



السمعة:
قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ ﴾
لو أن العزَّة سلعة تباع وتشترى لتهافت عليها طلابها، ولاكتَنَزها ملَّاكها، ولغلا سعرها، ولبُذلت من أجلها الكنوز، ولكن العزَّة منحة ربانية، يهَبها الله تعالى لمن يؤدي من التقوى حقها، ومن المعاصي اجتنابها، وعرَف قيمتها وقدرها، فيحلق في فضاء رحب فسيح، ويشعر بلذة لا تضارعها لذة، وحينها يزداد لله تواضعًا وقربًا، وبالمؤمنين رحمة ولينًا، وعلى أعداء الله رفعة وأنَفَة وعلوًّا.
الخليفه ابوبكر الصديق رضي الله عنه
عندما امتنع المرتدين عن دفع الزكاة أنه قال : ( .. والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ).
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ".
يقول الحسن رضي الله عنه : " إنهم وإن هملجت بهم البراذين ... ووطئت أعقابهم الرجال، إن ذُلَّ المعاصي لا يفارق رقابهم يأبى الله إلا أن يذل من عصاه ".
ارسل سيف الاسلام خالد بن الوليد رضى الله عنه وارضاه ــ سيف الله المسلول ــ ارسل رسالة الى كسرى ــ عظيم الفرس ــ قال له فيها :ياكسرى اسلم تسلم
والا فقد جئتك بقوم يحرصون على الموت كما تحرصون انتم على الحياة فلما وصلت الرسالة بين يدى كسرى
ارسل الى حاكم الصين يطلب منه المدد والنجدة فرد عليه حاكم الصين قائلا :
ياكسرى لاقبل لى بقوم لو ارادوا خلع الجبال لخلعوها .
موقف عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه عندما جهر بالقرآن: اجتمع يوماً أصحاب رسول الله في مكة وكانوا قلةٍ مستضعفين فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط فمن رجلٌ يسمعهم إياه ؟ فقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : أنا أُسمعهم إياه . فقالوا: إنَّا نخشاهم عليك إنما نريد رجلاً له عشيرة تحميه وتمنعه منهم إذا أرادوه بشرٍ, فقال: دعوني فإن الله سيمنعني ويحميني، ثم غدا إلى المسجد حتى أتى مقام إبرهيم في الضحى وقريش جلوس حول الكعبة فوقف عند المقام وقرأ: " الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ " ومضى يقرأها فتأملته قريش وقالت: ماذا قال ابن أم عبد ؟ تباً له إنما يتلو بعض ما جاء به محمد وقاموا إليه وجعلوا يضربون وجهه وهو يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ, ثم انصرف إلى أصحابه والدم يسيل منه, فقالوا له: هذا الذي خشيناه, فقال: والله ما كان أعداء الله أهون في عيني منهم الآن وإن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً, قالوا: لا حسبك, لقد أسمعتهم ما يكرهون.
موقف سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مع أمه: لمَّا أسلم سعدٌ رضي الله عنه وعلمت أمه بخبر إسلامه ثارت ثائرتها وأقبلت عليه تقول : يا سعد ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزناً عليَّ ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس بها أبدَ الدهر. فقال لها سعدٌ رضي الله عنه : لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيءٍ ، لكنها مضت في وعيدها فاجتنبت الطعام والشراب ومكثت أياماً على ذلك لا تأكل ولا تشرب فهزل جسمها ووهن عظمها وخارت قواها ، فجعل سعد رضي الله عنه يأتيها ساعةً بعد ساعةٍ ويسألها أن تتبلع شيئاً من الطعام أو قليلاً من الشراب فتأبى ذلك أشد الإباء, وتُقسم ألا تأكل أو تشرب حتى تموت أو يودِّع سعدٌ رضي الله عنه دينه ، فقال سعد رضي الله عنه : يا أماه إني على شديد حبِّي لك لأشدُّ حبّاً لله ورسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفساً بعد نفسٍ ما تركت ديني هذا لشيءٍ ، فلما رأت الجدَّ من سعدٍ رضي الله عنه أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كرهٍ منها .
خالد بن الوليد رضي الله عنه
عندما كان على فراش الموت في مدينة حمص قال:
“ما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة أو رمية سهم. وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير .. فلا نامت أعين الجبناء”.
ولا ينسى التاريخ للمعتصم “فتح عمورية” سنة 223هـ/ 838م، يوم نادت باسمه امرأة عربية على حدود بلاد الروم اعتُدِىَ عليها، فصرخت قائلة: وامعتصماه! فلما بلغه النداء كتب إلى ملك الروم: من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى ملك الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندي. ثم أسرع إليها بجيش قائلا: لبيك يا أختاه!وفى هذه السنة (223هـ) غزا الروم وفتح “عمورية”.
إذا نحن سلمنا لك العلم كله ... فدع هذه الألفاظ ننظم شذورها
أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس إكرما
وما كل برق لاح لي يستفزني ... ولا كل من لاقيت أرضاه منعما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت ... أقلب كفي أثره متندما
ولم أقض حق العلم أن كان كلم ... بدا طمع صيرته لي سلما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ... ولكن نفس الحر تحتمل الظما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقي به غرسا وأجنيه ذلة ... إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه وصانهم ... ولو عظموه في النفوس تعظما
ولكن أذلوه فهان ودنسو ... محياه بالأطماع حتى تجهما
فـ أين نحن وأين هم الله المستعان.
لو أن العزَّة سلعة تباع وتشترى لتهافت عليها طلابها، ولاكتَنَزها ملَّاكها، ولغلا سعرها، ولبُذلت من أجلها الكنوز، ولكن العزَّة منحة ربانية، يهَبها الله تعالى لمن يؤدي من التقوى حقها، ومن المعاصي اجتنابها، وعرَف قيمتها وقدرها، فيحلق في فضاء رحب فسيح، ويشعر بلذة لا تضارعها لذة، وحينها يزداد لله تواضعًا وقربًا، وبالمؤمنين رحمة ولينًا، وعلى أعداء الله رفعة وأنَفَة وعلوًّا.
الخليفه ابوبكر الصديق رضي الله عنه
عندما امتنع المرتدين عن دفع الزكاة أنه قال : ( .. والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ).
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله ".
يقول الحسن رضي الله عنه : " إنهم وإن هملجت بهم البراذين ... ووطئت أعقابهم الرجال، إن ذُلَّ المعاصي لا يفارق رقابهم يأبى الله إلا أن يذل من عصاه ".
ارسل سيف الاسلام خالد بن الوليد رضى الله عنه وارضاه ــ سيف الله المسلول ــ ارسل رسالة الى كسرى ــ عظيم الفرس ــ قال له فيها :ياكسرى اسلم تسلم
والا فقد جئتك بقوم يحرصون على الموت كما تحرصون انتم على الحياة فلما وصلت الرسالة بين يدى كسرى
ارسل الى حاكم الصين يطلب منه المدد والنجدة فرد عليه حاكم الصين قائلا :
ياكسرى لاقبل لى بقوم لو ارادوا خلع الجبال لخلعوها .
موقف عبدالله بن مسعودٍ رضي الله عنه عندما جهر بالقرآن: اجتمع يوماً أصحاب رسول الله في مكة وكانوا قلةٍ مستضعفين فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط فمن رجلٌ يسمعهم إياه ؟ فقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : أنا أُسمعهم إياه . فقالوا: إنَّا نخشاهم عليك إنما نريد رجلاً له عشيرة تحميه وتمنعه منهم إذا أرادوه بشرٍ, فقال: دعوني فإن الله سيمنعني ويحميني، ثم غدا إلى المسجد حتى أتى مقام إبرهيم في الضحى وقريش جلوس حول الكعبة فوقف عند المقام وقرأ: " الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ " ومضى يقرأها فتأملته قريش وقالت: ماذا قال ابن أم عبد ؟ تباً له إنما يتلو بعض ما جاء به محمد وقاموا إليه وجعلوا يضربون وجهه وهو يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله أن يبلغ, ثم انصرف إلى أصحابه والدم يسيل منه, فقالوا له: هذا الذي خشيناه, فقال: والله ما كان أعداء الله أهون في عيني منهم الآن وإن شئتم لأغادينهم بمثلها غداً, قالوا: لا حسبك, لقد أسمعتهم ما يكرهون.
موقف سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه مع أمه: لمَّا أسلم سعدٌ رضي الله عنه وعلمت أمه بخبر إسلامه ثارت ثائرتها وأقبلت عليه تقول : يا سعد ما هذا الدين الذي اعتنقته فصرفك عن دين أمك وأبيك؟ والله لتدعن دينك الجديد أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فيتفطر فؤادك حزناً عليَّ ويأكلك الندم على فعلتك التي فعلت وتعيرك الناس بها أبدَ الدهر. فقال لها سعدٌ رضي الله عنه : لا تفعلي يا أماه فأنا لا أدع ديني لأي شيءٍ ، لكنها مضت في وعيدها فاجتنبت الطعام والشراب ومكثت أياماً على ذلك لا تأكل ولا تشرب فهزل جسمها ووهن عظمها وخارت قواها ، فجعل سعد رضي الله عنه يأتيها ساعةً بعد ساعةٍ ويسألها أن تتبلع شيئاً من الطعام أو قليلاً من الشراب فتأبى ذلك أشد الإباء, وتُقسم ألا تأكل أو تشرب حتى تموت أو يودِّع سعدٌ رضي الله عنه دينه ، فقال سعد رضي الله عنه : يا أماه إني على شديد حبِّي لك لأشدُّ حبّاً لله ورسوله ووالله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفساً بعد نفسٍ ما تركت ديني هذا لشيءٍ ، فلما رأت الجدَّ من سعدٍ رضي الله عنه أذعنت للأمر وأكلت وشربت على كرهٍ منها .
خالد بن الوليد رضي الله عنه
عندما كان على فراش الموت في مدينة حمص قال:
“ما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة أو رمية سهم. وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي كما يموت البعير .. فلا نامت أعين الجبناء”.
ولا ينسى التاريخ للمعتصم “فتح عمورية” سنة 223هـ/ 838م، يوم نادت باسمه امرأة عربية على حدود بلاد الروم اعتُدِىَ عليها، فصرخت قائلة: وامعتصماه! فلما بلغه النداء كتب إلى ملك الروم: من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى ملك الروم، أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل، بعثت لك جيشًا، أوله عندك وآخره عندي. ثم أسرع إليها بجيش قائلا: لبيك يا أختاه!وفى هذه السنة (223هـ) غزا الروم وفتح “عمورية”.
إذا نحن سلمنا لك العلم كله ... فدع هذه الألفاظ ننظم شذورها
أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس إكرما
وما كل برق لاح لي يستفزني ... ولا كل من لاقيت أرضاه منعما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبت ... أقلب كفي أثره متندما
ولم أقض حق العلم أن كان كلم ... بدا طمع صيرته لي سلما
إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ... ولكن نفس الحر تحتمل الظما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لكن لأخدما
أأشقي به غرسا وأجنيه ذلة ... إذا فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه وصانهم ... ولو عظموه في النفوس تعظما
ولكن أذلوه فهان ودنسو ... محياه بالأطماع حتى تجهما
فـ أين نحن وأين هم الله المستعان.