







السمعة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تكمن هنا مصيبة الأمة في هذا الزمان، كما ترى أن علماء الأُمة في السجون وهنا يجب عليك أن تعمل مُحَاكاة بسيطة لكيفية سير الأمور في حياتك.
تخيّل معي أن هناك شخصية تحمل اسمك وتفعل كل ما تفعله أنت وتخيل أنك تقوم بمُحَاكاة هذا السيناريو وتقوم بتلقين هذه الشخصية وتعلمها من مصادر التعلم اليومية والإعتيادية في حياتك الشخصية, ثم تخيّل معي أن الحق والعلم الحق موجود لدى فئة من الناس تم سجنها، إذًا هذه الشخصية لمن تستمع اليوم؟ ماهي طبيعة العلوم التي تستمع عليها؟
لا أحد يستطيع إنكار فتنة هذا الزمان وشدّتها لكن، إلى متى؟ أولم يحن الوقت لنتعلم عنها؟ أولم يحن الوقت لترجمة المبهمات وتعليمها؟
وكيف لنا أن نفعل كل هذا ونحن لا نملك العلم؟ لا نملك الدافع؟ كل يوم نقع بحفر التكاسل والخمول؟
حالنا مشابه للمسجون في قفص الحياة المفتوح، عبارات لوهلتها الأولى هي غير مفهومة ولكن إن نظرت وحاولت محاكاتها سوف تقوم بفهمها على نفسك قبل الآخرين , فقط قم بعمل مقارنة صغيرة وبسيطة منطقية لحال الإنسان الذي هو مفتون بهذا الزمان وحال الإنسان قبل هذا الزمان.
سوف تشعر أنك في سجن كبير باختيارك حيث أن تصرفات حياتك اليومية وأُسلوبك وعاداتك قامت بحرمانك من فعل الكثير من الأمور مثل الإبتعاد عن النظر إلى الشمس، القمر، السماء، إلخ. . . فقط عن طريق النظر إلى الجوّال ومتابعته أثناء اليوم.
هذا الحال هو جزء بسيط من مفاتن العقل وشهوة المعرفة وطموح الوصول إليها، فالإنسان الذي يعلم عن الشيء يختلف تماماً عن الإنسان الذي يجهل الشيء , وهذا ما يميّز روّاد مجال الأمن السيبراني، كونهم يستطيعون الوصول إلى أجزاء حساسة من المعلومات لأنهم استخدموا العلم في ذلك الشيء.
حتى في الدين وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)
لا شك أن العلم بالشيء هو الحل الوحيد لمعرفة أُسلوب وكيفية التعامل مع الشيء، ولكن؟
سأل سائلٌ أنا قد تعلمت كيفية التعامل مع الجوّال ولكنني وقعت بفتنته، إذًا هذه القاعدة خاطئة.
سوف نُجيب على السؤال إجابة بسيطة وهي أننا نحمل علماً منقوصاً عن هذه الأداة، لا أحد قام بإخبارنا عن ما إذا كررنا عادة يومية بحياة الإنسان ما مدى تأثيرها؟ لا أحد قام بإخبارنا عن ما مدى تأثير تكرار المعلومات بطريقة الجوّال على عقولنا؟ لا أحد قام بإخبارنا عن ما مدى تأثير التواصل الفعّال بشكل مستمر مع الناس على الجوّال؟ لا أحد قام بإخبارنا عن كيفية ترتيب أولويات الإنسان عند استخدام الجوّال؟ وهلم جر في هذه الأسئلة!
وهل هذه الأسئلة مهمة؟
لا يستطيع أي انسان على الكوكب أن يقوم بترتيب المعلومات بناءاً على أهميتها إلا ما جاء به خبر الله عزوجل، فالإنسان لم يخلق الحياة الدنيا، لم يخلق الأرض، لم يخلق السماوات، لم يخلق قواعد اللعبة، لا بل يجهلها تماماً!!
كل معلومة هي مهمة بالنسبة لك، ترتيب المعلومات وأهميتها يعتمد على تعلمك للمعلومة وتخزينها وربطها، فعليك دائماً ربط الأحداث بطريقة صحيحة لتقوم باستنتاج صحيح، مثال:
الإنسان جاهل.
الإنسان بحاجة إلى التعلم.
التعلم أنواع.
أنواع مفيدة في الدُنيا.
أنواع مفيدة في الآخرة.
أنواع مفيدة في الدنيا والآخرة.
الإنسان يتعلم عن طريق السمع والبصر وباقي الحواس.
السمع والبصر أدوات مهمة.
الإنسان يستطيع التكلم وتعليم غيره.
العلماء في السجون.
انتهى.
استعمل هذه الكلمات المفتاحية لترتيب أجزاء اللعبة بحيث أنك تقوم بمُحَاكاة كاملة لتصل إلى الجزء الأخير والمهم، إذا كان العلماء بالسجون من يتكلمون الكلام الحق الذي نريد أن نسمعه أو نعرفه كي يتغير حالنا، فمن هو موجودٌ بيننا اليوم؟
ساعة الصفر تبدأ من هنا، من مكانك الذي تقرأ به هذا الكلام، تبدأ باختيارك للبدء بالتعلم، تعلم ما هو ينفعك في الدُنيا والآخرة، تبدأ من اختيارك في التخلي عن مُلهيات الحياة واللجوء للكتاب المجيد وسنّة رسوله.
ساعة الصفر تبدأ حين تُعطي نفسك الأهمية بالمقارنة مع موقفك يوم القيامة، وحيداً لا أحد بجانبك لا أحد يسندك، لا أحد يهتم بما أنت عليه سوا من يُحبك وأحب نجاتك من هذا الموقف.
ساعة الصفر تبدأ عندما تقرر التجربة وبناء الاستنتاجات على تجاربك، أبدأ بترك الأمور وادرس أثرها على نفسك ثم تعلم عنها كيفية التحكم بها، ساعة الصفر تبدأ من الله وإلى الله عاقبة الأمور.
إن أصبت فهو من الله وإن أخطأت فهو من نفسي والشيطان
دمتم بخير
رمضان مبارك على الجميع
دمتم بخير
رمضان مبارك على الجميع
التعديل الأخير بواسطة المشرف: