




السمعة:
- إنضم20 أغسطس 2023
- المشاركات 178
- الحلول 10
- مستوى التفاعل 400
- النقاط 63
بسم الله الرحمن الرحيم
في عالم يتسارع فيه الذكاء الاصطناعي ليصبح القوة الدافعة وراء التكنولوجيا الحديثة، برزت شركة DeepSeek الصينية كنجم صاعد، تهدد عمالقة وادي السيليكون بقدرتها على إنتاج نموذج ذكاء اصطناعي متطور بتكلفة منخفضة. فهل نحن أمام ثورة جديدة في عالم الذكاء الاصطناعي؟
نجاح DeepSeek يثير الجدل
عندما أطلقت DeepSeek نموذجها الجديد، وُصف بأنه إنجاز تكنولوجي هائل، حيث استطاعت الشركة تحقيق نتائج مذهلة رغم العقوبات والقيود الأميركية على تصدير الرقائق الإلكترونية. لكن القصة لم تنتهِ هنا!
شركة OpenAI، المطورة لـ ChatGPT، زعمت أن DeepSeek استخدمت بياناتها بشكل غير قانوني، مما أثار جدلًا واسعًا حول حقوق الملكية الفكرية في عالم الذكاء الاصطناعي. ووفقًا لـ OpenAI، فإن DeepSeek ربما لجأت إلى تقنية "التقطير"، وهي طريقة تُستخدم لاستخلاص المعرفة من نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى وتحسين الأداء بتكلفة أقل. ولكن هذه التقنية محظورة ضمن شروط استخدام OpenAI، مما دفعها إلى المطالبة بالتحقيق في الأمر.
هل DeepSeek سرقت البيانات فعلًا؟
لم تُصدر DeepSeek أي رد رسمي حتى الآن، لكن تقريرًا تقنيًا صادرًا عنها أشار إلى أن نموذجها دُرّب جزئيًا باستخدام نماذج مفتوحة المصدر، مثل Qwen من Alibaba وLlama من Meta. ومع ذلك، تدّعي OpenAI أن DeepSeek استخدمت أيضًا بياناتها المحمية، وهو أمر قد يكون من الصعب إثباته قانونيًا.
المعضلة الكبرى هنا: كيف يمكن لشركة أن تطالب بحقوق الملكية الفكرية في عالم يعتمد أساسًا على البيانات العامة والمحتوى المأخوذ من الإنترنت؟
هل نحن أمام مستقبل جديد للذكاء الاصطناعي؟
رغم الجدل القانوني، فإن ما حققته DeepSeek يسلّط الضوء على نقطة مهمة جدًا:
لم يعد الذكاء الاصطناعي حكرًا على الشركات العملاقة مثل OpenAI وGoogle وMeta!
إذا كان بإمكان شركة صينية ناشئة تطوير نموذج متقدم بجزء بسيط من التكلفة، فهذا يعني أن هناك فرصة للشركات الناشئة حول العالم للمنافسة في هذا المجال المثير. وكما قال المحامي المتخصص بالملكية الفكرية مارك ليملي من جامعة ستانفورد:
حتى لو ثبت أن DeepSeek استخدمت بيانات OpenAI، فمن غير المرجح أن تنجح OpenAI في مقاضاتها، لأن هذه النماذج نفسها مبنية على بيانات من مصادر مختلفة، بعضها غير محمية قانونيًا.
الذكاء الاصطناعي.. من احتكار الشركات الكبرى إلى فرصة للجميع!
الآن، السؤال الذي يطرحه الجميع: هل ستؤدي هذه التطورات إلى جعل الذكاء الاصطناعي أكثر ديمقراطية، بحيث تتمكن الشركات الناشئة في مختلف أنحاء العالم من بناء نماذجها الخاصة دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة؟
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فاجأ الجميع بتصريح غير متوقع، حيث وصف اختراق DeepSeek بأنه "تطور إيجابي جدًا"، مضيفًا:
بدلًا من إنفاق المليارات، يمكن إنفاق أقل وتحقيق نفس النتائج.
مستقبل الذكاء الاصطناعي بين الابتكار والقيود
ما يحدث اليوم هو أكثر من مجرد خلاف قانوني بين الشركات، بل هو نقطة تحوّل في مستقبل التكنولوجيا. فإذا تمكنت شركة DeepSeek من تقديم نموذج قوي وفعال بتكلفة منخفضة، فسيكون هناك تغيير جذري في كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي عالميًا.
إننا نشهد ولادة جيل جديد من الذكاء الاصطناعي، جيل يقوده الابتكار وليس الاحتكار. فهل ستكون DeepSeek هي البداية فقط؟ وهل نرى قريبًا شركات ناشئة في الشرق الأوسط أو أوروبا أو أميركا اللاتينية تدخل هذا المجال بقوة؟
الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية، بل ضرورة!
الفرصة الآن متاحة للجميع لتغيير العالم!
الفرصة الآن متاحة للجميع لتغيير العالم!