السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اريد ان اطرح بعض الاسئله
هل تطوير برامج RAT الخاص بلويندوز حلال
وهل مثلا لو شخص استخدمها في الشرر هل اتحمل الذنب
وهل لو تم تكربك الاداه وكسر حمايايتها وطرحها لكل الناس بدون اذن المطور الاصلي هل ياخذ سيئات علي الاستخدام الضار
ولو كان حرام بعد التوقف والتوبه ينتهي كل الذنوب ام سوف يظل يتحمل كل ذنب استخدام لاداته التي تم كسرها بدون اذنه
وشكرا لكم - تحياتي
بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
المسألة فيها قليل من التفصيل الشرعي والمنطقي والعلمي والمجتمعي
لنبدأ بالجانب الشرعي ..
لدينا قاعدة فقهية في أصول الفقه تقول : " الأصل في الأمور الحل، مالم يدل دليل على التحريم" أي أن الأصل في كل الأشياء هو أنها حلال إلا إذا دل عليها دليل من القران أو السنة، ولكن ليس هذا المعيار الوحيد الذي نتبعه، فلدينا قاعدة فقهية أخرى خلاصتها أننا إذا إذا أردنا أن نحكم على أمر ننظر لأصله وجنسه ودليله، مالمقصود ؟
فمثلا الضرب، ما هو حكم الضرب ؟؟ الطرب في المطلق وبشكل عام حرام، لماذا ؟ لأنه أذى وضرر، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار
ماذا عن ضرب اللص أو قاطع الطريق ؟ هل هذا حرام ؟؟ بالطبع لا، هنا نطبق القواعد الشرعية التي لدينا، القاعدة تعتمد على الدليل أن للإنسان أن يدافع عن عرضه وماله ونفسه، وبالتالي تحول العمل الذي هو في أصل جنسه محرم إلى عمل جائز بل واجب في بعض الأحيان.
هذا مثال على حكم شرعي تم استنباطه بناء على دليل مباشر، ولكن ماذا لو طرأ علينا حالة ليس لها أصل في الكتاب أو السنة ؟؟ مثل برامج الرات او التدخين أو تجارة المخدرات أو أو أو
هل إذا لم يكن للأمر نص في الكتاب أو السنة، إذا هذا الأمر خارج عن دائرة الشرع أو جائز ؟؟
طبعا هذا ظلم عظيم وفتوى خطيرة تدخل صاحبها النار والعياذ بالله، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار ))
طيب السؤال هنا، كيف تتعامل الشريعة الإسلامية مع الأمور التي لم ترد في القران أو السنة ؟؟
الإجابة سنستفيد منها فائدتين، الفائدة الأولى أن الإجابة ستكون إحدى دلالات صحة هذا الدين العظيم، والفائدة الثانية هي معرفة الفلسفة الإسلامية في التشريع وسن القوانين
الدين الإسلامي أخي العزيز
دين مرن ومناسب لأي زمان ومكان ولكن لماذا ؟؟
لأن الإسلام كما وضع لنا أدلة شرعية مباشرة من الكتاب والسنة لمعرفة الأحكام، كذلك وضع لنا معاييرا نستخدمها لاستصدار الأحكام الشرعية، فالإسلام هو دين المعايير، وباستخدام هذه المعايير تستطيع أن تستصدر أي قانون لأي شيء في أي مكان أو زمان فقط بالاعتماد على هذه المعايير، وبالتالي خرج لنا علم من علوم الشريعة يدعى علم القياس وهي أن تقاس الأمور استنادا إلى الأدلة الشرعية والمعايير الموجودة في الكتاب والسنة، فالسجائر مثلا لم يتم تحريمها بناء على دليل مباشر فهي لم تذكر في النصوص الشرعية ولكن استخدمت معها المعايير الشرعية لمعرفة حكمها الشرعي، وبالتالي حرمت لأنها إيذاء للنفس وقتل لها وتفريط في أمانة الله (الجسد) لقول الله تعالى: (( ولا تقتلوا أنفسكم)) ويقول تعالى: ((وأحل لكم الطيبات وحرم عليكم الخبائث)
ومن هنا خلص العلماء لهذا الحكم الشرعي.
والان بالعودة إلى سؤالك بخصوص برامج الرات، سنطبق عليها هذه القواعد الفقهية بالإضافة إلى قواعد إضافية سأخبرك بها الان
هل يوجد دليل مباشر يحرمها بوصفها ؟؟
الإجابة لا
هل يوجد دليل يحرم جنسها ؟؟؟
الإجابة نعم، فهذه أداة تستخدم للتجسس، يقول الله تعالى: (( ولا تجسسوا)) كما أن بها ضرر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا ضرر ولا ضرار ))
هل هي حرام مطلقا ؟؟
الإجابة لا، لأنها مقترنة بموقف ونية، وهذا يأخذنا لقاعدة فقهية أخرى، ألا وهي النية، فكما في حديث عمر ابن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( إنما الأعمال بالنيات .. ) إلى آخر الحديث
فما هي نيتك من إنشاء هذا البرنامج ؟؟
ما هي المصالح والمفاسد المترتبة على تصنيعه ونشره ؟؟ هذه قاعدة أخرى
طيب إلى ماذا نخلص ؟
هذا البرنامج قد يستخدم ضد الأبرياء وقد يستخدم ضد الأعداء وهذا يعتمد على المستخدم بحد ذاته، فأنت عندما تبيع سكينا، إما أن تأخذها أم كي تطبخ لأولادها وزوجها أو يأخذها قاتل متسلسل يقتل بها الكبير والصغير
فالحكم هنا ليس محرما ولا جائزا فالأمر ليس بهذه السطحية، ولكن يكون جائزا على حسب النية، ويجب درء المفاسد بقدر الإمكان، وأن تكون نيتك خالصة لله عز وجل ونفع المسلمين لا أن تؤذي الناس بغير وجه حق
فالأمر في النهاية تحدده النية والحرص
هذا والله أعلم