثانية من تطوير الفكرة وممارستها، ثم ينتقل إلى المرحلة الثالثة من تطبيق الفكرة وحل مشاكلها، ثم ينتقل إلى المرحلة الرابعه وهي مواكبة الفكرة للواقع وهكذا . . . .
ما فعلته هذه الأدوات هي إبقاء الأفكار بداخلك في مرحلة بدائية وهذه المشكلة يمكنك حلّها بالتخلص من عادة الولوج إلى مواقع التواصل الإجتماعي في آخر يومك لأنك في آخر اليوم تكون قد حملت أفكار اليوم كاملة وهي في طور المرحلة الأولى وهي بحاجة إلى صفاء ذهني يقوم بربط الأفكار في اليوم التالي ولكن ما يحدث أنك تقوم بتشتيتها واجتنابها وإعطاء العقل أفكار موجّهه من المواقع التي تدخلها وما أن تنام وتستيقظ من يومك في اليوم التالي إلا أنك قد نسيت كل شيء ولا يكون عندك القدرة على الربط مرة أخرى بين أفكار البارحة وأفكار اليوم وهذا ما يُثبط عملية تطوير الفكرة ونقلها من طور إلى آخر.
ونأتي هنا إلى السؤال المهم: هل يمكننا زرع شجرة التفاح في أرض صحراوية؟ سؤال غريب ولكن الإجابة بسيط بالطبع لا.
ما حاجتنا إلى هذا السؤال ؟
قم بربط هذا السؤال بالحالة العقلية وقم بتحليل السؤال لتفهم ما نرمي إليه. . .
إن العقل تماماً يُشبه الأرض الصحراوية وعليك أن تعتبره الأرض التي سوف تزرع بها الأفكار، فإن البيئة المناسبة تنمو بها الأفكار المناسبة والبيئة التي لا تحمل فكراً ولا تحمل إلا استهلاك كل شيء حولها لا تستطيع الإنتاج أبداً.
يجب علينا أن نزرع شجرة التفاح في أرض خصبة ومناطق خصبة وبيئة مناسبة وكذلك الأمر إن العقل يجب أن يكون بيئة مناسبة وخصبة لتقبل الأفكار ولتقبل المعلومات الجديدة التي تدخل إليه . ويمكنك تشبيه الشجرة بالمعلومة فلا يمكنك زرع المعلومة بعقل صحراوي مُشبّع بالتفاهات.
وبهذه الحقبة الزمنية من النفاق أن نقوم بطرح الأدوات العقلية وإلزامك بتعلمها لتصبح ماهراً بتلقي المعلومة وتخزينها وتحليلها وتطويرها فيما بعد دون التكلم والتنبيه عن مخاطر البيئة العقلية وما تفعله بحياتك اليومية من مضار للعقل.
لهذا يجب عليك اتباع حمية عقلية تقوم على مبدأ تغيير شكل الحياة الحالي إلى شكل مناسب أكثر وتقوم بتقليل تلقيك للمحتوى الموجّه واللجوء إلى المحتوى بناءاً على الاحتياج.
وهنا يجب التطرق إلى نقطة مهمة جداً بالمحتوى الموجّه وهي نقطة التكرار، فإن كثيير من الناس يقومون بتكرار ما يفعلونه على مواقع الوحل الاجتماعي ما يجعلك أسيراً لما يفعلوه أو يتكلموا به.
فتجد نفسك تشاهد فيديوهات قصيرة عن الطعام ويتكرر ظهور هذا النوع من الفيديوهات أمامك ما يؤدي بك إلى الشعور بالجوع، هذا ليس جوعاً حقيقياً إنما هو طلب العقل من تحويل ما تراه بعينك إلى واقع يمكنك تذوقه.
وفيديوهات الملابس وفيديوهات الأماكن الجميلة وفيديوهات الجنس وغيرها الكثير . . . .
وحتى في هذه الفترة ما يتكرر علينا من حروب ونزاعات في هذا العالم، تظهر علينا فئة تُسمّى "القنوات الاخبارية" وتقوم بتكرار المعلومات المغلوطة أمامك مثل "القتل"="الموت" في حالة الجهاد والرباط.
وهذه معلومة مغلوطة تماماً بل هي خطر شديد جداً على عقل المسلم فإن الذي يٌقتل في سبيل الله لا "يموت" ! بل هو ينتقل من حياة إلى حياة مختلفة تماماً بل هم أحياء عند ربك يرزقون، لكن ولا قناة اخبارية تقوم بإخبارك هذا الكلام ولا تقوم بتكريره على عقلك حتى يُصبح مشهد القتل في سبيل الله هو حياة وليس موت.
ويجب عليك إيجاد البديل البسيط الذي ترتضي به ما تفعل، مثل قيامك باللجوء إلى الجرائد الإلكترونية والإطّلاع على الاخبار الموجودة بداخلها فصدقني هذه الاخبار يقومون بإقتصاصها وجعل الخبر الواحد يحمل 100 منشور في مواقع التواصل الاجتماعي لكي تٌرضي نفسك أنك على إتصال بهذا العالم.
عليك اللجوء لله سبحانه وتعالى عليك ذكر الله كثيراً فقد تكلمت لك عن تكرار المعلومات على العقل وعليك الآن أن تقوم بتكرار ذكر الله كثيراً بعقلك وسأترك لك حرية الإطّلاع على نتائج هذه العملية.
وخلاصة القول هنا بعد هذا الجزء والجزء الأول أن العقل يقوم بتلقي المعلومة وتحليلها وافرازها وإعطاءها القيمة المناسبة حسب تاريخ العقل بإعطاء القيم للمعلومات وتاريخ هذه الأمة حالياً يتم محوه بمواقع التفاهه والمحتوى التافه، وأنا اخبرك أن لا فائدة من الدراسة والتعلم إن كنت تقوم بضرب كل هذه العقبات بعرض الحائط.
فنحن هنا لا نتكلم عن منفعة شخصية فأنا لا أقوم بتوجيه هذه الخطابات لك كشخص منفرد تقوم بقراءة ما أكتب ، بل علينا جميعاً الرقي والعمل معاً لرفعة هذه الأمة والإمتثال لله عزوجل ولأوامر الله عزوجل.
عليك أن تكون نافعاً للأمة وعليك تدريب العقل لإنتاج النفع والأفكار لمن حولك من الناس.
وبعد أن تقوم بتنظيف عقلك من التفاهات والوسخ الاجتماعي وبعد أن تغلق الباب أمام المشتتات وتقوم بتدريبه على هذا النمط من الحياة، نستكمل الجزء الثالث فيما بعد إن شاء الله.
إن أصبت فهو من الله وإن اخطأت فهو من نفسي والشيطان.
انتظرونا في الجزء الثالث.
كنا قد تكلمنا في الجزء الاول عن مقدمة عقلية ومنطقية للتعرف على بعض من الاساليب العقلية في التعامل مع المعلومات وكيفية تحليلها وتخزينها ولكن هذا غير كافي على الاطلاق، لأن موضوع التعلم اعمق بكثير من هذه الصور العقلية.
اما في هذا الجزء سوف نتكلم عن " الربط " وهو جزء جداً جداً جداً مهم لأي معلومة تدخل الى الدماغ.
خاصية الربط بكل بساطة هي جزء اساسي ومهم جداً داخل عقل الانسان ولا يمكن للإنسان ان يُكمل حياته بدون ربط، ولو نظرت حولك سوف تجد أن جميع البشر يعتاشون على الربط بكل شيء، تجد ان الناس يقومون ببناء قراراتهم اليومية بناءا على احداث تجري حالياً ولكن قام بربطها بأحداث اخرى أدت الى استنتاج عقلي جديد يؤدي الى اتخاذ قرار مرتبط بهذا الربط.
والربط مهم جداً جداً "للذاكرة" وهي تُشكّل مشكلة اثناء الاستمرار في التعلم وسوف نتكلم عنها لاحقاً إن شاء الله.
دعنا في البداية ان نقوم بربط الجزء المادي مع الجزء المعنوي، حيث ان الجزء المادي يتكوّن من الدماغ والاعصاب وغيرها من الاجهزة التي يمكن للإنسان لمسها والجزء المعنوي يتكون من الافكار وغيرها من الامور التي لا يمكن للإنسان ان يلمسها.
تخيّل معي ان هناك كمبيوتر مكوّن من اجزاء مادية مثل المعالج والذاكرة العشوائية وذاكرة التخزين الطويلة وكرت الشاشة واللوحة الام و الخ. . . .
وهذا الكمبيوتر يحمل ايضاً جزء معنوي مثل البرمجيات ونظام التشغيل وغيرها من الامور التي لا يمكنك لمسها مثل الاجزاء المادية . . .
هناك قاعدة منطقية بسيطة بعلوم الكمبيوتر تقول: كي يعمل المعالج (CPU) بكفاءة، يجب عليك أن تقوم بتزويده بالتبريد المناسب، هذا بسبب ان الكهرباء تتحول الى حرارة وهذه الحرارة ان لم نقم بتخفيضها فلن نحصل على اي نتائج مرجوة من هذا المعالج، لهذا تجد أن مروحة التبريد او نظام التبريد في الكمبيوتر هو شيء وجزء اساسي ومهم جداً ولا يمكن لأي كمبيوتر على مستوى العالم كامل ان يعمل بدون تبريد.
هذا المثال تستطيع ان "تربطه" مع نفسك ك إنسان، حيث ان الانسان ايضاً يملك دماغ اذا لم تقم بتقديم كافة المتطلبات الاساسية للدماغ ف لن يعمل بالشكل المطلوب، مثل الماء !
لك ان تتخيل ان دماغ الانسان يتشكل بنسبة 80-90% من الماء ، وهذا بحد ذاته يدعونا الى التفكر والربط ماذا لو حرمنا الدماغ من النسبة الكافية من الماء؟
هنا اصبحت لديك معلومة مهمة وضرورية واساسية جداً ان الماء عصب حياة الانسان كما ذكر الله عزوجل وجعلنا من الماء كل شيء حي، ف إن اول شيء سوف تقوم بالاهتمام به هو ان تتأكد انك تقوم بتصدير الموارد الاساسية واللازمه للإنسان كي يستطيع ان يعمل بكفاءة عالية، لأن الاهتمام بالجزء المادي من الانسان ودماغ الانسان مهم جداً بل لا تنفصل اهميته عن الجزء المعنوي.
وعليك ايضاً الاهتمام بالنوم والرياضة ف كلاهما مهم جداً ايضاً، حيث ان النوم له ساعات محددة ولا يمكنك ان تبتكر ساعات نوم جديدة في الحياة لأنك بذلك تخرق قوانين الله عزوجل وهذا الخرق سوف ينقلب على رأسك بلاشك. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) اي ان الله عزوجل يقول للإنسان أن الليل هو للسكون والراحة والنوم وأن النهار هو للحياة وطلب الرزق من فضل الله والاهتمام بأمور المعيشة الكاملة. ماذا لو خرقنا هذه القاعدة التي سنّها الله عزوجل لنا في الارض؟
لا عليك سوف تصبح انسان مُشتت عاجز لا فكر لديك لا قدرة على التفكير خصوصاً في هذا العصر وفي هذه الحقبة الزمنية المؤلمة.
من القواعد الفكرية التي تستطيع استعمالها لتقوم بفهم هذه الالية: الكمبيوتر بحاجة الى مبرد حرارة كي يستطيع العمل.
الانسان بحاجة الى الماء كي يستطيع العمل والتعلم.
الانسان بحاجة الى الرياضة كي يستطيع العمل والتعلم. هذا الاحتياج هل نحن خلقناه ام الله عزوجل خلقه؟ ببساطة فإن الله عزوجل قد خلق هذا الاحتياج بداخلنا ف لا يوجد انسان لا يستطيع الحياة بلا ماء وقد خلق الله عزوجل الانسان بهذه الصورة وخلق بداخله الدورة الدموية واعطى الانسان القدرة على تنشيطها او تثبيطها وخمولها
وتنشيط الدورة الدموية ف الدورة الدموية مقامها مقام المواصلات فهي تقوم بتوصيل الاوكسجين الى اعضاء الجسم المختلفة ابتداءا من الرأس وصولاً الى الاقدام. وهذه نقطة مهمة جداً لروّاد تكنولوجيا المعلومات حيث ان العمل على الكمبيوتر يتطلب بشكل اساسي الجلوس خلف الشاشة وعدم الحركة وهذا يعني تثبيط للدورة الدموية وبناء نمط معيّن يعتاد عليه الانسان.
خلاصة القول هنا انك ان لم تقم بهذه الاساسيات ف سوف تواجه مشاكل غير طبيعية وعقبات لا يمكن تجاوزها بكثرة التعلم وتعلم فلسفة العقل وغيرها . . . حيث اننا قمنا بربط الجزء المادي من الانسان بفعالية الجزء المعنوي.
حسناً، بعد أن قمنا بتحسين الجزء المادي من الانسان ماذا بعد؟ ماهي الخطوة التالية؟ ببساطة عليك تتعلم تُدرك ان لكل حقبة زمنية لها مقام ومقال وحتى احكام خاصة بها، ما دفعني لكتابة هذه السلسلة هو اختلاف الزمان الذي نعيش به عن ما عاش به اباؤنا واجدادنا من البشر.
لم يكن يتخيّل الانسان الذي عاش في عام 1936 وما قبله يُفكر ويحلل ويربط كما كان الانسان بعد هذا التاريخ.
هذا تاريخ مهم جداً بالحقبة الانسانية حيث يعود هذا التاريخ لتدشين اول بث اذاعي تلفزيوني قامت به بريطانيا وكانت نقطة تحول في حياة الانسان. وهنا عليك ان تسألني سؤال وجيه، ما الفرق ؟ مالذي احدثه التلفزيون بحياة الانسان وما بعده من تطور التكنولوجيا؟
سوف استفيض بشرح هذا الموضوع إن شاء الله ولكن عليك التركيز معي قليلاً،
قم بالتخيّل معي ان هناك اسرة مكوّنه من اب وام وابناء بغض النظر عن عددهم، كانوا يعيشون قبل 1936 وكانت حياتهم تحمل نمط معيّن يختلف تماماً تماماً عن النمط الذي تتخيله انت اليوم
حيث انهم لم يمتلكوا ادوات تُقدم لهم المعلومات والمحتوى كما الادوات الموجودة اليوم
بطبيعة الحال فإن الانسان اذا اراد الاستئناس فإنه يبحث عن ونس ف يقوم افراد الاسرة بالتقرب من بعضهم البعض وتبادل الحوارات والنقاشات والاحاديث وهذه الطريقة الوحيدة التي يتملكونها للتعبير عن اراءهم وافكارهم وحتى معتقداتهم، وكان الاب والام يتقربون من الابناء بالتربية وكانوا يتبادلون معهم خبرات الحياة ويقوم الابناء بالتقرب من المحيط الخاص بهم من ابناء عمومه واقارب والخ . . .
ف اذا شعر احدهم بالملل فإنه يقوم بالخروج من المنزل والذهاب الى مكان ما قد يكون قريب وقد يكون بعيد ويقوم بتسلية نفسه واعطاء نفسه جرعة دوبامين وغيرها من الطرق . . .
الا انه واليوم ؟ اختلف هذا الكلام وانقلب 180 درجة الى ان وصلنا الى حالة من الاغماء بل اصبحنا امم مغشية معمي عليها لا تكاد تفقه شيء انما نحن امم اصبحنا اذا شعرنا بالملل جلسنا وامسكنا الهاتف او فتحنا التلفاز ف لا حاجة لنا بالتحرك والسير في الارض انما هي ضغطة زر بسيطة تنقلنا بين ارجاء الارض ف لا حاجة لنا بالذهاب الى جبال سويسرا للتعرف على مناظرها الخلّابة!
انما هي ضغطة زر بسيطة تنقلنا الى مجموعة كبيرة من الصوتيات والمرئيات المسجلة عن جبال سويسرا ف تقوم بإعطاء العقل الدوبامين وغيره من الهرمونات التي قام بطلبها واحتياجها.
ان طريقة تقبل الافكار والاخذ والعطاء معها يختلف ما بين حقبة واخرى، وهذا الزمان وهذه التكنولوجيا فرضت علينا الكثيير من تغيير قواعد اللعبة ويجب علينا مجاراتها وفهم اسلوبها بالتعامل معنا ك بشر، لا بالابتعاد الكامل عنها.
ان مواقع التواصل الاجتماعي احدثت شرخ كبير وواضح في نهضة الامم وفي اخلاقها وفي معتقداتها ف سمحت للسفيه والرويبضة بالتكلم بأمور العامة وسمحت لك انت ك انسان تتلقى المعلومة ولا تعرف حتى ادنى اداة للبحث عن صحتها ومدى تأثيرها العقلي عليك ولا تعرف التعامل معها ولا تعرف حتى ماهي القيمة المناسبة لهذه المعلومة كي تستطيع تخزينها بالشكل المناسب داخل الدماغ.
وانا شخصياً قمت بالابتعاد عنها دون احداث اي ضجة من حولي ف لم اخبر احد انني قمت بالابتعاد عنها بل ابتعدت بصمت واذا طلب احدهم التواصل معي ف إن باب هذا المنتدى مفتوح ولكن لا حق لأحد ان يتصل بي او ان يتوصل الي بدون اذن مني.
ما قامت به هذه المواقع هي انها فتحت افق الحياة في التواصل على مصراعيه، ولم تحترم خصوصية احد بل وانتهكت كامل الحقوق والخصوصية بل اصبحت اجهزة تجسس صريحة وعلنية وشرعية حيث تقوم الشركات بدفع مبالغ طائلة سنوياً للحكومات كي تستطيع استكمال عمليات التجسس وجمع المعلومات.
هل ابتعدنا في الشرح عن الية التعلم؟ ابداً لا، ولكن كل هذا كان مقدمة عقلية ومنطقية وواقعية اردت اخبارك بعدها انك محاط بكثيير من المشتتات وكثير من الملهيات وكثير من المسليات وكل هذه الادوات جاءت لتثبيطك لا لإخراج افضل ما عندك.
ومن أهم المشاكل التي صنعتها هذه الادوات هي ابقاء الفكرة في مرحلتها البدائية.
نعم ان الافكار تحمل التعداد في التطوير اي ان الفكرة تبدأ بالمرحلة الاولى ويبدأ الانسان بالتفكر بها، ثم ينتقل الى المرحلة الثانية من تطوير الفكرة وممارستها، ثم ينتقل الى المرحلة الثالثة من تطبيق الفكرة وحل مشاكلها، ثم ينتقل الى المرحلة الرابعه وهي مواكبة الفكرة للواقع وهكذا . . . .
ما فعلته هذه الادوات هي ابقاء الافكار بداخلك في مرحلة بدائية وهذه المشكلة يمكنك حلّها بالتخلص من عادة الولوج الى مواقع التواصل الاجتماعي في اخر يومك لأنك في اخر اليوم تكون قد حملت افكار اليوم كاملة وهي في طور المرحلة الاولى وهي بحاجة الى صفاء ذهني يقوم بربط الافكار في اليوم التالي ولكن ما يحدث انك تقوم بتشتيتها واجتنابها واعطاء العقل افكار موجّهه من المواقع التي تدخلها وما ان تنام وتستيقظ من يومك في اليوم التالي الا انك قد نسيت كل شيء ولا يكون عندك القدرة على الربط مرة اخرى بين افكار البارحة وافكار اليوم وهذا ما يُثبط عملية تطوير الفكرة ونقلها من طور الى اخر.
ونأتي هنا الى السؤال المهم: هل يمكننا زرع شجرة التفاح في ارض صحراوية؟ سؤال غريب ولكن الاجابة بسيط بالطبع لا.
ما حاجتنا الى هذا السؤال ؟
قم بربط هذا السؤال بالحالة العقلية وقم بتحليل السؤال لتفهم ما نرمي اليه. . .
ان العقل تماماً يُشبه الارض الصحراوية وعليك ان تعتبره أنه الارض التي سوف تزرع بها الافكار، فإن البيئة المناسبة تنمو بها الافكار المناسبة والبيئة التي لا تحمل فكراً ولا تحمل الا استهلاك كل شيء حولها لا تستطيع الانتاج ابداً.
يجب علينا ان نزرع شجرة التفاح في ارض خصبة ومناطق خصبة وبيئة مناسبة وكذلك الامر ان العقل يجب ان يكون بيئة مناسبة وخصبة لتقبل الافكار ولتقبل المعلومات الجديدة التي تدخل اليه. ويمكنك تشبيه الشجرة بالمعلومة فلا يمكنك زرع المعلومة بعقل صحراوي مُشبّع بالتفاهات.
وبهذه الحقبة الزمنية من النفاق ان نقوم بطرح الادوات العقلية والزامك بتعلمها لتصبح ماهراً بتلقي المعلومة وتخزينها وتحليلها وتطويرها فيما بعد دون التكلم والتنبيه عن مخاطر البيئة العقلية وما تفعله بحياتك اليومية من مضار للعقل.
لهذا يجب عليك اتباع حمية عقلية تقوم على مبدأ تغيير شكل الحياة الحالي الى شكل مناسب اكثر وتقوم بتقليل تلقيك للمحتوى الموجّه واللجوء الى المحتوى بناءا على الاحتياج.
وهنا يجب التطرق الى نقطة مهمة جداً بالمحتوى الموجّه وهي نقطة التكرار، فإن كثيير من الناس يقومون بتكرار ما يفعلونه على مواقع الوحل الاجتماعي ما يجعلك اسيراً لما يفعلوه او يتكلموا به.
ف تجد نفسك تشاهد فيديوهات قصيرة عن الطعام ويتكرر ظهور هذا النوع من الفيديوهات امامك ما يؤدي بك الى الشعور بالجوع، هذا ليس جوعاً حقيقياً إنما هو طلب العقل من تحويل ما تراه بعينك الى واقع يمكنك تذوقه.
وفيديوهات الملابس وفيديوهات الاماكن الجميلة وفيديوهات الجنس وفيديوهات عديدة. . . .
وحتى في هذه الفترة ما يتكرر علينا من حروب ونزاعات في هذا العالم، تظهر علينا فئة تُسمّى "القنوات الاخبارية" وتقوم بتكرار المعلومات المغلوطة امامك مثل "القتل"="الموت" في حالة الجهاد والرباط.
وهذه معلومة مغلوطة تماماً بل هي خطر شدييد جداً على عقل المسلم ف إن الذي يٌقتل في سبيل الله لا "يموت" ! بل هو ينتقل من حياة الى حياة مختلفة تماماً بل هم احياء عند ربك يرزقون، لكن ولا قناة اخبارة تقوم بإخبارك هذا الكلام وتقوم بتكريره على عقلك كي يُصبح مشهد القتل في سبيل الله هو حياة وليس موت.
ويجب عليك ايجاد البديل البسيط الذي ترتضي به ما تفعل، مثل قيامك باللجوء الى الجرائد الالكترونية والإطّلاع على الاخبار الموجودة بداخلها ف صدقني هذه الاخبار يقومون بإقتصاصها وجعل الخبر الواحد يحمل 100 منشور في مواقع التواصل الاجتماعي لكي تٌرضي نفسك انك على اتصال بهذا العالم.
عليك اللجوء لله سبحانه وتعالى عليك ذكر الله كثيراً ف قد تكلمت لك عن تكرار المعلومات على العقل وعليك الان ان تقوم بتكرار ذكر الله كثيرا بعقلك وسأترك لك حرية الاطّلاع على نتائج هذه العملية.
وخلاصة القول هنا بعد هذا الجزء والجزء الاول أن العقل يقوم بتلقي المعلومة وتحليلها وافرازها واعطاءها القيمة المناسبة حسب تاريخ العقل بإعطاء القيم للمعلومات وتاريخ هذه الامة حالياً يتم محوه بمواقع التفاهه والمحتوى التافه، وانا اخبرك ان لا فائدة من الدراسة والتعلم ان كنت تقوم بضرب كل هذه العقبات بعرض الحائط.
ف نحن هنا لا نتكلم عن منفعة شخصية ف انا لا اقوم بتوجيه هذه الخطابات لك ك شخص منفرد تقوم بقراءة ما اكتب، بل علينا جميعاً الرقي والعمل معاً لرفعة هذه الامة والامتثال لله عزوجل ولأوامر الله عزوجل.
عليك ان تكون نافعاً للأمة وعليك تدريب العقل لإنتاج النفع والافكار لمن حولك من الناس.
وبعد ان تقوم بتنظيف عقلك من التفاهات والوسخ الاجتماعي وبعد ان تغلق الباب امام المشتتات وتقوم بتدريبه على هذا النمط من الحياة، نستكمل الجزء الثالث فيما بعد إن شاء الله.
إن اصبت فهو من الله وإن اخطأت فهو من نفسي والشيطان.
إنتظرونا في الجزء الثالث.
كنا قد تكلمنا في الجزء الاول عن مقدمة عقلية ومنطقية للتعرف على بعض من الاساليب العقلية في التعامل مع المعلومات وكيفية تحليلها وتخزينها ولكن هذا غير كافي على الاطلاق، لأن موضوع التعلم اعمق بكثير من هذه الصور العقلية.
اما في هذا الجزء سوف نتكلم عن " الربط " وهو جزء جداً جداً جداً مهم لأي معلومة تدخل الى الدماغ.
خاصية الربط بكل بساطة هي جزء اساسي ومهم جداً داخل عقل الانسان ولا يمكن للإنسان ان يُكمل حياته بدون ربط، ولو نظرت حولك سوف تجد أن جميع البشر يعتاشون على الربط بكل شيء، تجد ان الناس يقومون ببناء قراراتهم اليومية بناءا على احداث تجري حالياً ولكن قام بربطها بأحداث اخرى أدت الى استنتاج عقلي جديد يؤدي الى اتخاذ قرار مرتبط بهذا الربط.
والربط مهم جداً جداً "للذاكرة" وهي تُشكّل مشكلة اثناء الاستمرار في التعلم وسوف نتكلم عنها لاحقاً إن شاء الله.
دعنا في البداية ان نقوم بربط الجزء المادي مع الجزء المعنوي، حيث ان الجزء المادي يتكوّن من الدماغ والاعصاب وغيرها من الاجهزة التي يمكن للإنسان لمسها والجزء المعنوي يتكون من الافكار وغيرها من الامور التي لا يمكن للإنسان ان يلمسها.
تخيّل معي ان هناك كمبيوتر مكوّن من اجزاء مادية مثل المعالج والذاكرة العشوائية وذاكرة التخزين الطويلة وكرت الشاشة واللوحة الام و الخ. . . .
وهذا الكمبيوتر يحمل ايضاً جزء معنوي مثل البرمجيات ونظام التشغيل وغيرها من الامور التي لا يمكنك لمسها مثل الاجزاء المادية . . .
هناك قاعدة منطقية بسيطة بعلوم الكمبيوتر تقول: كي يعمل المعالج (CPU) بكفاءة، يجب عليك أن تقوم بتزويده بالتبريد المناسب، هذا بسبب ان الكهرباء تتحول الى حرارة وهذه الحرارة ان لم نقم بتخفيضها فلن نحصل على اي نتائج مرجوة من هذا المعالج، لهذا تجد أن مروحة التبريد او نظام التبريد في الكمبيوتر هو شيء وجزء اساسي ومهم جداً ولا يمكن لأي كمبيوتر على مستوى العالم كامل ان يعمل بدون تبريد.
هذا المثال تستطيع ان "تربطه" مع نفسك ك إنسان، حيث ان الانسان ايضاً يملك دماغ اذا لم تقم بتقديم كافة المتطلبات الاساسية للدماغ ف لن يعمل بالشكل المطلوب، مثل الماء !
لك ان تتخيل ان دماغ الانسان يتشكل بنسبة 80-90% من الماء ، وهذا بحد ذاته يدعونا الى التفكر والربط ماذا لو حرمنا الدماغ من النسبة الكافية من الماء؟
هنا اصبحت لديك معلومة مهمة وضرورية واساسية جداً ان الماء عصب حياة الانسان كما ذكر الله عزوجل وجعلنا من الماء كل شيء حي، ف إن اول شيء سوف تقوم بالاهتمام به هو ان تتأكد انك تقوم بتصدير الموارد الاساسية واللازمه للإنسان كي يستطيع ان يعمل بكفاءة عالية، لأن الاهتمام بالجزء المادي من الانسان ودماغ الانسان مهم جداً بل لا تنفصل اهميته عن الجزء المعنوي.
وعليك ايضاً الاهتمام بالنوم والرياضة ف كلاهما مهم جداً ايضاً، حيث ان النوم له ساعات محددة ولا يمكنك ان تبتكر ساعات نوم جديدة في الحياة لأنك بذلك تخرق قوانين الله عزوجل وهذا الخرق سوف ينقلب على رأسك بلاشك. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) اي ان الله عزوجل يقول للإنسان أن الليل هو للسكون والراحة والنوم وأن النهار هو للحياة وطلب الرزق من فضل الله والاهتمام بأمور المعيشة الكاملة. ماذا لو خرقنا هذه القاعدة التي سنّها الله عزوجل لنا في الارض؟
لا عليك سوف تصبح انسان مُشتت عاجز لا فكر لديك لا قدرة على التفكير خصوصاً في هذا العصر وفي هذه الحقبة الزمنية المؤلمة.
من القواعد الفكرية التي تستطيع استعمالها لتقوم بفهم هذه الالية: الكمبيوتر بحاجة الى مبرد حرارة كي يستطيع العمل.
الانسان بحاجة الى الماء كي يستطيع العمل والتعلم.
الانسان بحاجة الى الرياضة كي يستطيع العمل والتعلم. هذا الاحتياج هل نحن خلقناه ام الله عزوجل خلقه؟ ببساطة فإن الله عزوجل قد خلق هذا الاحتياج بداخلنا ف لا يوجد انسان لا يستطيع الحياة بلا ماء وقد خلق الله عزوجل الانسان بهذه الصورة وخلق بداخله الدورة الدموية واعطى الانسان القدرة على تنشيطها او تثبيطها وخمولها
وتنشيط الدورة الدموية ف الدورة الدموية مقامها مقام المواصلات فهي تقوم بتوصيل الاوكسجين الى اعضاء الجسم المختلفة ابتداءا من الرأس وصولاً الى الاقدام. وهذه نقطة مهمة جداً لروّاد تكنولوجيا المعلومات حيث ان العمل على الكمبيوتر يتطلب بشكل اساسي الجلوس خلف الشاشة وعدم الحركة وهذا يعني تثبيط للدورة الدموية وبناء نمط معيّن يعتاد عليه الانسان.
خلاصة القول هنا انك ان لم تقم بهذه الاساسيات ف سوف تواجه مشاكل غير طبيعية وعقبات لا يمكن تجاوزها بكثرة التعلم وتعلم فلسفة العقل وغيرها . . . حيث اننا قمنا بربط الجزء المادي من الانسان بفعالية الجزء المعنوي.
حسناً، بعد أن قمنا بتحسين الجزء المادي من الانسان ماذا بعد؟ ماهي الخطوة التالية؟ ببساطة عليك تتعلم تُدرك ان لكل حقبة زمنية لها مقام ومقال وحتى احكام خاصة بها، ما دفعني لكتابة هذه السلسلة هو اختلاف الزمان الذي نعيش به عن ما عاش به اباؤنا واجدادنا من البشر.
لم يكن يتخيّل الانسان الذي عاش في عام 1936 وما قبله يُفكر ويحلل ويربط كما كان الانسان بعد هذا التاريخ.
هذا تاريخ مهم جداً بالحقبة الانسانية حيث يعود هذا التاريخ لتدشين اول بث اذاعي تلفزيوني قامت به بريطانيا وكانت نقطة تحول في حياة الانسان. وهنا عليك ان تسألني سؤال وجيه، ما الفرق ؟ مالذي احدثه التلفزيون بحياة الانسان وما بعده من تطور التكنولوجيا؟
سوف استفيض بشرح هذا الموضوع إن شاء الله ولكن عليك التركيز معي قليلاً،
قم بالتخيّل معي ان هناك اسرة مكوّنه من اب وام وابناء بغض النظر عن عددهم، كانوا يعيشون قبل 1936 وكانت حياتهم تحمل نمط معيّن يختلف تماماً تماماً عن النمط الذي تتخيله انت اليوم
حيث انهم لم يمتلكوا ادوات تُقدم لهم المعلومات والمحتوى كما الادوات الموجودة اليوم
بطبيعة الحال فإن الانسان اذا اراد الاستئناس فإنه يبحث عن ونس ف يقوم افراد الاسرة بالتقرب من بعضهم البعض وتبادل الحوارات والنقاشات والاحاديث وهذه الطريقة الوحيدة التي يتملكونها للتعبير عن اراءهم وافكارهم وحتى معتقداتهم، وكان الاب والام يتقربون من الابناء بالتربية وكانوا يتبادلون معهم خبرات الحياة ويقوم الابناء بالتقرب من المحيط الخاص بهم من ابناء عمومه واقارب والخ . . .
ف اذا شعر احدهم بالملل فإنه يقوم بالخروج من المنزل والذهاب الى مكان ما قد يكون قريب وقد يكون بعيد ويقوم بتسلية نفسه واعطاء نفسه جرعة دوبامين وغيرها من الطرق . . .
الا انه واليوم ؟ اختلف هذا الكلام وانقلب 180 درجة الى ان وصلنا الى حالة من الاغماء بل اصبحنا امم مغشية معمي عليها لا تكاد تفقه شيء انما نحن امم اصبحنا اذا شعرنا بالملل جلسنا وامسكنا الهاتف او فتحنا التلفاز ف لا حاجة لنا بالتحرك والسير في الارض انما هي ضغطة زر بسيطة تنقلنا بين ارجاء الارض ف لا حاجة لنا بالذهاب الى جبال سويسرا للتعرف على مناظرها الخلّابة!
انما هي ضغطة زر بسيطة تنقلنا الى مجموعة كبيرة من الصوتيات والمرئيات المسجلة عن جبال سويسرا ف تقوم بإعطاء العقل الدوبامين وغيره من الهرمونات التي قام بطلبها واحتياجها.
ان طريقة تقبل الافكار والاخذ والعطاء معها يختلف ما بين حقبة واخرى، وهذا الزمان وهذه التكنولوجيا فرضت علينا الكثيير من تغيير قواعد اللعبة ويجب علينا مجاراتها وفهم اسلوبها بالتعامل معنا ك بشر، لا بالابتعاد الكامل عنها.
ان مواقع التواصل الاجتماعي احدثت شرخ كبير وواضح في نهضة الامم وفي اخلاقها وفي معتقداتها ف سمحت للسفيه والرويبضة بالتكلم بأمور العامة وسمحت لك انت ك انسان تتلقى المعلومة ولا تعرف حتى ادنى اداة للبحث عن صحتها ومدى تأثيرها العقلي عليك ولا تعرف التعامل معها ولا تعرف حتى ماهي القيمة المناسبة لهذه المعلومة كي تستطيع تخزينها بالشكل المناسب داخل الدماغ.
وانا شخصياً قمت بالابتعاد عنها دون احداث اي ضجة من حولي ف لم اخبر احد انني قمت بالابتعاد عنها بل ابتعدت بصمت واذا طلب احدهم التواصل معي ف إن باب هذا المنتدى مفتوح ولكن لا حق لأحد ان يتصل بي او ان يتوصل الي بدون اذن مني.
ما قامت به هذه المواقع هي انها فتحت افق الحياة في التواصل على مصراعيه، ولم تحترم خصوصية احد بل وانتهكت كامل الحقوق والخصوصية بل اصبحت اجهزة تجسس صريحة وعلنية وشرعية حيث تقوم الشركات بدفع مبالغ طائلة سنوياً للحكومات كي تستطيع استكمال عمليات التجسس وجمع المعلومات.
هل ابتعدنا في الشرح عن الية التعلم؟ ابداً لا، ولكن كل هذا كان مقدمة عقلية ومنطقية وواقعية اردت اخبارك بعدها انك محاط بكثيير من المشتتات وكثير من الملهيات وكثير من المسليات وكل هذه الادوات جاءت لتثبيطك لا لإخراج افضل ما عندك.
ومن أهم المشاكل التي صنعتها هذه الادوات هي ابقاء الفكرة في مرحلتها البدائية.
نعم ان الافكار تحمل التعداد في التطوير اي ان الفكرة تبدأ بالمرحلة الاولى ويبدأ الانسان بالتفكر بها، ثم ينتقل الى المرحلة الثانية من تطوير الفكرة وممارستها، ثم ينتقل الى المرحلة الثالثة من تطبيق الفكرة وحل مشاكلها، ثم ينتقل الى المرحلة الرابعه وهي مواكبة الفكرة للواقع وهكذا . . . .
ما فعلته هذه الادوات هي ابقاء الافكار بداخلك في مرحلة بدائية وهذه المشكلة يمكنك حلّها بالتخلص من عادة الولوج الى مواقع التواصل الاجتماعي في اخر يومك لأنك في اخر اليوم تكون قد حملت افكار اليوم كاملة وهي في طور المرحلة الاولى وهي بحاجة الى صفاء ذهني يقوم بربط الافكار في اليوم التالي ولكن ما يحدث انك تقوم بتشتيتها واجتنابها واعطاء العقل افكار موجّهه من المواقع التي تدخلها وما ان تنام وتستيقظ من يومك في اليوم التالي الا انك قد نسيت كل شيء ولا يكون عندك القدرة على الربط مرة اخرى بين افكار البارحة وافكار اليوم وهذا ما يُثبط عملية تطوير الفكرة ونقلها من طور الى اخر.
ونأتي هنا الى السؤال المهم: هل يمكننا زرع شجرة التفاح في ارض صحراوية؟ سؤال غريب ولكن الاجابة بسيط بالطبع لا.
ما حاجتنا الى هذا السؤال ؟
قم بربط هذا السؤال بالحالة العقلية وقم بتحليل السؤال لتفهم ما نرمي اليه. . .
ان العقل تماماً يُشبه الارض الصحراوية وعليك ان تعتبره أنه الارض التي سوف تزرع بها الافكار، فإن البيئة المناسبة تنمو بها الافكار المناسبة والبيئة التي لا تحمل فكراً ولا تحمل الا استهلاك كل شيء حولها لا تستطيع الانتاج ابداً.
يجب علينا ان نزرع شجرة التفاح في ارض خصبة ومناطق خصبة وبيئة مناسبة وكذلك الامر ان العقل يجب ان يكون بيئة مناسبة وخصبة لتقبل الافكار ولتقبل المعلومات الجديدة التي تدخل اليه. ويمكنك تشبيه الشجرة بالمعلومة فلا يمكنك زرع المعلومة بعقل صحراوي مُشبّع بالتفاهات.
وبهذه الحقبة الزمنية من النفاق ان نقوم بطرح الادوات العقلية والزامك بتعلمها لتصبح ماهراً بتلقي المعلومة وتخزينها وتحليلها وتطويرها فيما بعد دون التكلم والتنبيه عن مخاطر البيئة العقلية وما تفعله بحياتك اليومية من مضار للعقل.
لهذا يجب عليك اتباع حمية عقلية تقوم على مبدأ تغيير شكل الحياة الحالي الى شكل مناسب اكثر وتقوم بتقليل تلقيك للمحتوى الموجّه واللجوء الى المحتوى بناءا على الاحتياج.
وهنا يجب التطرق الى نقطة مهمة جداً بالمحتوى الموجّه وهي نقطة التكرار، فإن كثيير من الناس يقومون بتكرار ما يفعلونه على مواقع الوحل الاجتماعي ما يجعلك اسيراً لما يفعلوه او يتكلموا به.
ف تجد نفسك تشاهد فيديوهات قصيرة عن الطعام ويتكرر ظهور هذا النوع من الفيديوهات امامك ما يؤدي بك الى الشعور بالجوع، هذا ليس جوعاً حقيقياً إنما هو طلب العقل من تحويل ما تراه بعينك الى واقع يمكنك تذوقه.
وفيديوهات الملابس وفيديوهات الاماكن الجميلة وفيديوهات الجنس وفيديوهات عديدة. . . .
وحتى في هذه الفترة ما يتكرر علينا من حروب ونزاعات في هذا العالم، تظهر علينا فئة تُسمّى "القنوات الاخبارية" وتقوم بتكرار المعلومات المغلوطة امامك مثل "القتل"="الموت" في حالة الجهاد والرباط.
وهذه معلومة مغلوطة تماماً بل هي خطر شدييد جداً على عقل المسلم ف إن الذي يٌقتل في سبيل الله لا "يموت" ! بل هو ينتقل من حياة الى حياة مختلفة تماماً بل هم احياء عند ربك يرزقون، لكن ولا قناة اخبارة تقوم بإخبارك هذا الكلام وتقوم بتكريره على عقلك كي يُصبح مشهد القتل في سبيل الله هو حياة وليس موت.
ويجب عليك ايجاد البديل البسيط الذي ترتضي به ما تفعل، مثل قيامك باللجوء الى الجرائد الالكترونية والإطّلاع على الاخبار الموجودة بداخلها ف صدقني هذه الاخبار يقومون بإقتصاصها وجعل الخبر الواحد يحمل 100 منشور في مواقع التواصل الاجتماعي لكي تٌرضي نفسك انك على اتصال بهذا العالم.
عليك اللجوء لله سبحانه وتعالى عليك ذكر الله كثيراً ف قد تكلمت لك عن تكرار المعلومات على العقل وعليك الان ان تقوم بتكرار ذكر الله كثيرا بعقلك وسأترك لك حرية الاطّلاع على نتائج هذه العملية.
وخلاصة القول هنا بعد هذا الجزء والجزء الاول أن العقل يقوم بتلقي المعلومة وتحليلها وافرازها واعطاءها القيمة المناسبة حسب تاريخ العقل بإعطاء القيم للمعلومات وتاريخ هذه الامة حالياً يتم محوه بمواقع التفاهه والمحتوى التافه، وانا اخبرك ان لا فائدة من الدراسة والتعلم ان كنت تقوم بضرب كل هذه العقبات بعرض الحائط.
ف نحن هنا لا نتكلم عن منفعة شخصية ف انا لا اقوم بتوجيه هذه الخطابات لك ك شخص منفرد تقوم بقراءة ما اكتب، بل علينا جميعاً الرقي والعمل معاً لرفعة هذه الامة والامتثال لله عزوجل ولأوامر الله عزوجل.
عليك ان تكون نافعاً للأمة وعليك تدريب العقل لإنتاج النفع والافكار لمن حولك من الناس.
وبعد ان تقوم بتنظيف عقلك من التفاهات والوسخ الاجتماعي وبعد ان تغلق الباب امام المشتتات وتقوم بتدريبه على هذا النمط من الحياة، نستكمل الجزء الثالث فيما بعد إن شاء الله.
إن اصبت فهو من الله وإن اخطأت فهو من نفسي والشيطان.
إنتظرونا في الجزء الثالث.
التعلم سهل جدا بسيط ومش معقد لكن الناس ما بدها تتعلم على بلاطه بحبو الاشئ الاسهل يعني مفكرين حالهم هيك عباقره انا لقيت اشئ اسهل وانت بتضلك وقت اكبر مني ولحد الان كمان مش مقتنعه انو اي اشئ بالحياه بدك عشان تجيبو بشكل صحيح بدك سنين مش اقل من 3 سنين وكليوم شغال عليه بطريقه صح
دائماً تبدع في الجوانب العصيه عن الفهم في الحياة ..
اكتشفت مؤخراً أننا في loop ياصاحبي امس مثل اليوم مثل غداً دائره من الوجود العشوائي إن لم يتم ضبطها سنكون مجموعه من العدم الواعي بذاته .
ما تنشره اتمنى ان يُدرس او يصل الى اكبر قدر ممكن مِن مَن فقدوا البوصله في هذا العالم
تحياتي لك اخي ستورم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، عزيزي الزائر هناك الكثير من خدمات المنتدى مغلقة على الزوّار وذلك تجنباً للمشاكل التقنية مع محركات البحث. يرجى التسجيل في المنتدى كي تحصل على صلاحية الدخول لباقي الاقسام والمستودع.